تابعوا ڤوغ العربية

رحلة السباحتان السوريتان يسرا وسارة مارديني تتحوّل إلى فيلم

رحلة السباحتان السوريتان يسرا وسارة مارديني تتحوّل إلى فيلم من كتابة وإخراج سالي الحسيني

سالي الحسيني كاتبة ومخرجة أفلام روائية حائزة على جوائز. عُرض أول أفلامها الطويلة، بعنوان «أخي الشيطان»، لأول مرّة في مهرجان صندانس السينمائي 2012. اختارها داني بويل لإخراج الحلقات الثلاث الأخيرة من مسلسل «بابليون» التلفزيوني الذي شارك هو في تأليفه وإنتاجه بالتعاون مع جيسي أرمسترونغ (مؤلف مسلسل «الخلافة»).

درست سالي في معامل كتاب «بي بي سي أمريكا» و«ڤارايتي» التي قدمتها كواحدة من «البريطانيات الجديرات بالمشاهدة» وIndiewir التي وصفتها بأنها واحدة من «أكثر عشر شابات إثارة في العالم اليوم» عملت سالي على كتابة وإخراج فيلم «السباحتان» The Swimmers الذي سيفتتح مهرجان تورنتو السينمائي الدولي وقد شارك في كتابة السيناريو كاتب السيناريو والمؤلف المسرحي جاك ثورن، وأنتجه تيم بيڤان وإيريك فيلنر من شركة Working Title ونتفليكس بالتعاون مع علي جعفر وتيم كول وستيفن دالدري كمنتج تنفيذي، وسيُعرض في دور السينما وعلى شاشة نتفليكس في خريف 2022.

والفيلم مقتبس عن القصة الحقيقية للاجئتين السوريتين المشاركتين في منافسات السباحة، يسرى وسارة مارديني، فيتابع الرحلة التي خاضتها شقيقتان يافعتان كلاجئتين من سوريا التي مزقتها الحرب إلى أولمبياد ريو 2016، وتستعينان بمهاراتهما في السباحة لتضربا أروع الأمثلة في الإنسانية والبطولة. يبيّن الفيلم كيف تقلب الحرب كل شيء رأسًا على عقب فتتزعزع البُنى الأبوية والثقافية والدينية التي تحافظ على المجتمع. ومن المفارقات أنه لولا الحرب السورية، لما كان هناك مجال لذهاب يسرى وسارة في هذه  الرحلة التي غيرت حياتهما، وأن يكون لديهما الحرية في امتلاك زمام أمور حياتهما بالكامل، وأن تصبحا البطلتين كما هما اليوم.

عندما بدأت سالي المشروع لأول مرة، سافرت إلى برلين لمقابلة يسرا وسارة وكذلك Sven Spannekrebs مدرب السباحة الألماني وقامت بزيارة العديد من المواقع الحقيقية التي حدثت فيها أجزاء من القصة، وتخبر المخرجة كم كانت محظوظة بتعاون البطلتين اللتين لما تتوانا عن الإجابة على أسئلتها الكثيرة بكل مصداقية، لا بل لم تترددا في التعاون أيضاً حين طلبت منهما إرسال قوائم الموسيقى الخاصة بهما والتي ملأت أصداءها الفيلم وهذا ما يبرر وجود أغاني SIA في الفيلم. يسرى تحب SIA وقد استمعت إلى أغانيها عندما كانت ترقص في الحفلات في دمشق أو عندما احتاجت لتحفيز نفسها عند التدريب.

تعتبر سالي أن يسرا وسارة هما أهم عامل جذب لها في هذه القصة وقد قالت: «رأيت من خلالهما فرصة لصنع أبطال نساء مختلفات، لهذا السبب كان لهذه القصة صدى عميقاً لدي. فأحداث الفيلم تدور حول تحرير المرأة وإظهار قوتها الداخلية التي تتطور مع الصعوبات التي تمر بها. في الأغلب لا يسلط الضوء بشكل كبير على طموح المرأة لذلك أردت الاحتفال به».

المخرجة سالي الحسيني

تطمح سالي إلى تحطيم الصور النمطية المتبعة لكل من اللاجئات والشابات العربيات من خلال الفيلم، وعدم تصويرهما على أنهما غرباء أو ضحايا يحتاجون للتحرر، وإنما أن تسمح للجمهور بالانطلاق في الرحلة معهما، وأن يعيشوا حياتهما لأن التقمص العاطفي أقوى من التعاطف. وترمي من خلال هذا الفيلم تذكير الجمهور بأن اللاجئين لديهم حياة كاملة وعادية، ولديهم طموحات وأحلام. أشخاص عاديون اضطروا إلى اتخاذ خيارات لا يمكن تصوّرها، يخاطرون بكل شيء من أجل البقاء على قيد الحياة بسبب تغير أحوال القدر، وشرحت: «هذا الفيلم في جوهره هو قصة حب بين الأخوات. كطفلة وسطى، أي شقيقة كبرى وصغرى في آن واحد، كان من الضروري بالنسبة لي أن يكون هذا الجوهر العاطفي هو محور الفيلم. فأيًا كانت خلفيتنا، أو من أين نأتي، فإن علاقة الأخوة العالمية هذه، القصة الإنسانية، هي التي سنتفهمها جميعنا». وتأمل سالي أن يشجع الفيلم الناس على دعم اللاجئين وأن يرفع مستوى الوعي بأزمتهم التي لا تزال تعصف بهذا العالم لا سيما وأن مئات الآلاف من النازحين لا يزالون اليوم يعيشون قصة يسرى وسارة، وستتكرر هذه القصة مستقبلاً نتيجة السياسات والحروب وكذلك التحديات البيئية التي تواجه العالم بسبب تفاقم أزمة المناخ.

 

ظهر الموضوع للمرة الأولى على صفحات عدد شهر نوفمبر 2022 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع