مشاركة أعضاء لجنة التحكيم العرب في مهرجان كان السينمائي ليست أمرًا جديدًا، إنّما هم يشاركون باختيار الفائزين في الجوائز منذ نسخات عديدة.
في العام 1938، ولدت فكرة الانطلاق بمهرجان كان السينمائي، ولكن مع بداية الحرب العالمية الثانية في العام 1939، تمّ التوقّف عن تنفيذ الفكرة، لتنطلق النسخة الأولى منه في سبتمبر من العام 1946. وعكس ما يعتقد الكثيرون، الأسماء العربيّة كانت حاضرة منذ ذلك الوقت، وليس في فئة الأعمال المنافِسة فحسب، بل أيضًا في لجنة التحكيم، حيث كان الممثّل والمخرج والمنتج المصريّ يوسف وهبي أوّل شخصيّة عربيّة يلمع اسمها في اللجنة، وهو كان من الشخصيّات البارزة في السينما المصريّة خلال الأربعينات والخمسينات. فمَن هم النجوم العرب الذين انضمّوا من بعده للجنة التحكيم في المهرجان؟
العرب في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي
بعدما برز اسم يوسف وهبي بين أعضاء لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائيّ في العام 1946، كان المخرج المصريّ يوسف شاهين ثاني اسم عربيّ يبرز من بعده في اللجنة، وذلك في العام 1983. وغاب العرب عن اللجنة بعد ذلك، إلى حين انضمام المخرج التونسيّ فريد بوغدير إليها في العام 1991، ومن أشهر أعماله، فيلم “عصفور السطح”، الذي عزّز نجاحه في المجال بسبب تناوله مواضيع محظورة، وكان قد أخرجه في العام 1990.
وفي العام 2001، أصبحت المخرجة التونسيّة مفيدة التلاتلي أوّل امرأة عربيّة يبرز اسمها في لجنة تحكيم الاختيار الرسمي، وهذا الأمر سلّط الضوء على الاعتراف المتزايد بالمخرجات العربيات ومساهماتهنّ في تطوير المشهد السينمائيّ. ومن أشهر أعمالها، فيلميْ “موسم الرجال” و”نادية وسارة” اللذيْن اهتمّت بإخراجهما، و”صمت القصر” و”سجنان” اللذيْن اهتمّت بتحريرهما. بعدها، تمّ اختيار المخرج الفلسطينيّ إيليا سليمان ليكون من بين أعضاء اللجنة في نسخة المهرجان التي أقيمت في العام 2006، وهو الذي كان فيلمه “يد إلهيّة” أوّل فيلم فلسطينيّ يترشّح لنيل جائزة السعفة الذهبيّة في العام 2002. وفي العام 2007، اختير المخرج الموريتانيّ عبد الرحمن سيساكو ليكون من أعضاء اللجنة، وهو يشتهر بتسليط الضوء من خلال أفلامه على كفاح المجتمعات المُهَمَّشة وانتصاراتها، وفي العام 2014، ترشّح فيلمه “تيمبوكتو” للتنافس على نيل جائزة السعفة الذهبيّة.
وتوالت الأسماء العربيّة في لجنة التحكيم لهذه الفعالية، مع اختيار المخرج الجزائريّ رشيد بوشارب ليكون من بين أعضائها في العام 2008، وذلك بعدما ترشّح فيلمه “بلديون” لجائزة السعفة الذهبيّة في العام 2006، وبرز اسمه مرّة جديدة في العام 2010 مع فيلم “خارجون عن القانون” الذي ترشّح لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار. وفي العام 2012، شاركت الممثلة والمخرجة الفلسطينيّة هيام عباس في لجنة تحكيم المهرجان.
في العام 2015، أضافت المخرجة السعودية هيفاء المنصور فصلًا جديدًا إلى مشاركة الشخصيّات العربيّة في لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائي، حيث اختيرت لتكون من بين الحكّام في فئة “نظرة ما”. وفي العام 2021، جمعت لجنة التحكيم بين أكثر من اسم عربيّ، ومنهم التونسيّة كوثر بن هنية، والمخرجة الجزائريّة مونيا مدور، والممثّل الفرنسيّ الجزائريّ الأصل طاهر رحيم. وفي العام 2022، اختيرت كوثر بن هنية من جديد لتكون في لجنة تحكيم أسبوع النقّاد، واختير المخرج المصريّ يسري نصرالله ليشارك في لجنة تحكيم فئة الأفلام القصيرة، بعدما كان قد ترشّح فيلمه “بعد المعركة” في العام 2012 لجائزة السعفة الذهبيّة.
واستمرّت المشاركة العربيّة في المهرجان، مع المخرجة المغربيّة مريم التوزاني التي انضمّت في العام 2023 إلى لجنة تحكيم المسابقة الرئيسيّة، وهي نفسها التي يبرز اسم مع المخرجة اللبنانيّة نادين لبكي فيها خلال النسخة التي تقام حاليًّا، حيث تفتخر المخرجة المغربيّة أسماء المدير بدورها بكونها من بين أعضاء لجنة تحكيم “نظرة ما”.
View this post on Instagram
اقرئي أيضًا: أبرز الأفلام العربية المشاركة في مهرجان كان السينمائي 2024