بدأت أحداث هذه القصة في ليلة طرق الحظ فيها الباب حين دعت كارتييه ياسمين صبريلحضور حفل برّاق لإطلاق إبداعاتها في دبي. وبعد أن خاضت الممثلة المصرية رحلة سريعة استغرقت عامين ونصف العام منذ انضمامها إلى عائلة كارتييه، دخلت على إثرها التاريخ كأول امرأة من الشرق الأوسط تتعاون مع دار المجوهرات الفرنسية الفاخرة والتي علقت عليها بقولها: “إن شاء الله لن أكون الأخيرة”، تعمل النجمة حالياً على ترك بصمة قوية لها كأول امرأة من المنطقة تشارك في بطولة فيلم دعائي عالمي للعلامة.
وفي هذا الفيلم الدعائي لأحدث مجموعات بانتير (النَمِرَة)، الذي أطلقت عليه كارتييه اسم Into the Wild (من قلب البرية)، تنضم ياسمين إلى كوكبة مترابطة من ملهمات العلامة –من بينهن العارضة ماريا كارلا بوسكونو، والممثلات أنابيل واليس، وإيلا بالينسكا، وتشانغ تشن، والمغنية كارين موك– يجتمعن لتجسيد شخصية المرأة القوية التي لا تنقصها الأنوثة والتي ترمز لها هذا القطة البريّة الكبيرة التي أصبحت، منذ أن زينت لأول مرة إحدى ساعات الدار عام 1914، مرادفاً للدار الفرنسية العريقة. وبابتكارها لهذه النَمِرَة، لم تضع جين توسان أساساً راسخاً لإرث كارتييه العريق من التصاميم الأنيقة والجريئة فحسب، وإنما كانت أول امرأة تتصدر طائفة استثنائية من النساء عَبّرن عن هذه الروح الجسورة والقوة الناعمة لهذا الحيوان النادر الذي يصعب العثور عليه.
وقد طارت ياسمين إلى باريس لتصوير هذا الفيلم الذي أخرجه الألماني يوناس ليندتستروم حيث قضت 14 ساعة متواصلة في التصوير تقول عنها “كانت أهم حدث في عامي هذا”، وتنتظر بشغف رؤية النسخة النهائية للفيلم المقرر عرضه الشهر الجاري في المطارات ومتاجر كارتييه حول العالم. وتعلق بقولها: “لا يسعني الانتظار حتى أراه أمام عيني”.
لم تضع المديرة الإبداعية للمجوهرات الراقية جين توسان أساساً راسخاً لإرث كارتييه العريق من التصاميم الأنيقة والجريئة فحسب، وإنما كانت أول امرأة تتصدر طائفة استثنائية من النساء عَبّرن عن هذه الروح الجسورة والقوة الناعمة لهذا الحيوان النادر الذي يصعب العثور عليه.
وتستعرض ياسمين، التي تصف نفسها بـ”عاشقة للقطط” ساعةً من أحدث مجموعات بانتير، يصل ثمنها إلى مليون و800 ألف درهم إماراتي، وهي أكثر قطعة تفضّلها في هذه المجموعة التي ستطلقها العلامة قريباً. وتتميز هذه التحفة الفنية بثرائها بألماسات تخطف ببريقها الأبصار إلى جانب أحجار الزمرد الخضراء التي تعدّ تعبيراً فنياً للشكل المميز للنَمِرَة. وعن هذه الساعة تقول النجمة الحسناء: “عليكِ الذهاب إلى مكان رائع لترتديها. وأشعر معها بأني امرأة متفردة ولا أنتمي إلى أي فئة من الناس. فأنا قوية، ومستقلة، وجميلة، وجامحة، ولا أُعَوض”.
اقرئي أيضاً: ڤوغ العربية ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي يسلطان الضوء على المساواة الجنسية في صناعة السينما
ولا يَتَملّك ياسمين هذا الإحساس فحسب عندما ترتدي هذه الساعة الرائعة، بل وتكتمل عبرها جاذبيتها “كامرأة تشبه القطة” الكبيرة في قوتها. وعن ذلك تقول: “أحياناً يظن الرجال أن المرأة التي تتمتع بقدر كبير من القوة والاستقلال تفتقر إلى الأنوثة، وهو ما تدحضه هذه الساعة [حيث تمنح القوة والأنوثة للمرأة]. فقد تبدين بالغة الأنوثة والأناقة، ولكنكِ لا زلتِ امرأة قوية، ومستقلة وعلى يقين بجدارتكِ. فالمرأة المتمكنة جديرة بكل شيء. ويجب أن تؤمن بذلك في قرارة نفسها”.
رغم أن ياسمين تعتقد بأنها نجحت من ناحيتها في تحقيق المساواة بين الجنسين على المستوى الفردي برفض الأعمال التي تحصرها في نطاق ضيق وقبول تجسيد شخصيات مثل داليدا، الشابة التي تنقلب حياتها رأساً على عقب بعد أن شهدت جريمة قتل في المسلسل الرمضاني “حكايتي” – إلا أنها ترى أن السينما العربية ومنطقة الشرق الأوسط بوجه عام لا يزال كثير من نسائها بعيدات عن التمكين. “أرى أن عليّ كامرأة عربية أن أحاول دائماً إلهام الأخريات، وأكون قدوة حسنة لهن، وأن أساعد النساء على التمكين بصفة خاصة والإيمان بأنفسهن والشعور بأنهن جديرات بالاحترام”.
وقد تكون هذه الصناعة من دعاة الشمولية من الناحية النظرية، لذا لا زالت ياسمين تتطلع لرؤية حملات كافية تشارك بها نساء من خلفيات ثقافية متنوعة. تقول النجمة: “إنكِ بهذا تضعين مثالاً للنساء اللواتي يشاهدونكِ: فيمكنكِ أن تكوني مثل هذه أو تلك ولكننا جميعاً نمثل نفس الفكرة – تمكين النساء “.
وبعد أن أصبحت النجمة المصرية أول امرأة تُمثل العالم العربي في حملات كارتييه، تذكرها هذه الرحلة الفريدة بأن عليها ألا تستخفّ بهذا الامتياز. “إنها لشرف لي وأنا فخورة للغاية. وآمل أن أستطيع تمثيل نساء الشرق الأوسط بأجمل وأرقى وأفخم ما يمكن. إنها تجعلني أشعر بأنني فعلت شيئاً صائباً، أو أنني كنت أفكر بطريقة سليمة لأني حظيت بمثل هذه النتائج”.
نُشر للمرة الأولى على صفحات عدد يناير 2020 من ڤوغ العربية.
اقرئي أيضاً: هذا ما تعنيه ’قيم ڤوغ‘ التي يتحدث عنها الجميع؟