تابعوا ڤوغ العربية

“الناس بحاجة دائماً إلى خمسة مواه” فيفي عبده كما لم تروها من قبل على صفحات عدد شهر نوفمبر!

تحدت الماضي، عاشت حاضرها بكل عفوية وجرأة، ورسمت مستقبلها على أنغام لا يجرؤ الآخر مجرد التفكير فيها!

فيفي عبده ترتدي معطفاً من فندي وفستاناً من سارة أنسي، تصوير جوليان توروس وتنسيق ياسمين عيسى لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

كان جميع أفراد فريق العمل في أحد استوديوهات القاهرة ينتظرون بفارغ الصبر وصول فيفي عبده، النجمة المصرية الجريئة التي تغمر حساباتها على مواقع التواصل بمنشورات مثيرة للجدل، والتي قد لا يكون من المألوف ظهورها على صفحات ڤوغ. إلا أن حضورها الطاغي كان بلا جدال حديث الجميع، بدءاً من المساعدين المبتدئين وحتى كبار أفراد فريق تنسيق الأزياء. قال أحدهم: “فيفي ستظهر على صفحات ڤوغ.. سيكون ذلك مثيراً للاهتمام”.

حين وصلت فيفي، بدت مثلما توقعنا تماماً. امرأة تتسم باللطف والمودة، وكان وجهها الخالي من المساحيق يكشف عن جمال دائماً ما يتوارى خلف طبقات كثيفة من المكياج. وقد جعلتنا جميعاً نغرق في الضحك حين قالت: “لن تصدقوا أنني ارتديت بيجامتي لأحضر جلسة التصوير”.

فيفي عبده ترتدي سترة من أورانج سكوير وجمبست من سارة أنسي، تصوير جوليان توروس وتنسيق ياسمين عيسى لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

في الحقيقة، أثار المكياج وتسريحة الشعر جدلاً كبيراً حين أردنا تنسيق إطلالتها، فقد بدا وكأن الممثلة والراقصة قد عدلت عن رأيها بعدما كانت قد سمحت لأعضاء فريق ڤوغ العربية أن يفعلوا ما يشاءون لتنسيق إطلالتها من أجل جلسة التصوير هذه. قالت بإصرار: “أريد وضع ثلاث طبقات من الرموش”، ثم ازدادت إصراراً حين عارضها أعضاء الفريق بحزم، مذكرين إياها بأن الاتفاق منذ البداية كان على إبرازها بإطلالة أكثر بساطة مما اعتادت الظهور به أمام الجمهور.

ورغم أن الوقت المسموح لتصفيف الشعر والمكياج امتد لساعات طويلة لم تخل من التوتر، واستغرق ضعف ما يحدث عادة في جلسات التصوير المماثلة، لم تكف فيفي عن إضحاك الجميع حولها، حتى إنها وزعت الشوكولاتة على جميع أفراد الفريق. ورغم أنها هدف دائم للانتقادات والنكات القاسية، إلا أن فيفي تعدّ بلا جدال أيقونة للكوميديا في الشرق الأوسط، وامرأة تجيد تماماً خطف قلوب الجماهير بعفويتها وشخصيتها التلقائية.

هذه هي فيفي التي اعتدنا متابعة جرأتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن مجلة “ڤوغ” استقبلت هذه الفنانة الكبيرة لتكشف عن جوانب مأساوية لفّتها المعاناة ما اعتاد الجمهور رؤيتها لأن النجمة عرفت كيف تخفيها وراء شخصية كوميدية جريئة بامتياز.

من رحم المعاناة، خرجت موهبة فيفي لتصنع منها إنسانة وأماً ونجمة كبيرة ظهرت في أكثر من 25 عمل فنيّ وزينت مسارح ومنصات كثيرة في مختلف أنحاء العالم العربي برقصها المبهر.

“الناس بحاجة دائماً إلى خمسة مواه”

لجأت فيفي إلى حضن خالها هرباً من قساوة والدتها التي لم تفهمها إلا لاحقاً بعد أن أصبحت هي بدورها أماً. في كنف خالها، ذاقت طعم الدلال والمحبة والاهتمام والأهم طعم الحرية التي استفادت منها لتمتهن عشقها وتدخل مجال الرقص الشرقي في سن صغيرة جداً رغم معارضة العائلة. وفعلاً سجلت أول ظهور فني لها من خلال مشاركتها في فيلم الرسالة إلى جانب أنطوني كوين وإيرين باباس لتتوالى بعدها الأعمال من أفلام ومسلسلات ومسرحيات وحفلات سرقت منها طفولتها وشبابها.

لم ترضى فيفي أن يلمع نجمها فقط في عالم الرقص الشرقي وأن تكون نجمة لا يعرف الناس شكلها فطرقت باب التمثيل رغبة منها في تعريف الناس على وجه فيفي. فقدمت أعمالاً كثيرة ولعلّ أبرزها مسلسل “الحقيقة والسراب” الذي تعتبره مرجعاً تعود إليه لكلّ من يحاول تقييم قدارتها التمثيلية فهي تعترف أنها وضعت فيه جهداً عظيماً استحقت عليه جوائز كثيرة. فيفي لا تعتقد أن ثمة دور يمكن أن يعجزها فهي مستعدة للبس أي شخصية تُعرض عليها باستثناء دور الراقصة المنحلة الذي بعد تجربة سابقة لها باتت ترفضه رفضاً قاطعاً فهي تقول: “الرقص الشرقي بعيد كل البعد عن الانحلال، رقصت وكنت مسؤولة في الوقت ذاته عن عائلة وربيت بنفسي بناتي.. فأين الانحلال؟”. ولما كان لكل حصان كبوته، تعترف فيفي أنها أخطأت حين شاركت في فيلم “مهمة في فيلم قديم” وتعدّه سقطة تندم عليها.

فيفي عبده ترتدي جمبسوت من سارة أنسي وقبعة من فيليب تريسي، تصوير جوليان توروس وتنسيق ياسمين عيسى لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

وكما أحبت الرقص ودافعت عنه بشراسة متحدية كل من هاجمها وقلل من قيمة الرقص كفنٍ عالمي، أحبها الرقص ففتح لها أبواب الشهرة محلياً وعالمياً ومكّنها من قلوب الناس فرقصت للجميع، لعامة الناس ولكبار الشخصيات والرؤساء حول العالم. ولشدة حبّ الرقص لها أوصلها لأكبر مهرجانات العالم فمشت على سجادة مهرجان كان الحمراء وجالست كبار مشاهير هوليوود كسلفستر ستالون وإليزابيت تايلور.

فيفي المتصالحة مع نفسها والمحبّة لها والراضية عن احترافها الرقص رضىً كاملاً لا يشوبه الندم أو الخجل وسط مجتمع قاسٍ تفضل لقب الأم على الفنانة والزوجة. ترى أن السنين إن لم تترك بصمتها تجاعيداً على وجهها وروحها، تركتها خبرةً ونضوجاً في شخصيتها وفكرها. صحيح أن الرقص طفلها المدلل الذي تعجز عن التخلي عنه إلا أنها عرفت كيف تترك الراقصة خارج المنزل لتتفرغ لفيفي الحقيقية أي الزوجة والأم. تصالحها مع نفسها واقتناعها بالرقص كفنٍ عالمي يفهمه الجميع من دون استثناء يمنعها من الوقوف في وجه ابنتيها إن قررتا احتراف الرقص شرط تمتعهن بالموهبة.

إلا أن الفنانة التي تشع فرحاً وطاقة حين ترقص وتتحدث مع جمهورها تخفي وراء هذا الفرح ألماً ومعاناةً؛ وهي إن تمكنت اليوم من التغلب عليه وتخطيه بنجاح إلا أنها استسلمت له يوماً ووقعت ضحيته لخمس سنوات. فتوقفت عن الرقص وفقدت ليونتها ورشاقتها وعانت السمنة؛ إلى أن وقفت ذات يوم أمام مرآتها فصُعِقت من هول ما رأت. الحقيقة التي رأتها ذلك اليوم كانت مؤلمة بالفعل، أدركت إلى أي مدى تغيّرت ملامح قوامها، فقررت أن تنفض عنها غبار الحزن والكآبة وأن توقظ المرأة في داخلها. تذكرت السعادة التي كانت تستمدها من الرقص فقررت أن تداوي به حزنها وكآبتها. سعت لاستعادة قوتها، رفضت شكلها الجديد والتزمت بحمية قاسية وتسلّحت بإرادة وإصرار لتحقيق هدفها.

فيفي عبده ترتدي فستاناً من سارة أنسي، تصوير جوليان توروس وتنسيق ياسمين عيسى لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

خرجت فيفي من تلك الأزمة وهي مدركة أن الضربة التي لا تقتلك تمنحك المزيد من القوة. كرهت الفشل، كرهت التدخل في ما لا يعنيها، وسعت لفعل كل ما يرضيها. باتت أقدر على تخطي لحظات الضعف وعلى تحويل الضربات إلى مصدر قوة وطاقة إيجابية تعينها على المضي قدماً من دون الالتفات إلى الماضي. اليوم، بعد النضوج الذي حققته والخبرة التي اكتسبتها، تحاسب فيفي نفسها بشكل مباشر، فترجع إلى ذاتها تقوّيها وتدعمها عند ارتكابها خطأ معين أو عندما تصطدم بجدار الحزن أو حين تجتاحها لحظات الضعف فتعتذر من نفسها أو من الآخرين إلى أن تستعيد سكينتها. وهي تقول: “على غرار الناس، أحب الأقوياء الذين يتمتعون بقدرة التغلب على ضعفهم. لذلك أحاول أن أظهر سعيدة أمام الناس أياً كان الحزن الذي أشعر به”. وهذا فعلاً ما فعلته حين توفي شقيقها أولاً ثم شقيقتها، تسلحت بمحبة الجمهور وتجاهلت البركان الذي يغلي في قلبها وقررت أن تستمر في إسعاد الناس علّ سعادتهم تنعكس عليها وتخرجها من حزنها وألمها.

اليوم فيفي امرأة قوية لا تستسلم أبداً وتحبّ المرأة القوية والمجتهدة التي تعرف ما تريد وتسعى لتحقيقه. فيفي فنانة حقيقية ترى في الفن عائلتها تبني مع أفرادها علاقات صداقة ودية أساسها الاحترام؛ تتعلم من من سبقها لتفادي الوقوع في الأخطاء ذاتها، وتغار من البعض غيرة إيجابية تؤدي في نهاية المطاف إلى المزيد من النجاح. وفيفي التي لا تندم على شيء إيماناً منها أن كلّ إنسان خطّاء تتمنى لو أنها سجلت حفلاتها وسعت إلى تشجيع الناس على التفريق بين الرقص الشرقي والرقص المثير المبتذل.

“هم يرون فيّ امرأة متقدمة في السن، أما أنا فأرى أنني لا زلت قادرة على الرقص بطريقة محترمة ومهذبة لا تضرّ أحداً لا سيما وأن الشباب يسري في دمي”

تستمر فيفي في الاجتهاد لتحرز تقدماً يشعر به جمهورها، فهي لم تكتفِ بـ25 عمل فني بعضها تجاري لا تفخر به جداً، وفي بالها أعمال تحلم بإنجازها وأسماء تتمنى أن تعمل معها وأبزرها شريف عرفة فهي معجبة جداً بفيلم “الممر” ومجمل الأعمال التي قدمها.

ثمار هذا التقدم تبدو واضحة من خلال الأعداد التي تتابعها على مواقع التواصل الاجتماعي. أمام النجاح الذي تلمسه من خلال هذه المنصات، لا تكفّ فيفي عن شكر الله أولاً ثم جهدها وتفانيها وأخيراً جمهورها. جمهورها! أيمكن أن نأتي على ذكره من دون أن ننطق عفوياً بجملتها الشهيرة “خمسة مواه”؟ لجمهور فيفي مكانة خاصة جداً في حياتها، تخصه بخمس قبلات بدلاً من قبلة أو اثنتين! تشاركه تفاصيل حياتها من دون أي ضغط منه من خلال منشوراتها والفيديوهات التي تضجّ بها صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يفرح معها ويعبّر لها عن فرحه بأي إنجاز أو نجاح، ويحزن إن حزنت ولا يبخل عليها بالمواساة إن احتاجت إليها، ويتفهمها حين تصرّح أنها غير قادرة على نشر أي فيديو. وهي بدورها تفرح بتفاعلهم الإيجابي والمشاعر الصادقة التي يظهرون في سراءها وضراءها. إلا أنها دائماً ما تحرص على أن تُظهر لهم الجانب المشرق من شخصيتها وحياتها فهي تعتقد أنها كفنانة ابتسامتها كظلها لا يجب أن تفارقها، وقد خصت مجلة ڤوغ” قائلةً: “الفنان شمعة تتقد من شدة الألم لتمنح النور والأمل والسعادة للجمهور.”

يعتري الفخر والحب والاعتزاز وجه فيفي حين تتحدث عن جمهورها. خمسة ملايين ونصف متابع على موقع انستغرام هم خير دليل على إنسانية ونجومية فيفي التي تقول: “النجومية تترجم حب الناس للفنان. لهفة الجمهور أكبر دليل على نجوميتي، وكذلك دعوتي للمشاركة في برامج ومناسبات مختلفة.”

فيفي عبده ترتدي فستاناً من ملاك العزاوي، تصوير جوليان توروس وتنسيق ياسمين عيسى لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

سرّ العلاقة بين فيفي وجمهورها قائم على صدقها في تعاملها معه. إنها تدرك أنها كفيفي عبدو لا تؤثر على الجمهور، إنما تؤمن أنها اكتسبت بتعاملها الحقيقي والمقرب من الناس محبته الخالصة التي لا إكراه فيها. لذلك تحرص على التصرف على طبيعتها ولا تتعالى عليه؛ وتفرض في الوقت ذاته حدوداً قوامها الاحترام المتبادل والحب الصادق، فهي ترفض لا بل تكره جداً قلة الاحترام ولا تتغاضى عنها إطلاقاً.

صحيح أن خمسة ملايين ونصف متابع ليس رقماً بسيطاً إلا أنه لا يعني أن فيفي لا تواجه بعض المبغضين الذين ينتقدون رقصها وشكلها ونمط حياتها وملابسها وقد تقدمت في السن. ورداً على هؤلاء تقول بثقة: “لا أفرض فنّي على الناس. أثق بنفسي وبفنّي. من لا يحب فيفي ورقصها وحياتها يمكنه أن يكف عن متابعتها وأن لا يتصفح حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. هم يرون فيّ امرأة متقدمة في السن، أما أنا فأرى أنني لا زلت قادرة على الرقص بطريقة محترمة ومهذبة لا تضرّ أحداً لا سيما وأن الشباب يسري في دمي”، وبخفة دمها المعهودة قالت: “أنا نفسي لا أصدق أنني في هذا السن! دعينا نسأل الجمهور عن عمري!! الجميع يعطيني عمراً أصغر مما أنا عليه في الحقيقة. “يا بنتي” أنا امرأة طيبة وعفوية وطبيعية وهذا ينعكس على شكلي الخارجي فأبدو أصغر سناً وأكثر شباباً“. وعندما بحثنا عن عمرها وجدنا أنها في العقد السادس من عمرها، فحينها بالفعل ذهلنا واحترمنا روح المرأة الشابة التي ما زالت تسري في عروقها.
وطبعاً لم تنسى أن ترسل قبلاتها حتى إلى المبغضين قائلةً والضحكة تملأ وجهها: “أحبكم أوي وخمسة مواه”. واحتراماً منها للناس الذين أحبوها وآمنوا برسالتها تتمنى فيفي أن ترعى عائلتها حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأن يكملوا المشوار بعد وفاتها، “فالناس بحاجة دائماً إلى خمسة مواه”، على حدّ قولها.

فيفي عبده ترتدي فستاناً من ملاك العزاوي، تصوير جوليان توروس وتنسيق ياسمين عيسى لصالح عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة

تعيش فيفي اليوم أنوثتها وتحتفل بها، تدلّلها بأهم الماركات التي تعشقها وتملأ بها خزانتها ككريستيان ديور ولانفان وشانيل ولوي فويتون وإيف سان لوران. تسافر عبر العالم لتنشر فنها وفرحها إلا أنها تهوى لبنان بشكلٍ خاص وتعتبره بلدها الثاني حيث تحس براحة كبيرة بين الأصدقاء والمعارف. تقف أمام عدسات المصورين فترى الحياة تتجسد صوراً كتلك التي أخذها لها المصور والفنان التشكيلي يوسف نبيل. وهذا الأخير يعشق فيفي ويحلو له الحديث عنها فيقول: “فيفي امرأة “جدعة” وبسيطة وشجاعة وجريئة أحب شجاعتها في دفاعها عن الرقص الشرقي قولاً ورقصاً. فيفي أعطت الرقص الشرقي كرامة وإنني أتشارك معها في هذه النقطة لأنني في عملي أسعى دائماً إلى إعلاء شأن هذا الفن الذي امتزنا به منذ عصر الفراعنة.”

فخورة هي بمراحل حياتها التي صنعت منها فيفي وهي إن ندمت على شيء فإنها تندم على خمس سنوات رمت في خلالها نفسها بين براثن الحزن واليأس بعيداً عن الرقص وتتمنى أن تعود بها الأيام لتتصرف بطريقة مغايرة. ماذا تتمنى؟ تتمنى دوام الصحة والسترة والعمر المديد، تطلب من الله أن يديم عليها محبة الناس بها كراقصة وكإنسانة لم ترتدي يوماً الأقنعة ولم تتخلى عن طبيعتها، وإلى أن يشاء الله “خمسة مواه” للمحبين، و”خمسة مواه” للمبغضين.

نشر للمرّة الأولى على صفحات عدد شهر نوفمبر من ڤوغ العربيّة.

رسالة التحرير من عدد شهر نوفمبر: لهذا علينا أن ندخل المرح إلى عالم الأزياء

تصوير: جوليان توروس
تنسيق: ياسمين عيسى
تصفيف الشعر: ساندي هاشم
المكياج: ديانا حربي
المصورة المساعدة: أمينة زاهر من وكالة تمبل أرتيست
المنسقة المساعدة: ندى خضر
فنان المكياج المساعد: أحمد سالسا
إنتاج: سناب 14
تم التصوير في جيربوكس ستوديوز

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع