في نسخته الثامنة والستين يسلط مهرجان لندن السينمائي الضوء على عدد من الأفلام العربية ومن منطقة الشرق الأوسط
تنطلق اليوم فعاليات النسخة الثامنة والستين من مهرجان لندن السينمائي الدولي الذي يضم في جعبته مجموعة مميزة تم انتقاؤها بعناية من الأفلام من جميع أنحاء العالم لعشاق السينما في المملكة المتحدة. سيقدم المهرجان على مدار اثني عشر يومًا من 9 إلى 20 أكتوبر، 253 فيلمًا قصيرًا ومسلسلًا وأعمالاً مشوقة ومن الملفت في برنامج هذا العام أن مهرجان لندن السينمائي يسلط الضوء على مجموعة رائعة من الأفلام العربية ومن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وفي ضوء الأحداث التي تجري في المنطقة يغدو إدراج القصص الفلسطينية أكثر أهمية من أي وقت مضى حيث يقدم مهرجان لندن السينمائي في نسخته هذا العام ومن ضمن الأفلام العربية التي سيتم عرضها مجموعة من الأعمال التي تسلط الضوء على التجربة الفلسطينية. ومن بين الأفلام المميزة فيلم “فدائي” للمخرج كمال الجعفري، وفيلم “ليلة بيننا” للمخرج نور عابد، وفيلم “إلى أرض مجهولة” للمخرج مهدي فليفل . وتقدم هذه الأفلام مزيجاً من التأملات الشخصية والتاريخية والسياسية حول النضال الفلسطيني. كما أن أول فيلم روائي طويل للمخرجة ليلى عباس، “شكرًا لك على التعامل معنا” ، سيُعرض لأول مرة عالميًا في المهرجان.
ومن الأفلام العربية يضم برنامج مهرجان لندن السينمائي هذا العام فيلمين تونسيين هما فيلم “عائشة” هو فيلم روائي من إنتاج سنة 2023، وهو الفيلم الثاني لمهدي برصاوي ويحظى هذا العمل بمشاركة دولية في الإنتاج، حيث يشارك في إنتاجه جهات من تونس (سيني تيلي فيلمز)، فرنسا، إيطاليا، السعودية، وقطر، ويضم فريقًا تونسيًا من بينهم فاطمة صفر، ونضال سعدي، وياسمين ديماسي، وهالة عايد.
وتدور قصة الفيلم حول آية التي تجد نفسها محاصرة في حياة مملة في توزر جنوب تونس، وبعد أن تصبح الناجية الوحيدة من حادث، تقرر أن تختفي لإعادة حياتها في تونس العاصمة، لكن تتعرض هويتها الجديدة للخطر عندما تصبح الشاهد الرئيسي على خطأ في عمل أمني.
وفي الوقت نفسه، يتخذ فيلم “لمن أنتمي” للمخرجة مريم جوبور نهجًا أكثر تأملًا حيث يدور حول أم تونسية موهوبة برؤى نبوية وتعيش في مزرعة ريفية مع زوجها إبراهيم وأبنائها الثلاثة. تتغير حياتهم تمامًا بعد رحيل أبنائهم الأكبر سنًا إلى غمار الحرب العنيفة. ويستكشف الفيلم التداعيات العاطفية لعودة الابن الذي كان يقاتل في سوريا، إلى منزل والديه في شمال تونس برفقة زوجته الحامل، مما يثير التوتر والارتباك لدى والدته عائشة. ويتعمق الفيلم في التداعيات النفسية والاجتماعية لعودة مهدي، ويكشف عن الخلافات العميقة داخل الأسرة والمجتمع.
ومن منطقة الشرق الأوسط يعود محمد رسولوف، وهو صوت بارز في السينما الإيرانية، إلى مهرجان لندن السينمائي بفيلم ” بذرة تين مقدس” الذي تدور أحداثه في المجال المحلي ويروي قصة إيمان، وهو قاضي في محكمة الثورة بطهران ، وهو يتنقل بين الاحتجاجات الوطنية المتزايدة والجنون الشخصي بعد اكتشافه اختفاء سلاحه. تدور الشكوك حول زوجته وبناته، مما يؤدي إلى جو خانق من السيطرة وعدم الثقة داخل الأسرة.
في حين يقدم فيلم “كوكبي المسروق” للمخرجة فرحناز شريفي نبرة مختلفة، ويستكشف الحياة تحت القمع من خلال عدسة تنطوى على الكثير الأمل. يجمع هذا الفيلم الوثائقي الذي يعتمد على أسلوب المقال بين القصص الشخصية واللقطات المصورة بتقنية 8 ملم، ليرسم صورة مؤثرة للقدرة على الصمود في مواجهة الشدائد.
كما يقدم المخرج البريطاني الإيراني ساشا نثواني أول أفلامه الروائية الطويلة بعنوان Last Swim، وهو دراما عن مرحلة البلوغ كتبها بالاشتراك مع هيلين سيمونز. تدور أحداث الفيلم في لندن المعاصرة، ويتتبع زيبا، وهي مراهقة بريطانية إيرانية، في يوم نتائج المستوى المتقدم حيث تكافح أسرار الأسرة والقرارات الصعبة التي ستشكل مستقبلها.