للتراث بعد تاريخي وهوية خاصة تميّز المجتمعات، وفي حاضرنا أشخاص يغوصون في أعماق الزمن ويحملون على عاتقهم مسؤولية المحافظة عليه دون التخلّي عن أصالته
د. ليلى البسام
خبيرة في مجال التراث، وأستاذة في تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية. تعمل بقسم تصميم الأزياء بكلية التصاميم والفنون بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض كأستاذة غير متفرغة. أقامت البسام العديد من معارض وعروض الأزياء التقليدية السعودية داخل وخارج المملكة. بدأت البسام الاهتمام بالتراث منذ الصغر، فقد قالت: «أذكر أمي وهي تقلب ثياب جدتي التي تحتفظ بها في صندوق خاص بألوانها القرمزية والبنفسجية، كما أذكر أول ثوب اشتريته في أول زيارة لي لمدينة عنيزة في منطقة القصيم. كنت حينها طالبة في المرحلة الإعدادية، ليصبح فيما بعد أول ثوب في مجموعتي الخاصة التي تحتوي على أزياء من جميع مناطق المملكة المختلفة، حتى ثوب زواجي كان ثوباً تقليدياً، أخذته معي لأمريكا وارتديته في عرض لأزياء الشعوب في الجامعة».
تعتقد البسام أن التراث ينتقل عبر الزمن ليمثِّل البعد التاريخي، ويتسع في المكان ليمثِّل البعد الجغرافي، ويمتد على الخريطة الاجتماعية ليمثِّل البعد الاجتماعي، ويسبر عمق الإنسان النفسي ويعبر عن شخصية المجتمع ليمثل البعد النفسي، فهو امتداد للجذور ولكل ما ورثناه عن الأجداد بجوانبه المادية والمعنوية، وهو الهوية التي تميز كل مجتمع عن الآخر وتمثل الأزياء أحد عناصر التراث الهامة التي تعكس هوية المجتمع وتميز مظهره ليعرف به.
تساهم البسام في الحفاظ على التراث السعودي فتحرص على توفير المادة العلمية من خلال الدراسات الميدانية والتي تساعد في التعرف على حضارة هذا الشعب الأصيل، والاستفادة منها في مراحل التعليم المختلفة، كما أن تخصصها التطبيقي في مجال الأزياء والنسيج جعل لدراساتها التي وثقت من خلالها الأزياء السعودية، أبعاداً مختلفة ومتعددة عن المتخصصين في الأنثروبولوجيا والفلكلور والتاريخ، وتميزت بجوانبها الفنية التطبيقية والوظيفية، مما ساعد على إحياء التراث بطابع عصري، يجعله صالحاً
للاستخدام في الوقت الحاضر. تؤكّد البسام أن المجتمع السعودي يحتاج إلى هذا التراث بجميع أشكاله ليطوره ويستخدمه في الجوانب المختلفة للحياة الحديثة، خاصة التراث المادي، مثل الأزياء التقليدية والمنسوجات والزخارف والحلي،
بشكل يواكب التطورات التقنية، كما يمكن الاستعانة بهذه المادة العلمية
في مجالات التعليم النظرية والتطبيقية.
للثقافة ماض وحاضر ومستقبل، ولابد أن تكون الصلة والتفاعل قائمين بينها، فهي سلسلة متصلة في معطياتها، يتم فيها التوفيق بين عناصرها التراثية الجيدة، وبين التقدم العلمي والتكنولوجي. ومع النقلة الحضارية والمتغيرات الجديدة والمتسارعة في العصر الحديث، فقد الكثير من عناصر الثقافة التقليدية التي تتصل بجذور المجتمع وماضيه العريق، إلا أنه حصل صحوة مؤخراً نحو تلك الثقافة مما أعاد لها الروح مرة أخرى، هذا بالإضافة لمشروع الاستثمار في الثقافة، والاهتمام بإنشاء المتاحف، والجمعيات المتخصصة، مما يؤكد على أهمية إدراج التراث ضمن المقررات الدراسية في المرحلة الدراسية المختلفة والتخصصات الجامعية، واستخدامه بشكل أساسي كمصدر للتصميمات الحديثة وهذا ما هو متبع في قسم تصميم الأزياء والنسيج بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مما يمنح تلك التصميمات طابعاً ثقافياً وحضارياً أصيلاً يجعلها متميزة ويفتح مجالاً للطالبة لمشاريع مستقبلية.
توصلت البسام إلى إدخال مقرر الأزياء التقليدية السعودية ضمن الخطط الدراسية بالقسم، بعد أن أتمّت الدكتوراه عام 1988، وتوصلت إلى تصميم نماذج (باترونات) لتستخدم في قص هذه الأزياء بطريقة علمية صحيحة، هذا بالإضافة إلى مقرر أساليب الزخرفة الذي بدونه لا يكتمل شكل الزي التقليدي، فالزخرفة جزء أساسي في الملابس التقليدية. هي الضليعة في مجال الأزياء التقليدية أكّدت: «حافظ الرجل السعودي على أزيائه التقليدية مع التطوير في المنسوجات وتقنية القص والخياطة ليظهر بمظهر أنيق. أما الأزياء النسائية فقد اختفت تماماً بعد أن مرت بفترة انتقالية وذلك نتيجة الطفرة التي حصلت بعد اكتشاف البترول والتحول من مجتمع تقليدي لمجتمع حديث
انفتح على العالم الخارجي وقلده في ملابسه، إلا أن العباءة استمرت كزي تقليدي حافظت عليه المرأة السعودية حتى الآن». تحب البسام أن يعود الثوب العلوي والذي يوضع فوق القطعة الأساسية، ليزين خزانة المرأة السعودية. تعتقد البسام أنّه من المهــم في هذا العصـر الذي كاد أن يصبـح فيه الزي عالميـاً موحـداً أن نتعرف على أزيائنا التقليدية المتميزة بأصالتها، مما ينمي الإحساس بالتفرد و يقوي الشعور بالانتماء للوطن. وهنا علقّت «ساعدتني معرفتي العميقة بمميزات تلك الأزياء من خطوط وزخارف وألوان، إلى تصميم وإنتاج أزياء عصرية مناسبة للاستخدام في وقتنا الحالي مع المحافظة على روح التراث».
وختمت البسام: «إن ما تكتنزه المملكة من تراث ملبسي مميز، لا يوجد بغناه وتنوعه مثيل. إلا أنه لم يتم حتى الآن نشره والتعريف به بشكل كاف، وهذا ما بدأت به في الفترة الأخيرة وسأركز عليه، والجدير ذكره أن رسالتي للماجستير نشرت ككتاب عام 1985 من قبل مركز التراث لدول مجلس التعاون».
محمد ياسين سلامة أبو عيسى
نشأ الفنان محمد ياسين سلامة أبو عيسى وترعرع في مدينة ينبع وتخصّص في إدارة الأعمال وهو مؤسس وقائد فرقة ينبع الفن، فنان يؤدي الموال وينظّم كلماته ويعزف على القانون، آلته الأساسية، بالإضافة إلى العزف على آلات التخت الشرقي عموماً وآلة السمسمية.
تعتبر ينبع منبع الفنون وتميزت بفنونها منذ القدم التي ولدت وتشكلت فيها وعرفت منها وطورت من قبل أهلها مثل فن السمسمية -فن الطرب الينبعاوي الأصيل – وفن العَجل – وفن الرديح، وكل فن من هذه الفنون له خصوصيته وقوانينه وتفاصيله وآلاته وإيقاعاته، ونظراً لانتشار الطرب الينبعاوي وفن السمسمية قديماً على مستوى الإقليم أصبح المقصود بالفن الينبعاوي هو الطرب الينبعاوي نسبة لينبع مصدر هذا الفن، والفن الينبعاوي له قواعد وقوانين سنها فناني ينبع القدماء ما زالت محفوظة إلى يومنا هذا.
اكتسب الفنان محمد ياسين هذا الفن من والده حفظه الله، فوالده فنان شعبي يغني الموال وعازف على السمسمية وله خبرات عن الفن الينبعاوي وعن الأجيال السابقة كما أنه مهتم بحفظ وصون التراث الفني الينبعاوي، فلديه مكتبة تحتوي على تسجيلات صوتية وفيديوهات نادرة ومن خلالها أتيح لمحمد الاستماع والاطلاع على ما لا يعرفه غيره ودوّن مئات المواويل التي رددتها الأجيال السابقة ومنها غير المعروفة والمعروفة أيضاً وكان محمد يقرؤها وحفظ الكثير منها وكان يسأل والده دائماً لفهم واكتشاف المعاني المكنونة بها، وعن ماذا تعلّم من والده قال: «تعلمت من والدي مبادئ العزف على السمسمية بعمر ست سنوات وتمكنت من العزف عليها في فترة وجيزة فهو له الفضل لانطلاقي في الموسيقى». كان الفن محيط محمّد الفنّي ففي ينبع الغناء فطرة من خلال حضور ومشاهدة ليالي الطرب الينبعاوي ولا تخلو منه المناسبات. كما أنه يقطن بجوارهم العديد من فناني الجيل القديم وقد عرفهم واستمع لآرائهم المختلفة وأحياناً شكواهم الفنية عند مجالستهم أو لقائهم رحمهم الله وشارك عدداً منهم في سن مبكر بالعزف على السمسمية والغناء الجماعي في مناسبات خاصة ولاحقاً من خلال فرقة الخريشي المعروفة بفرقة (الشياب) التي تضم أغلبية من الفنانين القدماء رحمهم الله وكان عضواً معهم وبينهم بعمر أحفادهم، كما كان مشاركاً بفرقة الفنان توفيق الرويسى رحمه الله بالغناء والعزف في مناطق مختلفة من المملكة والذي وقال عنه محمد مايسترو الطرب الينبعاوي.
إلى جانب الفن الينبعاوي كان محمد مغرماً بسماع سيدة الغناء العربي أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وموسيقاهما فقد كان يردد أغانيهما ويعزفها على آلة القانون في الجلسات الخاصة وبين الأصدقاء. اهتمام محمد بالكلمات لا يقل عن اهتمامه بالموسيقى فقد قام بتأليف العديد من المواويل منها ما هو أكثر من ٢٠ عاماً وتغنوا بها فناني الطرب الينبعاوي حينها وما زالت تتردد حتى يومنا هذا. يعمل محمد على الحفاظ على هذا الفن من خلال فرقة «ينبع الفن» التي أسسها بفكر جديد عنوانه الأصالة لتقديمه في أبهى صورة والحفاظ عليه وعن هذا قال: «بحمد الله وفقنا بتتويج وزارة الثقافة وقد فزت بفرقة ينبع الفن بجائزة وزارة الثقافة في الفلكلور الشعبي والموسيقى من بين ٢٠٠٠ مشاركة على مستوى المملكة العربية السعودية كما تكرم سعادة محافظ ينبع الأستاذ سعد السحيمي بتكريمي لما حققته بتمثيل ينبع فنياً»، وأضاف: «عملت مستعيناً بالخبرات المتراكمة التي
اكتسبتها لتفادي أخطاء نتيجة التناقل الخاطئ ووضع الحلول لكافة المعوقات والخلافات التي عهدتها وتنفيذ ذلك من خلال تأسيس فرقة ينبع الفن وبتعاون من أعضاء الفرقة الأكفاء لنقدم الفن الينبعاوي بأصالته».
يعمل محمد على تطوير هذا الفن الأصيل، ولكنّه حسب رؤيته بدأ أوّلاً في تصحيح العديد من الأخطاء والتخلص من ظواهر دخيلة متنوعة لا تناسب الطرب الينبعاوي فيسعى أن يكون التطوير ملائماً ويساهم في جمال موروثه. وهو لم يكتف بهذا فقط إذ أنّه لم يبخل في تقديم ما تعلّمه للجيل الجديد، إذ قام مؤخراً بتأسيس أول فرقة أطفال ليقدّموا الفن الينبعاوي وقدمهم للمساهمة في الاحتفال باليوم الوطني ٨٩ في المنطقة التاريخية في مدينة ينبع.
سارة الميمان
ولدت سارة الميمان وترعرعت في السعودية، وتربت منذ نعومة أظافرها على تقدير جمال الخط العربي. استمتعت سارة الطفلة بمشاهدة والدهاوهو ينفذ أجمل المخطوطات، وقد تذكرت هذه المرحلة قائلةً: «تابعت منذ سنوات الصبا والدي منكباً ليل نهار على فن الخط العربي. وفتنني جماله ومقدار الصبر الذي يتطلبه»، وتابعت: «ولأني فنانة علّمت نفسها بنفسها، فقد تأثرت بشدة بكليهما».
تركت سارة عملها كطبيبة أسنان سعياً وراء عشقها للفن والتصميم، والرضا شعرت به عند اتخاذ هذا القرار يدفعها لتنصح الجميع باللحاق بشغفهم وأن يعملوا في مجال يحبونه. كان الخط العربي دومًا جزءًا من عائلتها، وهي تعتز كثيرًا بهذا الفن الذي تربّت عليه.بقدر حبها للخط في حد ذاته، فإن أكثر ما يعجبها هو عملية الكتابة نفسها. فهي تجربة ثرية للغاية أضافت إليها بعضاً من روحها، فهي لا تلتزم بتطبيق قواعد الخط بحذافيرها، وإنما تحب المزج بين الأنماط وإضفاء لمستها الخاصة عليها. وكانت كلّما قرأت قصيدة مكتوبة بخط جميل أو آية قرآنية تمس قلبها، تعتريها الرغبة في تحويل ما تقرأه إلى عمل فني متمنيّة أن يمس أيضًا قلب إنسان آخر. يرتبط الخط العربي بثقافة المملكة العربية السعودية والعالم العربي ككل. وقد قامت سارة بتنفيذ قطعة تمزج بين نقش الخط العسيري، وهو أحد أشكال الفن القديم المرتبطة بهوية عسير، والخط العربي ضمن معرض سكة الفني بدبي، عام 2018.
كلّفت سارة بمهام فنية من قبل علامات كبيرة، على سبيل المثال «ڤان كليف آند أربلز» و«توري بيرش» و«جو مالون» وقد تحدثت باعتزاز عن هذه المهام فقالت: «إنه لشرف كبير لي أن أعمل مع هذه الأسماء الكبرى، وأنا فخورة جدًا بذلك». تعتبر سارة أنّ كل فنان يساهم بطريقة أو بأخرى في إلهام الأجيال المستقبلية في مجتمعه. فما أن يلمس العمل الفني الجمهور ويجعله يستشعر شيئًا ما، يمكن للفنان أن يطمئن إلى قدرته على إلهام الآخرين. سارة فنانة ومواطنة سعودية تعتبر عنصراً فاعلاً ومؤثراً في مجال حفظ الخط العربي والوعي بأهميته وقيمته الوطنية، وقد قالت: «أشعر بالإنجاز حقًا لكوني قادرة على ممارسة هذا الفن والحفاظ على جزء مهم من ثقافتنا».
نورة بنت أحمد المزروع
نورة بنت أحمد المزروع، خزافة ومحاضرة في جامعة جدة، نشأت بين إسبانيا والمملكة العربية السعودية. بدأ اهتمامها بالفن منذ الصغر، وكانت تشارك في المعارض الفنية بمدرستها في السعودية وكذلك في مدريد. قررت في المرحلة الجامعية أن تلتحق بكلية الفنون الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وتخرجت من مرحلة البكالوريوس بمرتبة الشرف الأولى، رغم أن جميع زميلاتها من المدرسة التحقن بالكليات العلمية، من طب وعلوم حاسبات وكيمياء وغيره، إذ لم يكن الفن تخصص مرغوب فيه آنذاك. عملت بعد التخرج مباشرة في مجال التدريس بجامعة الملك عبد العزيز، وابتُعثت لدراسة الماجستير في عام 2010 في بريطانيا، بجامعة كاردف في مجال الخزف، حيث يكمن شغفها. أول لقاء بينها وبين الخزف كان بمرحلة البكالوريوس وعن هذا اللقاء قالت: «لا أنسى أول مرة بدأت بالتشكيل بخامة الطين، شعرت باتصال غريب وممتع، حينها عرفت أني أود التعمق في تعلم المزيد عن هذه الخامة».
لطالما كان تراث نورة المحلي الغني مصدر إلهام لها بكل ما فيه من عناصر وألوان وعمارة وطبيعة ووحدات زخرفية وأزياء وحلي، وهي تعتبر أنّ من واجبها كممارسة وفنانة الحفاظ على هذا الموروث والسعي لإحيائه، بل وإعادة صياغته بشكل معاصر يتناسب مع الزمان والمكان في المعارض المحلية والإقليمية والعالمية. أتيحت لنورة في الفترة السابقة فرصة تعاون من خلال المشاركة في تصميم خطط لمؤسسة فنية محلية التقت من خلالها مع حرفيين محليين وتعرفت فيها على الطرق التقليدية في صناعة الخزف مما أتاح لها تطبيقه وتعليمه ونقله لجيل آخر. والجدير بالذكر أن فن الخزف حظي باهتمام مجتمعي ورغبت شريحة مهمة تعلمه واقتناء قطع فخارية وخزفية.
بدأت نورة بالتدريس بالجامعة منذ 16 عاماً، وتقوم أيضاً بعقد دورات خارجية سواءً خدمة مجتمع أم دورات تطوعية، وكذلك دورات في أماكن أخرى متعددة، وتهدف إلى نقل خبرتها في المجال لفئات عمرية مختلفة، بغية التوعية بهذا الفن الغني وما فيه من تقنيات متنوعة، كحرفة وفن متأصل في مملكتها منذ فترة بعيدة. وعن أهم محطّاتها الفنية قالت: «مشاركتي في بينالي البندقية في عام 2013 مع مجموعة فنانين سعوديين (حافة الصحراء)، وكذلك تمثيلي للمملكة في مشاركتي الفردية في عام 2015 ببينالي فلورنسا وحصولي فيه على جائرة لورينزو دي ميدتشي كانت من أهم المحطات في رحلتي الفنية، وكذلك مشاركتي في مؤتمر الخزف السنوي بجامعة ريجاينا بكندا في عام 2012 للتعريف بمجال الخزف في المملكة».
لنورة مشاركات محلية متعددة في أسبوع جدة للفن في عامي 2014، 2015 وكذلك مع معرض أثر، وكذلك المجلس الفني السعودي في معرض 21,39 في نسخته السادسة عام 2019 ومعارض أخرى في الرياض والظهران، ولها مقتنيات في المركز الوطني للخزف بمقاطعة الخزف التاريخية في مدينة «مديسين هات» بكندا.
ظهر الموضوع لأول مرة على صفحات فوغ العربية عدد يونيو 2022