بعد انقطاع عن تقديم ساعات للنساء، تعود دار ڤاشرون كونستنتان بقوة إلى هذا العالم وتطرح مجموعة ايجيري النسائية تحفةٌ فنيةٌ راقيةٌ، هذا أقل ما يُقال عن مبنى دار ڤاشرون كونستنتان في سويسرا. فهو مبنى زجاجي حديث يغلفه الضوء من كل جانب ويمزج بين تقاليد صناعة الساعات. داخل هذا المبنى يتنقل حرفيون يرتدون سترات بيضاء منيرة بين آلات كبيرة، بينما ينكب آخرون على تنفيذ أعمال فنية رائعة مثل الرسومات والنماذج المنحوتة يدوياً.
في هذا المبنى، التقت ڤوغ السيد كريستيان سلموني الذي انضم إلى دار ڤاشرون في العام 1990 كمدير مبيعات قبل أن يتولى مهام أكبر كان ختامها إدارة قسم التصميم والتراث في العام 2017. جال بنا سلموني بين نماذج متنوعة من الساعات شارحاً عن تاريخ الدار ومسيرتها، فقال: ” منذ تأسيسها في العام 1755، نشطت الدار في تقديم ساعات للنساء” . وقد عرض علينا نماذج نسائية كثيرة كذلك الذي طُرِح في العام 1812 وطراز العام 1824. وتابع قائلاً: “في العام 1889 طرحت الدار أول ساعةٍ نسائية تلف المعصم بدلاً من ساعات الجيب التي فضلها الرجال على ساعة المعصم التي رأوا فيها حلية للزينة “. وأشار سلموني أن ساعات الجيب سيطرت على عالم صناعة الساعات في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ولم تُخلي الساحة أمام ساعات المعصم الرجالية إلا في أربعينيات القرن ذاته.
ايجيري ساعة عابثة وأنيقة تحاكي الشخصية القوية وتناسب عصرها. إنها رفيقة قوية خلال النهار وصديقة حميمة في الأمسيات الفخمة
مع بداية القرن العشرين، ومع تسارع وتيرة الحياة، شهدت صناعة الساعات النسائية تطوراً سمح بتقديم ساعات أنيقة التصميم وراقية الطراز، وعن هذا التطور شرح سلموني قائلاً: “طرحنا ساعات على شكل معيّن الزوايا التي تميزت بأنثوية طاغية وأناقة فريدة”. بعد ذلك اعتنقت دار ڤاشرون كونستنتان الرموز التي كانت سائدة في حقبة الآرت ديكو، مما أضفى مزيداً من التنوع على أشكال الساعة، فطرحت ساعات بيضاوية أو مستطيلة أو مربعة أو منحوتة بأشكال غير متناظرة ذات علبة نقية الخطوط مرصعة بأحجار من لونين مختلفين.
ساعة حملت اسم ١٩٧٢، عام 1979
ساعة كاليستا
مع حلول أربعينيات القرن العشرين، سعت ڤاشرون كونستنتان إلى نشر إبداع أسلوب هائل من خلال تصميماتها التي تمثل بوضوح العصر الحديث، فأصبحت الساعات أكبر حجماً وتم دمج العلبة بسلاسة مع السوار بفضل الاهتمام الدقيق المكرس لتصميم العروات مما عكس جرأة إبداعية تجسدت في طراز تم إطلاقه عام 1946. وشهدت ستينيات القرن العشرين نزعةً إلى طرح ساعات أكثر تعقيداً ومرصعة بالمجوهرات. وفي العام 1972، انتبهت الدار إلى تفصيل مهم: “تسرق النساء ساعات الرجال، فطرحت ساعات تناسب الرجال والنساء على حدٍ سواء لتوفرها بحجمين، كبير للرجال وصغير للنساء لتكسر بذلك كل القيود وتتخطى المتوقع بشكلٍ سيبقى محفوراً في تاريخ الدار كعلامة فارقة من دون أن نضحي بالشق الميكانيكي لضمان دقة الساعة. في النصف الثاني من القرن العشرين ومع عودة الساعات الميكانيكية إلى الواجهة، ابتعدت الدار عن ساعات النساء واتجهت إلى الساعات الرجالية قبل أن تغازل النساء مجدداً من خلال مجموعة نسائية بحتة، مجموعة ايجيري .
على مر السنين، حرصت ڤاشرون كونستنتان دائماً على تلبية توقعات المرأة من خلال متابعة كل ما هو رائج في عالم الجمال. فأطلقت تصاميم فذة لساعات أخاذّة في مطلع القرن الثامن عشر وطوال القرن التاسع عشر واكتفت بإصدارات محدودة في خلال القرن العشرين. سواءٌ أكانت الساعات رياضية أو أنيقة أو مرصعة بالمجوهرات، وضحت الساعات النسائية التي ابتكرتها الدار منذ تأسيسها رغبتها في تخطي كلّ حدود من خلال المزج بين الأناقة والدقة. وهذا ما ترجتمه الدار مع مجموعة ايجيري التي تم إطلاقها في العام 2020 بعد انقطاع عن تقديم ساعات للنساء. إنها مجموعة تجسد وجهاً جديداً ابتكرته الدار لتقدّم ساعات أنثوية بدءًا من الاسم وصولاً إلى التصميم والدقة في التصينع. فـ ايجيري، أي اسم مجموعة الساعات النسائية الجديدة التي طرحتها الدار، يعني الحورية في الأساطير الرومانية، بما تحمله من قوة وجمال، وقطعها مستوحاة من عالم الأزياء الراقية الذي تعشقه كل امراة، إنها على غرار ابتكارات هذه الدار على مدى 200 عام، تجسد روح عصرها. امرأة ڤاشرون هي مصدر الإلهام الذي منه استوحى القيمون على الدار نماذجها المميزة الجديدة: ايجيري ذاتية التعبئة من الذهب الزهري عيار 18 قيراطاً 5 N أو من الفولاذ وعلبتها حصوية الشكل 35 ملم بإطار نحيف مرصع بـ 58 ماسة؛ ايجيري مون فايز المميزة بنجمة في قلبها وهي متوفرة بعلبة يبلغ قطرها قطر 37 ملم من الذهب الزهري عيار 18 قيراطاً 5 N أو من الفولاذ، مع إطار مرصع بالماس؛ ايجيري مون فايز دايمند بافيه الآسرة بعلبتها التي يبلغ قطرها 37 ملم من الذهب الأبيض عيار 18 قيراطاً تتوهج ببريق 292 ماسة، في حين تنتشر دوائر الميناء المركزية
وسط شلال من 510 ماسات تشبه زخرفة ثمينة.
ايجيري. مجموعة تجسد وجهاً جديداً ابتكرته الدار لتقدّم ساعات أنثوية بدءًا من الاسم وصولاً إلى التصميم والدقة في التصينع
ايجيري. مجموعة تجسد وجهاً جديداً ابتكرته الدار لتقدّم ساعات أنثوية بدءًا من الاسم وصولاً إلى التصميم والدقة في التصينع
ايجيري. مجموعة تجسد وجهاً جديداً ابتكرته الدار لتقدّم ساعات أنثوية بدءًا من الاسم وصولاً إلى التصميم والدقة في التصينع
لتقديم هذه المجموعة سارت الدار على النهج المعتاد القائم على الجمع بين مجالين، وقد اختارت لهذه المجموعة الجمع بين صناعة الساعات والأزياء. وبالفعل، نجحت بتقديم مجموعةٍ رائعة غنية بحسِ أنثوي تستمده من الهوت كوتور وتجسده في ميناء الساعة الذي يعكس شكل الثنيات، و الهالة الماسية التي تتألق في شكل تضفير ناعم ورقيق. الرقة رافقت حتى التطور الذي طال التصميم من خلال هندسة متناغمة مبهجة تتخللها أرقام عربية من الذهب عيار 18 قيراطًا، وحافة من النتوءات المدورة مثل الدانتيل. حين اتخذت دار ڤاشرون كونستنتان بتصميم ساعةٍ مخصصة للنساء على غرار الساعات المميزة والغريبة التي سبق أن طرحتها الدار وسكبت فيها الكثير من حسها الإبداعي والأنثوي إلى جانب دقة الصناعة، ارتأت الدار أن غايتها هذه لن تبلغها ما لم تضع المرأة محور مشروعها لتتمكن من فهمها كجهةٍ مستهدفة. لفت الدار عند التفكير بتصاميم هذه المجموعة عالم الأزياء الراقية، لا سيما وأنها لمست تقارباً شديداَ بينه وبين صناعة الساعات، فصانع الساعات يعتمد عند زرع عقارب الساعة في مكانها الدقة ذاتها التي تنتهجها الخياطة عند استعمال الإبرة في التطريز. اختيار الأرقام العربية يجسد أيضاً الرابط بين صناعة الساعات والهوت كوتور ويعيد إلى الأذهان التطريز فكأن بالساعة مخطوطة مرسلة إلى المحبوبة. ولم ترتضي الدار إلا أن تتميز ساعة “ايجيري” حتى بتاجها فاختارت وضعه بين مؤشري الساعة 1 و2 بدلاً من 3 كما جرت العادة، وأضافت لمسة وإن كانت أنثوية اتسمت بالجرأة من خلال تزيينه بالماس ليبدو كقمرٍ أو وردة. الجرأة الأكبر تجسدت بالسوار الذي يمكن تغييره وفقاً للمناسبة والمزاج، والنتيجة ساعة بمظهر كلاسيكي مكسوة بلمسة عابثة تعكس شخصية نساء اليوم: الملهمة والمستقلة والجذابة.
أقرئي أيضاً: بعد غلق صالونات التجميل: 5 خطوات لقص الغرة في منزلك