على ضفاف الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وتحديداً في مدينة جدة أقيمت الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. سلّط المهرجان الضوء على المواهب الشابة التي تساهم في رسم ملامح صناعة السينما في المملكة العربية السعودية
فاطمة الشريف
«متأكدة أن مستقبل السينما السعودية سيتخطى توقعاتنا الجميلة الحالمة، سيكون واقعاً أجمل وأقوى وسيطغى على كل الموجود وسنصل للعالمية وننافس في هذا المجال»، بهذه الكلمات اختصرت فاطمة الشريف رأيها في مستقبل السينما السعودية. وفاطمة حاصلة على درجة ماجستير في مجال الخدمة الاجتماعية ودبلوم عالٍ في الدعم والإرشاد النفسي، وهي ممثلة سعودية منذ عام 2014 وشاركت حتى الآن في 19 مسلسلاً و4 أفلام أدت فيها أدواراً مختلفة وصعبة. كما ألفت كتاباً بعنوان «لم يعد الرجل لغزاً» نُشِر وبيع في معرض الرياض الدولي للكتاب. كيفية التحايل، نقول لا، الأكثر ذكاء .فاطمة أخصائية اجتماعية تعمل حالياً في مستشفى الملك سلمان بالرياض ودخولها عالم التمثيل كان محفوفاً بالصعوبات وهي تؤكد أن الواقع اليوم مختلف تماماً عما كان عليه قبل عشر سنوات، وقد قالت: «لم أدخل عالم الفن من خلال التمثيل إلا منذ خمس سنوات، وكانت الصعوبات التي واجهتني في البداية كثيرة تمثلت في الأسرة الصغيرة وعدم تقبلهم للفكرة، وفي طبيعة عملي كأخصائية اجتماعية في عيادة نفسية تابعة لإحدى المنشآت الطبية الحكومية، ولكن سرعان ما تغيّرت الامور وتقبل محيطي انخراطي في مجال التمثيل».
رغد محمد بخاري
فنانة مسرحية وسينمائية سعودية تبلغ من العمر 24 عاماً، شغوفة بالرقص وفن الحركة وقد شاركت في عدد من المسرحيات في الجامعة. تحدت الصعوبات التي واجهتها من الوصمة المجتمعية لمهنة المؤدية للمرأة العربية، وتخطت الإرهاق النفسي الذي يرافق مهنة الفن، واجتهدت كثيراً لتتمكن من تخطي التحديات التي قد تواجهها ودخلت رغد عالم السينما من خلال تجارب أداء لمشروعات أكاديمية لطلاب جامعة عفت المتخصصين في الفنون السينمائية، وكان آخر ظهور لها في فيلم «حين يزهر الأحمر» الفائز في مسابقة 48 ساعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. بهدف دعم صانعي الأفلام والمواهب الشابة احتضن هذا التحدي أفلام قصيرة لصُناع أفلام مبتدئين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاماً، وتكمن فكرة التحدي في كتابة فيلم وتصويره وإنتاجه خلال يومين فقط. وعن بداياتها ومستقبل السينما في المملكة تقول رغد: «بحسب تجربتي المتواضعة في مجال صناعة الأفلام وكوني بدأت على يد صناع أفلام هواة ومشاريع أكاديمية لطلبة تخصص فنون سينمائية، وجدت أن أعمالهم بهذا العمر كانت احترافية وتحكي قصصاً ملموسة في مجتمعنا العربي،» وأضافت: «يملؤني فضول لمعرفة ما ستحمله الحركة السنيمائية السعودية مستقبلاً من تنوع في التعبير عن قصص تستحق السرد».
عاصم العواد
قبل أن يصبح ممثلاً، عمل عاصم العواد مصوراً فوتوغرافياً لشغفه بالفن. ولأنه كان يحمل كاميرته معه أينما يذهب، واجه سخرية الآخرين بسبب تلك الهواية. وكان أول عمل احترافي له كمصور فوتوغرافي سعودي حين غطى فعاليات كأس العالم للأطفال لمدة 4 سنوات متتالية بدءاً من نسخة عام 2010 في جنوب إفريقيا. وفي العام 2012، بدأ عاصم العمل مديراً للإنتاج في Directions Production، وهي أول شركة إنتاج تعمل بكاميرا سينمائية في الرياض. ومنذ عام 2014 حتى عام 2018، عمل بشكل مستقل في مجال الإنتاج. وفي العام 2018، عينته قناة تلفاز 11 في منصب مدير إنتاج، فشارك في التمثيل في عديد من الاسكتشات والبرامج التي تعرضها على «يوتيوب». بدأ عاصم المشاركة في العديد من الإعلانات التي حصلت على جوائز ورُشح في اختبارات الأداء لدور البطولة في فيلم Raven’s Song وواجه تحديات عديدة بسبب عمله في المجال الذي أحبه، فهو على سبيل المثال ينحدر من عائلة كبيرة وكان يحظى بدعم بعض أفرادها، ولكن البعض الآخر تحفظ على هذا العمل الذي كان يُعتبر من المحرمات لزمن طويل في المجتمع السعودي.
وعن مستقبل السينما يقول عاصم: «السينما في المملكة في الفترة الأخيرة في مسار صعود قوي وذلك من خلال الدعم الحكومي المستمر ووجود الهيئات المخصصة لـدعم الأفلام وانتشار دور العرض السينمائي»، ويضيف: «وبتوفر الدعم ينتج عنها زيادة في عدد الأفلام المحلية وحافز كبير للمنتجين والمخرجين والكتاب. والمستقبل في السينما السعودية في نمو واضح من خلال حضور السينما السعودية في المهرجانات ومنصات العرض وفي دور العرض، والقادم أجمل».
أحمد يعقوب
ممثل سعودي؛ لعب مؤخراً بطولة الفيلم الروائي «عثمان»، وفي أواخر سبتمبر الماضي أطلق له فيلم الدراما الحربية «عشرة واحد». قابل يعقوب جمهور المسرح في نوڤمبر من نفس العام من خلال البطولة المطلقة لمسرحية «الفيلسوف»، وهي أول مسرحية عربية بيوغرافية للاعب كرة قدم، حاكت حياة اللاعب الشهير يوسف الثنيان وعرضت على نطاق واسع.
بدأ أحمد مسيرته الفنية في المسرح، ممثلاً وكاتباً، ويحمل في رصيده حتى الآن ٦ جوائز فردية كأفضل ممثل في مهرجانات محلية ودولية، إضافة إلى ٣ جوائز في الكتابة ومجموعة من الترشيحات لجوائز مختلفة، وقد قدّم الكثير من مسرحيات الأدب العالمي والعربي بشخصيات شكسبير وتشيخوف.
أحمد طبيب أسنان أيضاً يستقر في المملكة، ويمارس نشاطه الفني بتنوع كبير، إلى جانب موهبته بالتمثيل يعد أحمد مؤلفاً مسرحيا ًوكاتب سيناريو ودراماتورغ، يركّز جيداً في مواصلة مسيرته ضمن الأعمال القيمة ليكون وجهاً من أوجه النهضة الفنية السعودية الحديثة. يؤكد أحمد أنّ هناك نهضة غير خفية، وتوجه حقيقي وهذا حتماً سيخلق فارقاً، وقد قال: «الصناعة لم تعد في بداياتها بالتأكيد لكن الحكم لم يحن وقته، فالكثير على أرض الواقع ما زال بانتظار رسوخه وارتكازه. المواهب والكوادر معقولة ورائعة للغاية، والدعم بصورته الكبرى متاح لكن التفاصيل التنظيمية التي تضمن الاستدامة والغزارة والنوعية معاً ما زالت في طور النمو».
يؤمن أحمد بأن الأمل قائم أكثر من أي وقت مضى في أن يتوسع التمكين في صناعة السينما حتى تتضح دورة حياة الفيلم في السوق بصورة واضحة ابتداءً من كسر عقدة المشاهد المحلي وصولاً إلى المدى البعيد الذي يمكن فيه مشاهدة الفيلم السعودي عالمياً.
أضوى فهد
ممثلة سعودية عالمية محترفة وشغوفة ترتدي شخصيات مختلفة تعيش أوضاعهم وتجرب الحياة من وجهة نظرهم، مما يضفي المزيد من الحماس والإثارة على مهنة التمثيل من وجهة نظرها. بدأت أضوى كموديل في العام 2017 لعدد من العلامات السعودية، وكان ظهورها في حلقات منفصلة من مسلسل «بدون فلتر» أولى تجاربها التمثيلية التي لاقت الاستحسان فتشجعت لدخول المجال بقلبٍ قوي. خطت أضوى أولى خطواتها الاحترافية في فيلم «حد الطار»، لتنطلق بعد ذلك في المجال مشاركةً في عدد من المسلسلات الرمضانية بالإضافة إلى مشاركتها في ٣ أفلام. تقول أضوى إنها تفضل التمثيل في الأفلام السينمائية وقد شرحت موقفها قائلةً: «أحب السينما لأن فكرة خروج العائلة أو الأفراد لمشاهدة فيلم سينمائي أشارك فيه تعطيني محفزاً أقوى لكوني جزءاً من المتعة التي يختبرونها وأنا متأكّدة أنّ الآتي أجمل في مجال السينما السعودية». لم تحظى أضوى بالدعم اللازم كامرأة عربية لا بل رافقها الخوف في بداياتها وقد قالت: «تمثل التحدي الأكبر في موقف أهلي وفي خوفي من المجتمع ومن كسري للعادات والتقاليد، ومع اجتياز هذه الصعوبات، بات التحدي الذي يشغلني هو اختيار أدوار حقيقية وواقعية وكسب حب الجمهور»، تستذكر رضوى كل من سبقها في هذا المجال لأنهنّ عانين للوصول ولهنّ تقدّم تحية احترام وتقدير على إصرارهن لتحقيق هدفهن في ظل الظروف الصعبة التي واجهنها بثقة وشغف. تعمل أضوى على تطوير ذاتها وإضافة الكثير من الخبرات على حقيبة مسيرتها وهي في تحدّ مستمر لشخصها وطموحها أن ترى اسمها «النجمة العالمية أضوى فهد».
نُشِر لأول مرة على صفحات عدد ديسمبر 2022 من ڤوغ العربية
تصوير ABEER AHMED
تنسيق الأزياء MOHAMMAD HAZEM REZQ
تصفيف الشعر REEM ABDULLAH
المكياج DAAD ALDUHAMI
مساعدة الأزياء SHAYMAA HABBAL
DOUBLE مع خالص الشكر لـ ANAS ALFOZAN و LAILA ALDULIQAN و RADISSON BLU RIYADH