بالنسبة للباحثة والمستشارة الثقافية السعودية غادة المهنا أباالخيل الأرشيفات هي الطريقة الوحيدة للغوص في تاريخ الحضارات والأمم وبالتالي ومدفوعة بشعورها القوي بالانتماء إلى جذورها في شبه الجزيرة العربية وشغفها بالتاريخ والثقافة تخوض تجاربها المميزة مع عالم الأرشيفات الذي تمضي فيه أوقاتها بحثًا عن مصادر ومحفوظات تاريخية لتبني كنزاً بصرياً خاصاً بالمنطقة وتشرع الآن بمشاركته مع العالم من خلال ورشات عمل بداية في برلين. عن ذلك تحدث غادة المهنا أباالخيل ڤوغ العربية.
بعد انتقالها إلى برلين وعملها كباحثة غير مقيمة في مركز الخليج للأبحاث، شعرت غادة المهنا أباالخيل، مثل الآلاف قبلها، بالحنين إلى الوطن للنكهات والمعالم السياحية في وطنها. عن الطفولة والقصص تخبرنا: “منذ أن كنت طفلةً، كنت أنغمس في عالم القصص والحكايات، وأجد نبضاً للحياة وقصة حيّة حتى في الأشياء الجامدة مثل الكرات الزجاجية. وبالتالي تطور حب القصص بشكل طبيعي إلى شغف بالقراءة والكتابة.”
View this post on Instagram
مما لاشك فيه تشعر غادة المهنا أباالخيل بالانبهار والافتتان بالتاريخ الأمر الذي تعبر لنا عنه بقولها: “الماضي هو كنز من الحكايات. فكيف لا أنجذب إلى القصص التي لا تعد ولا تحصى التي خلفتها الأجيال التي سبقتنا؟”
هذا الشغف كان دافعاً لها في اختيار مجال دراستها حيث تقول: “أصبح حبي لتاريخ العالم والمواضيع ذات الصلة بالسياسة هو القوة الدافعة وراء قراري لدراسة القانون. وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها، كان عالماً غنياً بالقصص التي تنتظر أن تروى.”
إلا أن هاجس اكتشاف الهوية السعودية بات أمراً وهاجساً يراود غادة التي تخبرنا: “كانت رحلتي من القانون إلى الإعلام والعلاقات العامة مدفوعة بفضول لا ينضب. وظل السؤال عن ماهية الهوية السعودية يطاردني. ومن خلال البحث في الأرشيف، بدأت في استكشاف التاريخ البصري للمنطقة ومشاركته والتواصل معه.”
لعل عودتها إلى أرشيف الذكريات مدفوعة بحنينها إلى جذورها ووطنها هو ما كان يواسي غربة غادة المهنا أباالخيل ومن هنا جاء مصدر إلهامها واكتشفت أنه ثمة غرض عليها تحقيقه من وراء ذلك الأمر الذي تشرحه قائلةً: “على الرغم من بعدي عن موطني إلا أنني أجد العزاء في صور البصرية التي توثق تاريخنا. أنا فتاة من شبه الجزيرة العربية، وأشعر أن تاريخ شعوبها المتنوعة يتردد صداه في داخلي.”
View this post on Instagram
ومن ثم استعملت الباحثة السعودية غادة المهنا أبا الخيل الذكاء الاصطناعي للانتقال في الزمن ودراسة تاريخ منطقة الخليج العربي وأطلقت مشروع ai.rabian والذي تخبرنا عنه: “لا يقتصر مشروع ai.rabian على ماضينا فحسب؛ بل يتعلق الأمر بمستقبلنا. إنه استكشاف بصري لجذور هويتنا وإلى أين يمكن أن تقودنا.”
تحدثنا غادة عن شغفها بالتاريخ البصري قائلةً: ” إن تاريخنا البصري في شبه الجزيرة العربية هو عبارة عن فسيفساء من الذكريات والحكايات والهويات. ومن خلال تسليط الضوء هذه العناصر المرئية وتقديمها للعيان فإننا نكرم أسلافنا كما نعزز تجربة التعلم الجماعية.”
تستعد الباحثة السعودية غادة المهنا أبا الخيل لتقديم ورشة عمل في معهد برلين للفنون تحت عنوان “شبه الجزيرة العربية: تاريخ من التصوير البصري” والتي تشرح هدفها منها قائلةً: “تراثنا نسيج غني بالقصص والألوان والمشاعر. لقد حان الوقت لنعرضه لما يتمتع به من عمق وأصالة، بعيدًا عن أي صور نمطية أو مفاهيم خاطئة.”
View this post on Instagram
في سعيها المستمر لاستعادة التاريخ البصري تختم غادة بقولها: “بسبب نشأتنا في عصر الصحوة، حُرم الكثير منا من تاريخنا البصري. لكننا نقوم الآن باستعادته والاحتفال بماضينا وتكريمه ونقله إلى الأجيال القادمة.”