تشهد المملكة العربية السعودية ازدهاراً ونمواً ملفتاً لممارسة بعض أنواع الرياضة التي تتسم بالمغامرة والتي وجدت من المملكة حاضنة لها لما تمتلكه من تضاريس متنوعة وملائمة إلى جانب إلى وجود عدد كبير من عشاق المغامرات وعاشقاتها منهن شيرين عبد الرحمن أبو الحسن التي تخبر ڤوغ العربية عن شغفها برياضة المشي لمسافات طويلة المعروفة بالهايكينج وخصوصيتها في المملكة.
شيرين زوجة وأم لخمسة أبناء كانت دائمًا شغوفة بالرياضة ونمط حياة نشط نشأت في أسرة محبة للرياضة وتكشف لنا: ” كنت محظوظة لأنني تمتعت بحرية الانغماس في الأنشطة الرياضية المختلفة بشكل مريح.”
View this post on Instagram
ومع ذلك فإن رحلة شيرين أبو الحسن لجبل كليمنجارو، أعلى قمة في إفريقيا ورابع أعلى قمة من بين سبع قمم عالمية، في 2016 هي التي أحدثت حقًا تحولًا في حياتها تجاه الرياضة حيث تعبر بقولها: “مستوحاة من التحدي والإثارة في التسلق، اتخذت قرارًابالتعمق في هذه الرياضة الجديدة ودفع نفسي لغزو جبال جديدة والوصول إلى قمم عالمية مختلفة.”
“كشخص يحب اختبار نفسه والتحدي معها، قمت في العديد من رحلات الهايكنج مع كل جبل يتم احتلاله وفتح كل درب، أصبحت أكثر حزمًا في سعيي وراء المغامرة واكتشاف الذات. أصبح المشي لمسافات طويلة أكثر من مجرد هواية؛ لقد أصبح أسلوب حياة.” تشرح شيرين بكل حماس وتضيف: ” كانت رحلتي في الهايكنج تجربة تحويلية وتمكينية. بإصرار، تعاملت مع التحديات الجسدية والعقلية التي يمثلها الهايكنج.”
ساهم جمال الطبيعة وعزلة البرية والمجتمع الداعم في نمو شيرين أبو الحسن كفرد بينما تستمر في الشروع في مسارات جديدة وتعلق شيرين على هذا قائلة: “أفعل ذلك بحزم ، مع العلم أن كل خطوة أقوم بها تقربني من فهم أعمق لنفسي والعالم من حولي. وبعد تسلق تجارب عديدة في الخارج وتسلق عدد من القمم العالمية.”
في عام 2017 ، بادرت شيرين بتشكيل أول فريق نسائي للهايكنج في المملكة العربية السعودية “بهدف تشجيع النساء والمقيمات في البلاد على تجربة جديدة والاستمتاع في جمال الطبيعة والمشاركة في رياضة تغذي الجسم والعقل.” على حد قولها. و بمرور الوقت، توسع الفريق ليشمل الرجال والعائلات ، مما خلق بيئة دافئة وشاملة .
View this post on Instagram
كان استكشاف المناظر الطبيعية الخلابة للمملكة العربية السعودية بمثابة رحلة اكتشاف للفريق. من الصحاري الشاسعة إلى الوديان العميقة ومن الهضاب إلى الجبال الشاهقة قام الفريق باكتشاف الجواهر الخفية في أماكن غير متوقعة كما تخبرنا شيرين وتعلق قائلة: “غالبًا ما تتطلب هذه المواقع المذهلة رحلات خاصة وتخطيطًا دقيقًا، وهو المكان الذي تلعب فيه الخبرة كوني مرشد مرخص للهايكنج.” من الجدير بالذكر أن شيرين هي من أوائل السيدات السعوديات اللواتي يخضن تجربة اختبار التحمل الذي فرضه الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج والحصول على بعض الشهادات في الاسعافات الاولية الخلوية وشهادة لا تترك أثرا والتخييم ومواجهة المخاطر التي قد يتعرض لها أي مشارك وبتوجيهات للفريق يضمن الفريق أن تتجاوز مغامراتهم التجارب السياحية النموذجية. إنهم يلتزمون بإرشادات مهمة للمشي لمسافات طويلة، وأن يكونوا على قدر عالي من اللياقة. وتسر لنا شيرين: “إن اكتشافاتنا الجميلة و دعمي وتشجيعي للفريق كانت سبب للدعم ودفع بعض أفراد الفريق لرفع لياقتهم من خلال ممارسة رياضات مختلفة وايضا اشجع الفريق على تطبيق الإرشادات المهمة مثل عدم ترك أي أثر واتباع إرشادات القائد والوعي بالمخاطر المحتملة. حتى أدق التفاصيل ، مثل الملابس والمعدات المناسبة ، تؤخذ في الاعتبار.”
وتعبر عن دهشتها بثراء التضاريس وروعتها في المملكة قائلة: “كنت مذهولة بالجمال الذي واجهته في رحلات التنزه في المملكة العربية السعودية ولم اكن اتوقع ان اشاهد الاختلافات المدهشة في التضاريس .فمن هضبة نجد وجبال طويق إلى أعلى قمة في الجزيرة العربية في جبالالسودة ومن جبال تهامة في عسير ، ومن وادي اجل في الريث وجبال فيفا وجبال القهر في جازان ، الوديان والمرتفعات بالمدينة المنورة ، العلا الساحرة ، طبيعة حائل الآسرة ، والعجائب التاريخية الممتدة من العلا الى تبوك في الشمال – لكل مكان فريد من نوعه سحر وجاذبية لا يمكن وصفه إلا بالوصول له.”
وتختتم شيرين قائلة: “رياضة الهايكنج والتسلق ، بالنسبة لي، ليس مجرد نشاط بدني ولكنه مسعى لتغذية الروح ،التخلص من توتر وضغوط الحياة بأسلوب جميل وممتع و يمكن للجميع أن يجدوا مكانهم في هذه الرياضة حسب لياقتهم واهتمامهم.”