ماتت “سيدة القصر” إيڤون سرسق المدافعة المخضرمة عن الفنون والتراث الثقافي اللبناني. كانت إيڤون، الليدي كوكران فاعلة خير، وشخصية عامة بارزة، وداعية للفنون في لبنان، وأحد أفراد عائلة سرسق العريقة.
توفيت في 31 آب 2020 عشيّة الذكرى المئوية لإعلان لبنان الكبير في منزل أبنائها، عن عمر يناهز 98 عاماً، متأثرة بجروح أصيبت بها في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس، قوة الانفجار الذي هزّ العاصمة ألقت إيڤون على بعد أمتار من الشرفة حيث كانت تتناول الشاي بعد الظهر مع الأصدقاء، مما تسبب بإصابتها بجروح وكدمات. إيڤون سرسق، المعروفة بالسيدة سرسق كوكرن وهو لقب ملكي موروث، هي الابنة الوحيدة لألفرد بك سرسق، الأرستقراطي اللبناني ودونا ماريا تيريزا سيرا دي كاسانو، ابنة فرانشيسكو سيرا، دوق كاسانو السابع.
تزوجت السير ديزموند كوكرن في عام 1946 وتوفيت في أغسطس عام 2020 .كانت إيڤون سرسق المديرة العامة ورئيسة لجنة متحف نقولا سرسق في بيروت من عام 1960 حتى 1966. أسست جمعية حماية المواقع الطبيعية والمباني القديمة في لبنان وتولت رئاستها من عام 1960 وحتى 2002، وكرست حياتها للحفاظ على التراث المعماري الغني لبلدها.
تركزت أواخر أعمالها على المشاريع التي تمنع الهجرة اللبنانية وتأصيل اللبنانيين في قراهم عن طريق خلق وظائف لهم في مجالات الزراعة والمنسوجات والصناعات اليدوية. وكانت من دعاة حماية البيئة في لبنان فضلاً عن التراث الثقافي المعماري اللبناني ألفريد. امتلكت قصر سرسق، الذي بني عام 1860 في قلب مدينة بيروت التاريخية على تل يطل على المرفأ المدمر حالياً، هو موطن لأعمال فنية جميلة وأثاث من العصر العثماني ورخام ولوحات من إيطاليا، جمعت من قبل ثلاثة أجيال تنتمي إلى عائلة سرسق العريقة. بين سنة 1953 و1975 استخدم القصر لاستضافة ملوك ورؤساء زاروا لبنان رسمياً. وبما أن الراحل نقولا سرسق أراده متحفاً، فقد تحوّل القصر إلى متحف يضم قطعاً من الأثريات والمقتنيات الثمينة التي وجدت في القبو منذ فترة. وفيه مجموعة قطع وأعمال فنية إسلامية. ينظّم في القصر منذ العام ١٩٦١ الكثير من المعارض الفنية والأدبية لأعمال عدد كبير من الفنانين اللبنانيين والعالميين. بالإضافة إلى مبنى المفتح، امتلكت سرسق رقعة واسعة من الأبنية على طول شارع سرسق، وصولاً إلى شارع غورو الفخم.
اقرئي أيضاً: ماكرون في حضرة سفيرة النجوم في لقاء ”استثنائي“ وفنجان قهوة مشبع بالحنين
