جميعنا نتذكر لحظات اللعب بدمية باربي في أيام الطفولة، ولم يتسنّ لنا في ذلك الوقت أن نجد بين الدمى ذات الأشكال الجذابة ما يلهمنا طموحات أعلى من الجمال والأناقة. ولكن شركة ماتيل المصنعة لدمية باربي قد أعلنت توجهاً مختلفاً في السنوات الأخيرة، ولجأت إلى تمثيل فئات أكبر من الفتيات في المجتمع بإطلاق دمى تبتعد عن النحافة والمظهر الكامل، إضافة إلى تكريم شخصيات ملهمة وسيدات منجزات في هذا العالم بإطلاق دمى تشبههن.
بالتزامن مع احتفال باربي بالذكرى الستين على إطلاقها، قررت شركة ماتيل أن تطلق دمية باربي بإطلالة الطاهية السعودية لولوة العزة. تقول لولوة “تلقيت اتصالاً قبل عدة أشهر من شركة ماتيل يبلغوني فيه أنهم يتابعون إنجازاتي في الفترة الماضية وأنهم يريدون تكريمي بإطلاقة دمية باربي مستوحاة من صورتي، شعرت بالفخر حقاً فأنا في مجال الطهي منذ أكثر من عشرين سنة، أسست أكاديمية مطبخ لولو في عام 2000 وخرّجت العديد من الطاهيات البارعات في السنوات الماضية”.
على الرغم من أن لولوة العزة لم تدرس الطهي إلا أن من يذوق طعامها يجدها تستحق لقب “شيف” وهذا ما قالته لولوة في حوارها مع ڤوغ العربيّة “علمت نفسي الطهي عندما تزوجت في سنّ مبكرة واضررت لدخول المطبخ وطهي الطعام بنفسي، في ذلك الوقت كنت أجرب كلّ طبق يعجبني وأضيف له لمستي الخاصة فيصبح أفضل من الطبق الأصلي بشهادة كلّ من يذوقه”. اشتركت لولوة في العديد من المسابقات للطهي، من أبرزها برنامج توب شيف الذي عرض على قناة إل بي سي في 2010 وحلّت فيه لولوة في المرتبة الرابعة.
أطلقت ماتيل العديد من الدمى التي تصور سيدات ملهمات في العالم، أبرزها الدمية المحجبة التي استوحيت من المبارزة الأمريكيّة إبتهاج محمد، وتحمل السيف وترتدي قناع المبارزة والحجاب. تقول عنها إبتهاج بفخر: “أعيش من أجل هذه الدمية. وقد لعبتُ لزمن طويل بدمى باربي خلال نشأتي، وكان من أقسى الأشياء عليّ كطفلة تلعب بباربي أنه لم يكن لديّ خيار الحصول على واحدة منها تشبهني. لقد كان من الرائع أن أساعد ماتيل على أن تكون أكثر شموليةً، وأن أشجع نهج التنوّع هذا”.
أما عن أول سعوديّة تكرّم بدمية باربي، لولة العزة، فهي أم لثلاثة أطفال، منهم ابنتين يغمرهما الفخر بوالدتهما “قالت لي ابنتي الصغرى التي تبلغ من العمر 13 عاماً أنها على الرغم من أنها لعبت بدمية باربي في صغرها إلا أنها لم تتوقع أن تصبح والدتها ملهمة دمية باربي في يوم من الأيام”. حدثتنا لولوة العزة عن مشاعر الفخر والسعادة التي غمرتها عندما تلقت هذا الخبر، وعندما صورت أحد الفيديوهات الترويجيّة مع طفلة عمرها 4 سنوات، وتلقت اتصالاً من والدتها تقول لها أنها أصبحت المثل الأعلي لهذه الطفلة بعد أن التقتها في موقع التصوير الذي يخص شركة ماتيل، ومع ذلك تمنّت أن يأتي هذا التكريم من بلدها السعودية “أنا أعمل في مجال الطهي منذ أكثر من عشرين عاماً. أنا ممتنة لهذا التكريم ولكنه كان يجب أن يأتي من بلدي قبل أن يأتي من الخارج”.
في عيد ميلاد الشحرورة صباح… هكذا تحولت الفتاة البسيطة إلى أيقونة للموضة والجمال