تابعوا ڤوغ العربية

نور تبحث عن الشخصيات التي تتحدّاها كي لا تقع ضحية التكرار

من بلاتو التصوير في القاهرة، سرقنا الممثلة اللبنانية نور لبعض الوقت من أمام عدسة المخرج محمد سامي، فقد كانت مشغولة جداً بإنهاء تصوير حلقات مسلسلها “البرنس” وبالكاد تمكنا من تبادل حديث قصير تحدثت فيه عن دورها ومهنتها وأبدت رأيها ببعض الأمور.

نور ترتدي التوب والتنورة من Kojak؛ المجوهرات من Azza Fahmy. تصوير Amina Zaher، تنسيق الأزياء Yasmine Eissa

“الهدوء النسبي والجرأة وسرعة الانفعال… هذه هي نقاط التلاقي بين علا ونور!” هذا ما قالته الممثلة اللبنانية الأصل نور عن شخصية “علا” التي أطلت من خلالها على جمهورها في شهر رمضان. مشاركتها مع المخرج محمد سامي والممثل محمد رمضان صاحب الشعبية الجماهيرية الضخمة والمميز بتمثيله المحترف الذي تتمنى بسببه أن تقف مجدداً أمامه، بالإضافة إلى عدد من كبار النجوم المصريين في مسلسل “البرنس” سجّل نقطة مهمة في مهنتها. فبالإضافة إلى الأسماء التي تقف إلى جانبها وعناصر الجذب التي تضمن لهذا العمل النجاح، حجز المسلسل مكانة مهمة لدى الجمهور فحقق نسب مشاهدة عالية جداً فاقت توقعات نور.

تنسب نور التي تحلم بالتمثيل إلى جانب العملاق يحيى الفخراني بعض النجاح الذي حققته في مسلسل البرنس إلى نفسها، فهي لا تخفي أنها تختار بعناية أدوارها، وهي تقول: “أولي الكتابة والإخراج اهتماماً كبيراً عند اختيار أدواري. الدور المطلوب مني أيضاً مهم، لا بل أهم من السكريبت فقد يكون السكريبت أحياناً قوي جداً ولكن دوري فيه ضعيف. أبحث عن شخصيات تتحدى نور وتكون مختلفة عن ما قدمته سابقاً كي لا أقع ضحية التكرار”.

مع عرض حلقات المسلسل الذي لم يكن إتمام تصوير حلقاته الأخيرة سهلاً بسبب الإجراءات الوقائية التي فُرِضت في مصر، أبدت نور رضاها التام عن دورها وقد قالت بثقة أنها تضيف هذا الدور إلى قائمة الأدوار الأحب على قلبها التي أخذت من وقتها وجهدها وروحها كدورها في فيلمها الأول “شورت وفانيلا وكاب” و”الرهينة” و”ملاكي اسكندرية”. فقد أحبت نور طبيعة شخصية “علا” ولمست تأثيرها في سير الأحداث ورأت أن حجم الدور وعدد المشاهد خدمها وخدم العمل على حدّ سواء. تشعر نور أن الحظّ حالفها حين وقفت أمام المخرج محمد سامي وقد قالت: “أثق في المخرج عموماً، فكيف إن كان محمد سامي! تعجبني قدرته على إخراج المشهد بطريقة تظهرني بأفضل شكلٍ ممكن. لذلك لا يزعجني أبداً أن أعيد التصوير مرات عديدة إلى أن أقدم الأداء الذي يريده، لا بل على العكس أعتقد أنه يشجعني على تحسين نفسي في كل مرة وعلى تجاوز مناطق الراحة التي اعتدت عليها لأقدّم الأفضل”.

نور ترتدي التوب والتنورة من Christine Maasarani. تصوير Amina Zaher، تنسيق الأزياء Yasmine Eissa

يمكن وصف “شخصية علا” في مسلسل “البرنس” بالمغامرة، إذ لم يسبق لنور أن تؤدي دور الفتاة الشعبية. حين عرض المخرج محمد سامي الدور على نور، ملأ الحماس نور فهي دائماً تبحث عن أدوار جديدة تعطيها دافعاً أكبر لترجمة موهبتها ولتحدي نفسها. رأت نور في “علا” تحدياً جديداً وأحبت الشخصية فهي مميزة وقوية وحاسمة لها انفعالاتها الخاصة. قبلت نور الدور وهي مدركة أنه يتطلب تحضيرات كثيرة وعن هذه الأخيرة قالت: “قرأت الورق جيداً واجتمعت مراراً وتكراراً مع المخرج لنناقش طبيعة الشخصية وأبعادها النفسية وسماتها في طريقة الكلام وعلاقاتها بمن حولها ولأفهم تماماً نظرته للشخصية”. عملت نور جاهدةً لتتمكن من تجسيد ردود فعل “علا” وانفعالاتها بطريقة صحيحة وهي لا تنكر أن الأمر كان في البداية صعباً إلا أن الصعوبات سرعان ما زالت حين تشرّبت الشخصية وتمكنت منها.

أبحث عن شخصيات تتحدى نور وتكون مختلفة عن ما قدمته سابقاً كي لا أقع ضحية التكرار

يشارك في العمل بالإضافة إلى نور وجوه نسائية كثيرة على غرار روجينا وريم سامي ورحاب الجمل وصفاء الطوخي وسلوى عثمان وكلها أسماء كبيرة تتمتع بموهبة مهمة وحسّ فني عالي جداً خلق نوعاً من التناغم الجميل أثناء التصوير بعيداً عن أي منافسة من شأنها أن تعكّر صفو الراحة التي سادت بيننا، وقد قالت نور: “كان لكل منا دورٌ لا يحتمل المنافسة. انشغلنا بتأدية أدوارنا لنصل إلى نتيجة جماعية مرضية واستثنائية”.

القفطان من Kaleidoscope by Mimi؛ الوشاح من مقتنيات منسقة الأزياء؛ المجوهرات من Indira تصوير Amina Zaher، تنسيق الأزياء Yasmine Eissa

فور خروج نور من بلاتو التصوير، تخلع عنها ثوب الشخصية التي تؤديها أياً كانت لتعود إلى حياتها الطبيعية، إلى نور الناعمة والهادئة ذات الملامح اللطيفة والودودة التي لا يمكن أن تتأثر بصفات الدور الذي يوكل إليها كممثلة فهي تفصل تماماً بين حياتها الشخصية وعملها، فتستطيع أن تكون على سبيل المثال الفتاة العاشقة التي تحارب من أجل حبيبها في “شورت وفانيلا وكاب” والشريرة المتسلطة في فيلم “الرهينة” لتعود فور دخولها إلى منزلها الأم الحنون والمرحة. أولاد نور أيضاً يفصلون بين نور الممثلة والإنسان وهي تقول: “يتابع أولادي مجمل أعمالي. يدركون تماماً أن ما يرونه على الشاشة ليس حقيقياً إنما مجرد تمثيل لا يمت إلى واقع والدتهم بشيء”.

صحيحٌ أن نور تترك عملها وراءها عند عودتها إلى المنزل، إلا أنها لا تكفّ عن مراقبته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد صرّحت قائلةً: “تساعد مواقع التواصل الاجتماعي الفنان بشكل كبير، فالناس يدعمون ويشجعون عبرها الفنان جداً. وكفنانة أجزم أنني كغيري أنني أحتاج لسماع رأي الناس في عملي وأفرح جداً إن كانت آراءهم إيجابية وأتقبلها إن كانت سيئة إنما طبعاً إن عبّر أصحابها عنها ضمن أصول اللياقة والاحترام”.

نور ترتدي JEAN LOUIS SABAJI; تصوير Amina Zaher، تنسيق الأزياء Yasmine Eissa

وكغيرها من الناس، لم تمرّ أزمة كورونا على نور من دون أن تحدث تغييراً كبيراً في حياتها وقد أكدت أنها ملتزمة بالحظر ولا تخرج إلا للضرورة القصوى وقد حدثتنا عن الحجر قائلةً: “أحياناً أشعر بالملل ولكن أحاول أن أستمتع بوقتي مع عائلتي فنشاهد معاً التلفاز، وأخصص وقتاً لنفسي مما أعادني إلى الرسم الذي أهملته فترةً طويلة،” وأضافت: “فترة الحجر رغم ما رافقها من قلق وصعوبات، كانت مفيدة فقد علمتني الكثير، كالصبر وكيفية الاستفادة من وقتي واستغلاله أفضل استغلال، وأتاحت لي فرصة القيام بأمور لم أملك يوماً الوقت لفعلها”. وعبّرت نور عن تقديرها لكلّ من طرح مبادرات لمساعدة الناس للحد من انتشار الوباء سواء أكانت توعوية أو مساعدات عينية أو طبية وأشارت: “الأهم هو وعي الناس وخوفهم على أنفسهم وعلى المحيطين بهم. بعد المبادرات التوعوية، أصبح الأمر متعلق بوعي الناس ومدى التزامهم بالإرشادات إلى أن تزول هذه الأزمة”.

المرأة هي أكثر من يحتاج للتوعية، فكلما كانت مثقفة ستكون أقوى وأكثر قدرة على منع الآخرين من تعنيفها

ومع ارتفاع وتيرة العنف أثناء الحجر، أكدت نور أن العنف ضدّ المرأة قضية شغلت الناس على مرّ السنين وكان لها حصة مهمة في الأعمال الفنية سواء في السينما أو الدراما وقد أثنت على دور هذه الأعمال في بالتوعية والتثقيف إلا أنها أشارت إلى أن هذه الجهود لا تكفي فقد قالت: “المرأة هي أكثر من يحتاج للتوعية، فكلما كانت مثقفة ستكون أقوى وأكثر قدرة على منع الآخرين من تعنيفها وعلى الحدّ من المواقف التي قد تجعلها ضحية عنفٍ أياً كان نوعه”.

نور ترتدي فستان من KOJAK؛ الحذاء من AMINA MUADDI؛ المجوهرات من AZZA FAHMY. تصوير Amina Zaher، تنسيق الأزياء Yasmine Eissa

وفي هذا السياق، أشارت نور أن المرأة في العالم العربي لا تزال تفتقر إلى حرية التعبير فهي دائماً ما تختبئ خلف أعذار بالية كالخجل ومراعاة مشاعر الآخرين وتتهرب من ما يُطرح عليها من أسئلة وتفضل التزام الصمت علماً أن كونها امرأة لا ينقص من حقها بالتعبير بحرية عن مشاعرها وآرائها أو من قدرتها على طرح أفكار وآراء سديدة ومفيدة.

نور مقيمة وتعمل في مصر، إلا أن أصولها لبنانية وهي ترتبط ارتباطاً جميلاً بوطنها ولم يفتها أن تأتي على ذكره. فهي بين مصر ولبنان تعيش القلق مضاعفاً وقالت: “يحتاج لبنان إلى عناية إلهية. عرف على مرٍ سنوات طويلة الكثير من الأزمات وعانى وضعاً اقتصادياً صعباً أثّر على الوضع النفسي والمعنوي والمعيشي للسكان دفعه إلى تمني الهجرة والسعي إليها بأي ثمن،” وأضافت: “لبنان لا تستحق ما يعيشه اليوم، واللبنانيون يستحقون الخير والسعادة. أدعو الله أن يحميهم ويلهمهم الصبر عسى أن تمرّ هذه الأيام الصعاب سريعاً”.

في ختام الحديث، لم تبخل في تقديم نصيحة للفتيات المقبلات على التمثيل فتوجهت إليهن قائلةً: “عليّكن أن تتفردن بشخصيةٍ خاصة وأن لا تقلدن أحد. تعلمن من أساتذة التمثيل ولكن لا بدّ أن تصنعن لأنفسكن شخصيةً مختلفة أياً كان الوقت والجهد الذي ستقمن ببذله”.

أقرئي أيضاً: ماجدة الرومي.. مجد لبنان

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع