منذ تم الإعلان عن مسلسل نتفليكس كليوباترا والمقرر البدء في عرضه ابتداء من الشهر المقبل، قامت الدنيا على قدم وساق. واتهمت الجماهير العربية الشبكة العملاقة بتشويه التاريخ بعدما صدر البرومو التشويقي للفيلم. والذي صور الملكة الفرعونية ذات الأصول المقدونية سمراء. ويعد هذا العمل هو واحد من سلسلة أعمال وثائقية من المقرر أن تطرحها نتفليكس تباعا، وتتناول حياة الملكات الأفريقيات البارزات. وتوصف السلسلة الملكة كليوباترا بأنها أشهر امرأة في العالم وأكثرهن قوة.
سبب الأزمة
كيف يعقل أن تكون كليوباترا اليونانية من أصحاب البشرة السمراء؟ من أين حصلت ابنة البطالمة على بشرة سمراء؟ هكذا بدت الاعتراضات فمن إليزابيث تايلور إلى نجمة أفريقية سمراء. وقعت منصة نتفليكس، ضمن سلسلة من الانتقادات التي وجهها لها الجمهور، مشيرين إلى أن الفيلم ما هو إلا تزوير وسرقة للتاريخ المصري. فالملكة كليوباترا السابعة هي آخر ملكة في عهد البطالمة، ووصفها دكتور وسيم السيسي عالم المصريات في تصريحات صحفية، بأنها كانت يونانية، باهرة الجمال، شديدة البياض، ورغم أنها يونانية، لكنها مصرية الهوى، وكانت عاشقة للحضارة المصرية.
وقد وصلت الأزمة حد تدشين الفنان نبيل الحلفاوي حملة باللغة الإنجليزية عبر حسابه بموقع “تويتر”؛ للمطالبة بإلغاء عرض مسلسل نتفليكس كليوباترا والمحدد له يوم 9 مايو المقبل؛ لتزييفه التاريخ.
مطالبات بمنع العرض
بعد مرور ساعات قليلة على طرح الإعلان التشويقي للمسلسل، قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بإنشاء عريضة التماس لإجبار شبكة البث العملاقة نتفليكس على إلغاء مسلسل Queen Cleopatra. معتبرين أن العمل الدرامي يشوه الحضارة المصرية واليونانية. وخلال ساعات قليلة وصل الموقعون على العريضة إلى أكثر من 100 ألف. وانضم عدد من المتخصصين في علم الأثار المصرية إلى قافلة المعترضين على الفيلم، متهمين الشبكة العالمية بدعم الروايات التي تطلقها حركة (الأفروسنتريك) والتي تزعم أن مصر كانت أمة سوداء وأن الحضارة المصرية أصلها “أفريقي” وهو ما يرفضه الشعب المصري رفضا قاطعا.
وأوضحت العريضة أن الملكة كليوباترا ولدت في الإسكندرية، وأنها من أصل بطلمي أي أن أصلها يوناني، ولم تكن ذات بشرة داكنة، لذا يستوجب الحفاظ على التاريخ كما هو وعدم تزويره.
مسلسل نتفليكس كليوباترا
يسلط العمل الدرامي الذي يحمل عنوان QUEEN CLEOPATRA “الملكة كليوباترا”، الضوء على الحروب التي خاضتها الملكة الفرعونية، آخر الملكات التي حكمت مصر منذ وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد لحماية عرشها وعائلتها وإرثها. وهو من إنتاج جادا بينكيت سميث، الممثلة وكاتبة الأغاني الأمريكية من أصول أفريقية وزوجة الممثل الشهير ويل سميث
وفي الإعلان الترويجي أن تراث كليوباترا لطالما “كان موضوع الكثير من الجدل الأكاديمي، والذي غالبا ما تم تجاهله من قبل هوليوود”، مشيرا إلى أن السلسلة الجديدة ستعيد “الآن تقييم هذا الجزء الرائع من قصتها”.
اقرئي ايضاً : صندوق البحر الأحمر للأفلام يدعم خمسة أفلام ستعرض في مهرجان كان السينمائي