بدأت ليلى العمار رحلتها في عالم الكتابة خلال نشأتها في الكويت. حينها لم تكن الفنون الإبداعية تلقى تشجيعًا مثل ما تلقاه الآن لذا كانت الكتابة مجرد هواية ولم تعرض أعمالها على أحد على الإطلاق. ولكن بعدما عملت في عالم الشركات لبضع سنوات، كان إحساسها بعدم الرضا يزداد بشدة. وتقول: «تركت وظيفتي وحصلت على درجة الماجستير في الكتابة الإبداعية. وخلال الدراسة، بدأت أنشر أعمالي الإبداعية وأسعى لنشرها في المجلات وفي مسابقات القصص القصيرة. وبدأت في كتابة أولى رواياتي خلال الدراسة، بعنوان The Pact We Made، والتي كانت في الحقيقة قصة قصيرة. وبعد التخرج، حولتها إلى رواية وأخذت أبحث عن وكيل أدبي يمثلني ونشر الكتاب». وعن ساحة التأليف والأدب في الكويت والعالم العربي تقول ليلى :”تموج الساحة الأدبية باللغة العربية بالنشاط منذ عقود، ولاحظت مؤخرًا طفرة واضحة فيما يتعلق بمتاجر الكتب والأمسيات الشعرية والنقاشات مع الكتاب والمفكرين».
تعتبر ليلى الكتابة وسيلة لاستكشاف الأسئلة الصعبة ومكان لتحليل جميع الحقائق التي تؤرقها. ومن هنا جاء الإلهام لكتابها Silence Is A Sense الذي تروي فيه قصة لاجئة سورية. وتقول: «هو ثمرة عقد من المتابعة لأحداث الربيع العربي، وكيف تحولت الثورة السورية إلى حرب أهلية، وأزمة اللاجئين».
في الروايتين محورت ليلى القصة حول امرأة عربية تبحث عن طريقها. وتقول: «العرب، ولا سيما النساء العربيات، مقيدون بذاتنا الجماعية. وإحساسنا بهويتنا يتشكل من خلال الجماعة وليس من رغباتنا وميولنا الفردية. بالرغم أن الشعور الجماعي بالذات فوائده بالطبع. إنه يمنحك الإحساس بالأمان لأنك تعلمين أن لديك عائلة كبيرة ممتدة بوسعك الاعتماد عليها. لكن الشخصيتان تحاولان تشكيل هوية لهما لا تتأثر بقوة جماعية لم تختاراها أو توافقا عليها». تكتب ليلى رواياتها باللغة الإنجليزية وبالنسبة لها كون الرواية مكتوبة باللغة الإنجليزية لا يعني بحد ذاته أنها ليست موجهة للجمهور العربي. فالعرب مجموعة ديموغرافية بالغة التنوع، سواء المقيمين في المنطقة أم خارجها. وبعضهم لا يتحدث اللغة العربية بطلاقة، والبعض الآخر يفضل ببساطة القراءة باللغة الإنجليزية.
عن كتابة الرواية تقول ليلى: «إنها عملية طويلة وشاقة، وتتضمن الكثير من التنقيح وإلقاء نظرة نقدية على العمل. بالنسبة لي، يمكن أن تستغرق كتابة المسودة الأولى أربعة أشهر فقط كما في حالة Silence is a Sense، لكن الجزء الصعب من المهمة يأتي بعد الانتهاء من هذه الخطوة. أنا لا أضع الخطوط العريضة لرواياتي ولا أخطط لها. وإنما أستمع إلى صوت الشخصية ومن ثم أبدأ الكتابة، بدون حكم أو توجيه، وأدع القصة تكشف نفسها لي». تعمل ليلى بشكل أفضل في الصباح الباكر. وتحب قراءة مناصفة الأعمال الخيالية والأعمال غير الخالية. ومن بين كتبها المفضلة رواية «الباريسي» لإيزابيلا حماد، وكتاب How the West Stole Democracy from the Arabs لإليزابيث طومسون، ومجموعة «رفقة» الشعرية للكاتب محمد الكرد.
أما عن النصيحة التي تود توجيهها للكتاب العرب فتقول: «أفترض أنها ستكون النصيحة التي كنت أتمنى لو حصلت عليها، وهي معرفة الوسط الذي أقبل عليه. والكتابة نشاط منفرد، ولكن استقبال الكتاب واستهلاكه هو نشاط عام جدًا، لذا من المفيد فهم المحادثات الدائرة في وسطك الأدبي». انتهت الكاتبة للتو من رسالة الدكتوراه، وتختم: «آمل أن يتم نشرها ككتاب في وقت ما. وقد بدأت للتو في كتابة مسودة رواية ثالثة، ولكن من السابق لأوانه الإعلان عما تدور حوله».