فرنوش امرأة محترفة، وأكبر نقاط قوتها هي أنها لا تستسلم أبدًا مهما تكرر فشلها، وقوتها الأخرى تكمن في أنها لا تكف عن حب الحياة مهما ازدادت صعوبتها. هي حقًا شخصية إيجابية
ولدت فرنوش في شمال إيران بالقرب من بحر قزوين. وقد شجعتها والدتها، عارفة کلیراد سوادکوهی، على قراءة كتب الشعر الكلاسيكي لشعراء مثل الرومي وحافظ وهي في الثالثة عشرة من عمرها، حتى أصبحت شاعرة. وقد درست في البداية علم الأحياء الدقيقة في الجامعة، ولكن سرعان ما أدركت أنه لا صلة بين دراستها وحبها للفنون، لذا تركتها لدراسة الهندسة المعمارية في إيران. وطوال سنوات المراهقة، عملت فرنوش عارضة أزياء للعلامات المحلية في إيران كهواية. وقررت الانتقال للإقامة في ألمانيا عام 2014 وبدأت انطلاقتها العالمية في الـ 28 من عمرها عندما التحقت بوكالة إم إم جي للعارضات في دبي ولاحقًا بوكالة بريڤ في ميلانو. وبزغ اسمها في عالم الموضة عام 2016 بعد تعافيها من حالة صحية سيئة من جراء إصابة خطيرة والتهاب في الدماغ. وقد حثتها نجاتها بصعوبة على تغيير حياتها وأعادتها مرة أخرى إلى عالم الأزياء وتعد الآن وجهًا من وجوه الموضة في المنطقة.
وتُعرف فرنوش في الشرق الأوسط باسم «فتاة دولتشي آند غابانا» منذ أن اكتشفتها العلامة في نوفمبر عام 2016 ووضعتها أمام عدسات لوكا وأليساندرو موريللي (الأخوان موريللي) بجوار آنا ديلو روسو خلال حملتها للشرق الأوسط وواصلت العمل مع العلامة في حملتها الإيطالية باسم #DGlovesbari في يوليو عام 2018. وأصبحت تُقارن في مسيرتها المهنية منذ ذلك الحين بصوفيا لورين وسيندي كروفورد لتشابه ملامحها بهما.
لكل إشراقة حيلة
منذ عام 2019، أصبحت فرنوش أحد وجوه علامة «لانكوم» على مدى 3 أعوام، كما شاركت في حملة عالمية لعلامة «ماك كوزميتكس». وفي عام 2021، اختارتها لوريال برو وشارلي لو ميندو لتكون الفتاة الشقراء الجريئة لحملة ميتال ديتوكس العالمية. لا تسعى العارضة الإيرانية إلى بلوغ قمة دنيا الموضة فحسب، بل وتحاول الاطلاع على كل جديد في منتجات العناية بالبشرة والتجميل. وعندما سألناها عن روتينها المفضل للعناية بالبشرة، أجابت بثقة: «المرطب. هكذا أبدأ يومي. أضع كريم «شانيل» للعين ومرطب «شانيل» المائي كل صباح. ولا أستطيع أن أعيش دونهما. ثم ألجأ إلى أهم حيلة عندي، ألا وهي كريم «غلو ألترا راديانت» من «إيربوريان»، الذي يمنحني أجمل إشراقة. ثم أضع قليلًا من كونسيلر «نارس» أو «إيڤ سان لوران». ولو شعرت بالتعب أو الإرهاق أضع قليلًا من الماسكارا لأرتقي بمظهر عيني».
الموضة والأناقة
من أبرز إنجازات فرنوش في عالم الموضة مشاركتها في عروض «شوبارد». وعندما سألتها عن أكثر حدث تفخر به حتى الآن، أجابت: «أكثر حدث أفخر به حتى الآن هو عملي مع «شوبارد» على مدى ١٣ يومًا خلال مهرجان كان السينمائي وحضوري عرض فيلم ’الوفد الفرنسي‘ مرتدية قلادة مرصعة بالزمرد من «شوبارد» تزن 113 قيراطًا صممتها العزيزة كارولين شوفيل. وبالطبع وقوفي أمام عدسة أليكسيس ڤيلر لتصوير فيلم قصير يقدم مجموعة مجوهرات «شوبارد» الراقية لمهرجان كان السينمائي لعام 2021.
شاركت فرنوش في أهم عرض لها للأزياء بميلانو؛ حيث عرضت مجموعة «إليزابيتا فرانكي» لربيع وصيف 2019 جنبًا إلى جنب العارضتين دافنة غروينفيلد وآلانا أرينغتون، ثم شاركت فيما بعد في عرض مجموعة «رامي قاضي» أثناء أسبوع الموضة بباريس. غير أن انطلاقتها الحقيقية في عالم عروض الأزياء جاءت مع عرض أزياء «أروى البنوى» في أسبوع الموضة بدبي (مارس 2017). بيد أن أكثر تجاربها إثارة كانت مشاركتها في عرض «ألكسندر مكوين» بعنوان «ڤوس» عام ٢٠٠١.
السفر والهوايات
بدأت فرنوش تهتم بالشعر منذ أن كانت في الثالثة عشر من عمرها. وبالحديث عن الشعر، تذكر العارضة: «عندما كنت طفلة، فتح لي جدي إسماعيل خان ووالدتي السيدة عارفة الباب إلى عالم الشعر. كنت دومًا فتاةً شديدة الرومانسية ومرهفة الحس للغاية، وكنت أشعر بأن لا أحد يفهمني مثل الشعر، وأن بإمكاني خوض التجارب والحياة في عالم موازٍ داخل كتب الشعر». وعلاوة على ذلك، فرنوش كثيرة السفر والترحال وتحب الاستمتاع بالطبيعة والفن والتاريخ. وعن الدول المفضلة لديها، تقول العارضة: «تعد روما من أكثر المدن المفضلة لدي، ومن الأماكن التي أفضلها أيضًا «بوانت دو رام» في غرب بريتاني بفرنسا وكاب فريل في شمالها، حيث الصخور العالية ذات الجمال الآسر الممتدة على الشاطئ والطبيعة الساحرة والكثير من المثقفين والشعراء».
انستغرام أهم منصة لأي عمل!
ترى فرنوش أن مواقع التواصل الاجتماعي تخلق نوعًا من التواصل العفوي بين المهتمين بالعمل مع بعضهم البعض. تقول: «صار إنستغرام اليوم أهم منصة لأي عمل». وتعتقد أنه أفضل طريقة للتواصل بين المتشابهين فكريًا لدعم قضية مشتركة. وأردفت بكل حب: «عن نفسي، أستخدمه [تقصد إنستغرام] لنشر إنجازاتي في عملي، كما أنشر بعض المحتوى الذي يهمني، وهكذا، يتسنى لعدد أكبر من الناس التعرف عليّ وعلى أعمالي، في عالم الإنترنت، تمتلك العارضات والفنانات قاعدة جماهيرية كبيرة، وشخص مثلي بإمكانه التواصل مباشرةً مع من يهتمون بعملي».
مستقبل عرض الأزياء
ترى فرنوش أن عالم عروض الأزياء لا يصلح سوى للشخصيات القوية جدًا، وتؤكد: «لا يعتمد مستقبل العارضة على شكلها، وإنما على شخصيتها وما حققته في حياتها». فهو يستند في الأساس على الجوهر وليس المظهر. ومن الأفكار التي تروج لها وتتبناها هي نفسها أنه ليس بالضرورة أن يكون مقاس العارضة صفر حتى تبرز مواهبها. وتوضح بكل فخر واعتزاز: «بالنسبة لي، الحياة في حد ذاتها أهم من أن أتماشى مع القوالب النمطية أو المعايير التقليدية. الحياة غالية، لذا لن أضحي بصحتي وحياتي مرة أخرى لمجرد أن أتماشى مع القوالب».