الأختان المصريتان الاسكتلنديتان تطلعاننا على آخر أخبارهما وتأخذاننا حصرياً وراء كواليس أدائهما خلال حفل تتويج الملك تشارلز
لعل ما تعتبره الأختان أيوب إحدى أهم اللحظات في مسيرتهما إلى جانب أدائهما الأخير في حفل تتويج الملك تشارلز في اسكتلندا، هو إطلاق ألبومهما الجديد الذي تم تخصيصه حصريًا للموسيقى من العالم العربي كما كشفت إحدى الأختين لڤوغ العربية: “إنه أمرٌ لطالما أردنا القيام به”. تشاركنا الموسيقيتان المصريتان الاسكتلنديتان آخر أخبارهما بحماس وتأخذ اننا حصريًا وراء كواليس أدائهما في حفل تتويج الملك في إدنبرة.
اشتهرت كل من سارة ولورا بمزيج من أنواع الموسيقي باستخدام أداتين فقط وهما الكمان والتشيلو، والجمع بين التقاليد الكلاسيكية والموسيقى العالمية. ومع ذلك فقد أرادت الأختان في ألبومهم الأخير الذي يحمل عنوان “أرابيسك” تكريم تراثهما العربي المصري على وجه التحديد والاحتفال به. تخبرنا سارة بشغف: “لقد خصصنا وقتًا للبحث ووجدنا ألحاننا المفضلة، ثم عملنا على إعادة صياغة الأغاني الشعبية المحبوبة من العالم العربي بأسلوب سينمائي سيمفوني وكلاسيكي مع الحفاظ على جوهر هذا النوع من الموسيقى”. تم العمل على المشروع بأكمله خلال فترة الوباء مع كل التحديات التي انطوت على ذلك إلى أن أبصر النور أخيرًا في نهاية العام الماضي. “لقد قمنا بأداء أغاني هذا الألبوم في كل مكان، وكنا حريصين على تقديمها إلى الغرب وتعريف الناس هنا في المملكة المتحدة بهذه اللغة والثقافة الموسيقية التي نكن لها كل الحب” تضيف لورا.
ربما ثمة علاقة بين “أرابيسك” الألبوم الموسيقي الثاني للثنائي وحفل التتويج. فعندما حضر الملك تشارلز حفلاً موسيقياً للشقيقتين للمرة وأعجب بموهبتهما، قامتا بعزف مقطوعة من هذا الألبوم. “لقد شاهد الملك أداءً لنا من قبل وذلك في العام الماضي في سبتمبر خلال مناسبة بسيطة وحميمة للغاية في كنيسة صغيرة احتفالاً بعيد ميلاد قناة كلاسيك أف أم الثلاثين. حيث قمنا بعزف مقطوعتين واحدة من” أرابيسك “وأخرى من ألبومنا الأول”. وبعد لقاء الملك تشارلز الذي كان لايزال أميراً آنذاك وراء الكواليس ومصافحته، كان آخر ما توقعته الأختان هو تلقي رسالة بريد إلكتروني من القصر الملكي بعد عام تقريبًا تطلب منهما العزف في حفل التتويج الذي أقيم في وقت سابق من هذا الشهر في اسكتلندا. تتذكر لورا قائلة بحماس: “جاء في البريد الإلكتروني أن جلالة الملك يطلب منا القيام بأداء موسيقي ويريد سماع نفس المقطوعة التي عزفناها في سبتمبر، وهي أغنية ميلودي من اسكتلندا”. وتضيف: “لم نتمكن من تصديق أن مثل هذه المناسبة البسيطة في كنيسة صغيرة في سبتمبر قد تركت أثرها الكبير لدى جلالته لدرجة أنه أراد أن نكون جزءًا من يومه الخاص”.
تم التتويج في الخامس من يوليو في كاتدرائية القديس جايلز في إدنبرة وقد كان يومًا سيبقى خالداً إلى الأبد في ذاكرة الأختين أيوب. “لقد وصلنا قبل التتويج بيومين، وكان علينا التدرب كل يوم. لقد كانت عملية كبيرة مع طاقم ضخم والعديد من الموظفين ،” تخبرنا سارة. وفي نفس الحدث تحقق حلم آخر للأختين كما تقول لنا لورا باعتزاز: “لقد قمنا بالتدرب مع الأوركسترا الاسكتلندية التي ترعرعنا ونحن نستمع إليها ونشاهد حفلاتهم الموسيقية وكانت هذه هي المرة الأولى التي قدمنا فيها أداءً معهم”. متألقتين في فستانين جميلين من تصميم المصممة البريطانية جيني باكهام وبعد يوم طويل من التحضير تمكنت الأختان أخيرًا من اعتلاء خشبة المسرح. تصف لنا سارة الأمر متأثرةً: “لقد كان رائعًا! كان الجو احتفالياً ومفعماً بالدعم والإيجابية للغاية” وتتابع: “شعرت بهدوء عجيب يعتريني لحظة حملت فيها آلتي في يدي. لقد بعث ذلك فيّ شعوراً بالطمأنينة والسلام. وعلى الرغم من أن أغنية” ميلودي من اسكتلندا “هي مقطوعة نشأنا ونحن نستمع إليها ونعزفها ، إلا أنني استمتعت على نحو لا يصدق بعزف المقطوعة التي نحبها في تلك الغرفة مجموعة من الموسيقيين الموهوبين وبحضور الملك تشارلز “. وتقول لورا: “لقد كانت الأجواء تحمل على التأمل وتعكس هدوءً مميزاً لقد شعرت وكأنني أقدم واجباً فقد كان الأمر مختلفًا عن مجرد حفل موسيقي عادي. شعرت بالراحة الكبيرة بينما كنت أعزف. لم أشهد أي شيء من هذا القبيل من قبل”.
تحرص الشقيقتان اللتان فازتا بجائزة المرأة العربية لعام 2019 عن إنجازاتهن في التبادل الثقافي عام 2019 ، على تقديم الموسيقى العربية في الغرب والتأثير بشكل إيجابي في جمهورهما، عن ذلك تشرح سارة بقولها: “دائماً ما نتلقى المديح والاستحسان عندما نقدم موسيقانا إلى جماهير أجنبية. نرى كم أنهم يحبونها حيث لا مفر من الرقص والتمايل على أنغامها. كما يجدها بعض الناس أيضًا مصدراً للحنين ، خاصة أولئك الذين سافروا أو عاشوا في الشرق الأوسط ، لذلك كانت ردة الفعل دائمًا إيجابية ” تختتم لورا بقولها: “لقد انهينا للتو جولتنا في المملكة المتحدة وأيرلندا بحضور جمهور متنوعً بالفعل لكنهم جميعًا استمتعوا بالتجربة. أعتقد أن هذه كانت اللحظة التي أدركنا فيها أن للموسيقى صداها في كل قلب نابض وأذن صاغية وأننا نكون صلة مع الإيقاعات دون الحاجة إلى معرفة معناها أو مصدرها لأن للموسيقى وحدها القدرة على التأثير فينا “.