كانت يسرا في السابعة عشرة من عمرها حين أرادت العمل كممثلةً – وقبل ذلك كانت تتمنى العمل في السلك الدبلوماسي. وتعود بداياتها في عالم السينما إلى أواخر السبعينيات حين مثلت لأول مرة في فيلم “قصر في الهواء” للمخرج عبد الحليم نصر، وبعدها حققت نجاحاً كبيراً في فيلميّ “ابتسامة واحدة تكفي” و”أذكياء لكن أغبياء”. وواصلت شق طريقها حتى عملت مع أشهر المخرجين المصريين –وأبرزهم يوسف شاهين– وسرعان ما رسخت مكانتها لتصبح أعلى النجمات أجراً في السينما، وواحدة من أقوى النساء في العالم العربي. نجمة من طراز رفيع تحمل في جعبتها الفنية أكثر من 90 فيلماً و30 مسلسل والعديد من الجوائز السينمائية والفنية. تعتبر يسرا من أكثر النجمات المناصرات للمرأة ومن خلال مسيرتها الفنية نجد أنها سلطت الضوء على المرأة القوية التي تثأر لحقوقها وكرامتها وتدعو للحق دائماً.. ومن خلال هذا المقال نسلط الضوء على أبرز تصريحاتها
المرأة العربية بعيون يسرا
ترى يسرا أنه يتعين على المرأة العربية تأكيد حضورها في الصروح الثقافية وقالت:“علينا ابراز نماذج مختلفة للنساء، كي لا يقتصر حضورهن على الشكل والمظهر الخارجي. كفاءات النساء تتجاوز الجمال، وهي كثيرة ومؤثرة. المرأة تمثل أكثر من نصف المجتمع، هي أختك وأمك وابنتك وحبيبتك ورفيقة كفاحك. هي التي أتت بك إلى الدنيا، وهي التي ربّتك وصنعت منك ما أنت عليه. المرأة هي أساس الحياة. المرأة المصرية، حتى وهي فقيرة، حتى الأمية بين النساء تراها تعيل العائلة إذا عجز زوجها عن العمل لسبب ما. في مصر أكثر من 35 في المئة من النساء يعملن لإعالة أفراد العائلة”.
السينما والمرأة
يسرا فنانة مناصِرة للمرأة وتؤمن بالمساواة، سواء في العمل أو الحياة الخاصة. وقد قادها هذا الإيمان إلى السعي نحو لعب دور المرأة القوية والتطرق إلى موضوعات تعتبر من المحرمات. “أنتقي أدوار المرأة القوية لأن لدينا الكثير من القصص عن مختلف النساء في مجتمعنا يمكن أن يتحولن إلى أساطير، ولكننا لا نتحدث عنهن بما يكفي. وأحاول أن أجسد هؤلاء النساء الأسطوريات في الحلقات التي أمثلها”.
عن انضمامها لأكاديمية الأوسكار
تقول يسرا بصوتها الهامس المعتاد: “انضمامي لأكاديمية الأوسكار كان شرفاً عظيماً لي”. وبتواضع تنظر الممثلة إلى هذا الدور، رغم أنها كانت ضمن ثلاثة فقط من نجوم مصر (يسرا، والمنتج محمد حفظي، والمخرج عمرو سلامة) دعتهم الأكاديمية للانضمام إليها. “أرى أن الأكاديمية واحدة من أعرق المؤسسات في العالم، وكوني جزءاً منها يعني لي الكثير”.
الحياة العامة وتواضعها
تعزو يسرا الفضل في مسلكها المتواضع إلى زوجها خالد سليم. وتكشف بهدوء في لحظات نادرة: “أحترم طريقته في التعامل مع الحياة كممثل وطول صبره. ويفخر بي حين أتخذ خطوة جديدة تثبت نجاحها”. وعادةً ما تخشى النجمة الحديث عن علاقتها به – فهي “لا ترغب في إثارة الحسد”. ولكنها لا تتهرب من الحديث عنه، بالطبع. إذ حين سألتها عن سبب نجاح زواجها، أجابت: “هل يمكن أن تقولي رجاءً ’بارك الله في زواجكِ‘ بدلاً من طرح هذا السؤال”، وأردفت: “أنا وخالد نعرف بعضنا منذ الطفولة. ولولاه، لا أعتقد أنني كنت سأتمكن من القيام بكل ذلك”.
ما الذي تريده؟
تتحدث يسرا عن مشوارها ومبادئها في العمل التي أسهمت في ما وصلت إليه من مكانة مرموقة قائلةً: “أريد دوماً أن أكون مثيرة للإعجاب”، وتستطرد قائلة: “إذا لم يقدّر الناس عملكِ ولا يرونكِ أسطورة، لن تصبحي أسطورة مطلقاً. اعلمي أنكِ تعملين من أجل الناس، ويجب أن تكوني عند حسن ظنهم دوماً”.
ضريبة الشهرة
وتضيف: “لكي تكوني أسطورة، يجب أن تمتلكي شيئاً. ولن تكوني حرة مثلما كنتِ قبل الشهرة. وستعانين دوماً من نوع ما من الضغوط، ومن توقعات الناس منكِ. ولكن دون هؤلاء الناس، لن تكوني أبداً أسطورة”، وتنصح كل فنانة من الفنانات الصاعدات: “كوني متواضعة قدر إمكانكِ ولكن في الوقت نفسه لا تكشفي الكثير عن حياتكِ الخاصة”.
طفولة تعسة
رغم أنها تفضّل إبقاء حياتها الشخصية بعيدة عن الأضواء، إلا أنها تبوح لنا ببعض ذكريات “طفولتها التعسة”. ويغلب عليها التأثّر حيت تتحدث عن حياتها بعد انفصال والديها بعد طلاق مرير، وتروي: “عشت حياة صعبة مع والدي بعد أن انتزعني من والدتي. ومن طلاقهما تعلمت أن الحياة تمضي وأنكِ تحتاجين فقط إلى رعاية أطفالكِ بالحب والصدق. امنحيهم فرصة التعبير عن أنفسهم. وقد كان عليّ أن أرد الجميل لوالدتي التي كانت صديقتي، وأمي، وسندي. فقد منحتني كل هذا. ولولاها لما أصبحت ما أنا عليه اليوم”.
اقرئي ايضاً : بمناسبة عيد ميلاد الديفا المصرية النجمة يسرا.. إليك أبرز أعمالها السينمائية