بجذورها الضاربة في أعماق التراث والبراعة الحرفية، تجمع علامة Doum الفاخرة مئات الحرفيات بالمغرب في مهمة تهدف إلى تمكينهن والارتقاء بهن
تشتهر علامة «دوم»، التي أسسها في مراكش عام 2018 فريق مكون من ياسمين العرقبي ووالدتها سميرة مضران، بالتزامها بالتصميم المبتكر والحرف المغربية التراثية واستخدام خامات عالية الجودة من مصادر مستدامة. وتعد علامة الحقائب والإكسسوارات الفاخرة -المصنوعة من الألياف الطبيعية مثل الرافيا وسعف النخيل- علامة مغربية نموذجية، إذ تعزز قطعها بالتطريز اليدوي وترتقي بها عبر تطعيمات جلدية فاخرة. وفي الوقت نفسه، تضفي الخطوط البسيطة والواضحة طابع الأناقة والنعومة على القطع المصنوعة يدويًا.
توضح ياسمين: «جميع منتجاتنا مصنوعة يدويًا باستخدام تقنيات موروثة في تجديل وتطريز سعف النخيل وألياف الرافيا. وهي تقنيات للتجديل تناقلتها الأجيال، ونتمنى أن نستمر في الحفاظ على هذا التراث الحرفي وإدراجه في ساحة الموضة الحالية. ولدينا شغف بالرافيا المنسوجة»، مضيفة: «بالطبع، نستخدم هذه الخامة كقاعدة محايدة تتيح لنا إبراز أعمال الحرفيات في التطريز. كما تصنع مزيجًا أنيقًا وراقيًا مع التطعيمات الجلدية. ونعمل دائمًا على جلب خامات مستدامة وتقنيات إنتاج جديدة تتماشى مع رسالتنا».
ومثال على ذلك حقيبة «ليلى» المميزة للعلامة التي تحتفي بتميز البراعة الحرفية المغربية. وقد يستغرق صنع هذه الحقائب ما يربو على 100 ساعة عمل. وتُصنع جميع الإبداعات بعناية مع اهتمام خاص بالتفاصيل لإبراز دقة أعمال الحرفيات، سواء في نسج الألياف وخياطة التطريزات يدويًا أم صناعة الأجزاء الجلدية.
وترى ياسمين أن أعظم إلهام للعلامة هو «المرأة أو بالأحرى النساء! بجميع جوانب الأمر وتعقيداته. ولكن مثل بعض الأسماء الأكثر تأثيرًا في تاريخ الأناقة –من جين لانڤان إلى كوكو شانيل– استخدمت النساء هذا التفاوت كحافز لشق طريقهن إلى القمة، وتغيير الوضع القائم بتأسيس شركات تهدف إلى صنع أزياء للنساء بأيادي النساء. لأنه إذا لم تضع الصناعة النساء في مواقع السلطة، فسنسعى إلى وضع أنفسنا بها».
وتماشيًا مع هذه الفلسفة، تم تأسيس تعاونية «دوم» الريفية لصنع السلال في مراكش عام 2019، وجمعت أكثر من 200 امرأة لدمج النساء الريفيات. وقد حصلت مؤخرًا على جائزة أفضل مشروع تعاوني في شمال إفريقيا. تقول ياسمين: «في بداية هذا المشروع، كانت الحرفيات منتشرات بين عدة قرى حول مدينة مراكش»، وتردف: «لذلك أنشأنا هيكلاً حقيقيًا من أجل جمعهن معًا كي يتمكن من المشاركة والتطور، وفوق هذا كله أن يتمكن من تلبية احتياجات أسرهن وتجاوز أوضاعهن غير المستقرة. أقمنا أيضًا دورات تدريبية وورش مكرسة لاكتساب مهارات وتقنيات جديدة مثل الخياطة والتطريز. وتعد تعاونية «دوم» للنساء أيضًا أول تعاونية في مجال السلال بالمغرب تحصل على شهادة من Sedex لامتثالها للمعايير الاجتماعية الدولية. واليوم، نحن فخورون بتقديم مساهمة كبيرة في المشهد الحرفي والريفي المغربي».
يذكر أن «دوم» قد تعاونت مؤخرًا مع Le Bon Marché Rive Gauche، والمجموعة متوفرة الآن في المتاجر وعبر الإنترنت.
ظهر الموضوع للمرة الأولى على صفحات عدد مايو من الجلة