استعدادًا لبطولة كأس العالم لكرة القدم Fifa قطر 2022، عمد 22 فنانًا إلى إبداع قوارير مياه قابلة لإعادة الاستخدام بهدف التقليل من حجم النفايات البلاستيكية وتشجيع الناس على حماية البيئة.
تشير التقديرات إلى أنه يتم إلقاء نحو ثمانية ملايين طن متري من البلاستيك في مياه المحيطات سنويًا، وإلى جانب الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المنتشرة في جميع أنظمتنا المائية، يؤدي ذلك إلى اختناق كوكبنا ببطء حتى الموت.
وتعدّ العبوات البلاستيكية أحادية الاستخدام من أكبر الجناة في هذا السياق- ولكن في كأس العالم لكرة القدم Fifa قطر 2022 لن يتم التخلص من قوارير المياه عبثًا؛ بفضل الشراكة التي أبرمتها INQ مع Fifa و22 فنانًا لابتكار قوارير مياه فنية وقابلة لإعادة الاستخدام، تزدان كلٌ منها بلوحة فنية زاهية تضفي طابع الحيوية على هذه المناسبة التاريخية.
وقد صمم كلَّ قارورة مياه فنية منها فنانٌ من دولة مشارِكة في بطولة هذا العام، ويمثّل قطر 10 من أكثر مبدعيها حماسةً، وهم: نور أبو عيسى، ومريم الحميد، وشوق المانع، وبثينة المفتاح، وفاطمة الشرشني، ومحمد فرج السويدي، ومبارك آل ثاني، وشعاع علي، وعبد العزيز يوسف، وعلي حسن. وتقول نور أبو عيسى، خريجة كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم: «عملي مستوحى من الهندسة الإسلامية الشائعة في العديد من عناصر الهندسة المعمارية والتصاميم الداخلية لدينا. وقد استخدمتُ الهندسة لتكوين أشكال دائرية تشير إلى كرة القدم، كما يصور نسقها صورة للألعاب النارية». وفي تصميمه الملوّن، أراد المصمم المعماري والفنان محمد فرج السويدي تسليط الضوء على الملاعب التي شُيِّدَت لاستضافة ملايين المشجعين من أنحاء العالم. وعن ذلك يقول: «قدمت تمثيلاً لكل ملعب بأسلوب تجريدي للتعبير عن شكله وعناصره الفريدة».
كما يمثل المنطقةَ الفنانون الروّاد الحاصلون على الجوائز: منال الضويان من السعودية، ومنير فاطمي من المغرب، ونجا المهداوي من تونس، وانضم إلى هذه الكوكبة من المبدعين كلٌ من: أولافور إلياسون (الدنمارك)، وأورس فيشر (سويسرا)، وليام غيليك (إنجلترا)، وكارستن هولر (بلجيكا)، وسوكي سيوكيونغ كانغ (كوريا الجنوبية)، وكاوز (الولايات المتحدة)، وإرنستو نيتو (البرازيل)، وجان ميشيل أوتونييل (فرنسا). تقول منال الضويان: «إن اختيار عملي الفني أتاح لي فرصة المشاركة في هذه اللحظة التاريخية الرائعة المفعمة بالروح الرياضية والتحوّل الكبير في منطقتنا».
وقد قادت سعادةُ الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر، مبادرةَ «قوارير المياه الفنية» لإبراز أهمية الفن والرياضة في الدولة، واستعراض كيف يمكن الجمع بينهما لتشجيع الممارسات المستدامة. ويندرج هذا المشروع ضمن نطاق أعمال شركة «إن كيو»، الذراع التجارية لمتاحف قطر وتحت مظلة مبادرة «قطر تُبدع» التي ترعى تنوع الأنشطة الثقافية في قطر وتروج لها وتحتفي بها. وعلقت سعادتها قائلة: «بعد أن شاركتُ في جهود تنظيف الشواطئ في قطر لسنوات عدّة، لمست بنفسي تأثير التلوث على بيئتنا الطبيعية. لذا، يسعدني انضمام المجتمع الفني العالمي إلينا في الدعوة إلى مستقبل أكثر استدامةً بإبداع قوارير مياه قابلة لإعادة الاستخدام لكأس العالم لكرة القدم Fifa قطر 2022. وسواء أصبحت قوارير المياه الفنية تذكارًا عزيزًا أم أُعيد تعبئتها واستخدامها بانتظام، آمل أن تكون تذكيرًا طيبًا لنا جميعًا بأن نقوم بواجبنا للمساعدة في خلق عالم أكثر خضرةً».
ويفخر القطريون على وجه الخصوص بأنهم أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف أكبر حدث رياضي على مستوى العالم. يقول محمد فرج السويدي: «لدي آمال عريضة أن تكون البطولة فريدة وملهمة بمعنى الكلمة، وأن يجدها ملايين الزوار الذين يفدون إلى قطر حدثًا لا يُنسى».
ظهر الموضوع للمرة الأولى على صفحات عدد شهر نوفمبر 2022
