منذ قامت منظمة الصحة العالمية بنشر التحذيرات الصحية ضد فيروس كوفيد 19 وإعلانه جائحة عالمية في مارس الماضي وبدأ العالم يتحرك بطريقة مختلفة. ومنذ تلك اللحظة، يحاول العلماء تطوير تقنية تقلل من الوقت الذي يتطلبه تشخيص الحالات المصابة، حيث أن فترة التشخيص التي تستغرقها الفحوصات حالياً تتجاوز بضع ساعات مما يؤثر بشكل سلبي على صحة الأفراد.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه العلماء في كل أنحاء العالم للوصول إلى أسرع التقنيات وأدقها لفحص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا التاجي قامت الإمارات بالإعلان عن تقنية حديثة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة في خلال ثوان قليلة أمس، مما يسمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق وربما يعزز أيضاً القدرة على تحديد حاملي المرض قبل أن يصبح معديا ويشكل خطرا أوسع.
ووفقاً لوكالة أنباء الإمارات، قد أعلن مختبر “كوانت ليز” ذراع البحث الطبي في الشركة العالمية IHC ومقرها أبو ظبي، عن تطوير تقنية جديدة تتيح إجراء فحوص جماعية فائقة السرعة في خلال ثوان ما يسمح بتوسيع دائرة الفحوصات على نحو غير مسبوق. ومن المنتظر أن تعزز التقنية الجديدة مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة باعتبارها مركزا دوليا للأبحاث والابتكار والتكنولوجيا.
وقد علق معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع قائلاً: “نتابع باهتمام كافة الابتكارات والتطورات المتعلقة بالتصدي والاكتشاف المبكر والسريع لفيروس كورونا.. نحن منفتحون على جميع الجهود التي من الممكن الاستفادة منها لمنع انتشار الفيروس ويتابع مسؤولو الصحة بشكل متواصل تقدم تجارب كوانت ليز لاختبار هذه المعدات” مضيفاً: “نحن متفائلون بعد اختبار فعالية الجهاز الجديد فهذا ابتكار تكنولوجي فعال يمكنه توفير حماية أفضل لمجتمعنا.. نأمل بأن يساهم هذا التطور في تعزيز الجهود الوطنية المبذولة في هذا الإطار، خصوصا، أن قيادتنا الرشيدة تولي التطور التكنولوجي والمعرفي أهمية كبرى وتحديدا في مجال البحث العلمي المتعلق بالقطاعات الصحية”.
من جانبه، علق الدكتور بروماد كومار، قائد فريق الباحثين في المختبر قائلاً: “التقنية، التي تستخدم المجهر الإلكتروني، ستسمح بإجراء الفحوصات على نطاق جماعي وتتيح صدور النتائج خلال ثوان”. مضيفاً: ” في الواقع، تستطيع تقنية DPI، المبنية على الليزر والمعتمدة على تضمين الطور البصري، التعرف على الفيروس خلال ثوان، إلى جانب كونها سهلة الاستخدام وغير جراحية ومنخفضة الكلفة.. ويعتبر الجهاز مناسبا للاستخدام في المستشفيات والأماكن العامة مثل دور السينما ومراكز التسوق، ومع القليل من التدريب العملي.. نعتقد أنه سيشكل نقلة نوعية كبيرة في معالجة انتشار فيروس كورونا”.
و شرح الدكتور كومار مسار الاختبارات قائلاً: “خلال المرحلة الأولى التي شملت 1000 شخص، أجرينا بعض التعديلات على الاختبارات ومن ثم طبقناها على بقية مراحل الاختبارات، ومرت العملية بعدة مراحل وجرت كلها عبر التنسيق المباشر مع السلطات المسؤولة عن الشؤون الصحية”. كما أشار في نهاية حديثه إلى أن المختبر يأمل في أن يتمكن من إدراج هذا المنتج في السوق في غضون أشهر قليلة.. وأضاف: ” فيما يتعلق بالفحص في مرحلة مبكرة، تستطيع تقنية DPI كشف الفيروس بمجرد إصابة خلايا الدم بالعدوى، وغايتنا الوصول في النهاية إلى الدقة القصوى في النتائج”.
أقرئي أيضاً: الإمارات تعدل مواعيد حظر التجول وتفرض غرامات جديدة على المخالفين