عالية هي واحدة من أنجح الفنانين في بلدها، ويأتي ذلك بعد إنتاجها لمئات الأعمال الفنية الآسرة والمعروضة على المستوى الدولي في أكثر من عشرين فعالية، بالإضافة إلى إقامة أكثر من عشرة معارض فردية، من ضمنها واحدٌ في معهد العالم العربي في باريس، فرنسا. ومن خلال رحلتها الفنية التي امتدت لعقود من الزمن، وسمعتها في إنشاء أعمال فنية كبيرة واستخدام مواد متنوعة مثل الأقمشة الكمبودية والمركبات والأثاث كلوحة فنية، اشتهرت أعمالها بارتباطها بالثقافة والمجتمع العُماني، وتصوير النساء العُمانيات على وجه الخصوص واللواتي يشكلن أغلب مواضيعها الفنية، وعن الفن قالت عالية: «بالنسبة لي، لطالما نظرت للفنّ كأداة للحفاظ على هويتي، والتعبير عن أفكاري، والاحتفاء بثقافة وطبيعة بلدي عُمان».
واستذكرت عالية بداياتها قائلة: «ولدتُ في مطرح والتي تعدّ مركزًا للتجارة البحرية في عُمان وتتسم بإرث غني. وتركت هذه المدينة أثرًا عميقًا على حياتي، والذي انتقل بدوره إلى أعمالي الفنية. كما تلهمني ألوان عُمان باستمرار والمتمثلة بفساتين نسائها التقليدية، لذا أصرّ دائمًا على إدخال عناصر من التراث العُماني في أعمالي الفنية».
علاوة على ذلك، من يشاهد أعمال عالية الفنية سيلاحظ بأن عددًا منها يتناول الصوفية التي لطالما كانت معجبة بفلسفتها. لذا نرى لوحاتها تصوّر دراويشًا وهم يدورون حول أنفسهم بقبعاتهم المخروطية الطويلة.
ومثل العديد من الفنانين الآخرين، تأثرت عالية بجائحة كوفيد-١٩، وانعكس ذلك على آخر سلسلة لها بعنوان «وجوه وأقدار» والتي قامت بإنهائها في ربيع عام ٢٠٢٢ لاستكشاف موضوع أكثر عمومًا، ألا وهو: وجه الإنسان. واستحضرت عالية ذلك بقولها: «استلهمت هذه السلسلة من الفترة ما بعد كوفيد عندما عاد الناس للتواصل مع الآخرين بحرية أكبر، وكشفوا عن ابتساماتهم النابعة من القلب، عدا عن مخاوفهم ومشاعرهم الأخرى» في إشارة إلى التوجه العالمي نحو إزالة القيود المتعلقة بارتداء الكمامات في العديد من دول العالم، بما فيها عُمان، وأضافت: «العديد من العلاقات الإنسانية مثل الصداقة والحُب غالبًا ما تؤخذ في ظاهرها، فتعابير وجهنا، مهما كانت طفيفة، تعبّر عن مبادئنا وشخصياتنا. وبطريقة أو بأخرى، يؤثر مظهرنا على الطريقة التي نصوّر بها أنفسنا، وفي هذه السلسلة، أصوّر كيف تتواصل الشخصيات مع محيطها ووجهات نظرها للعالم».
على الرغم من كونها أعمال تجريدية، تقول عالية بأن هذه السلسلة تستمد إلهامها من مجتمعها: «أعتقد بأن كل خلية وعضلة في جسمنا تكشف عن مشاعرنا، ووجوهنا تعكس هذه المشاعر والعواطف بوضوح شديد. فمن خلال نظرة سريعة لعيني شخص ما، تستطيع معرفة درجة ارتياحهم بسهولة تامة. كما تصرخ حواجبنا ووجنتينا وشفاهنا وأعيننا وحتى جبيننا بكل ما بداخلنا، ومن هنا يأتي افتتاني بمعجزة تكوين الوجه البشري. آمل أن تساعد هذه الوجوه الناس على استكشاف أنفسهم على نحوٍ أفضل وأن يتكوّن لديهم مفهوم أدق وأكثر شمولًا لمشاعرهم».
سيتم الكشف عن هذه السلسلة المكونة من ١٠ أعمال فنية للمرة الأولى على الإطلاق في الثاني عشر من يونيو في فعالية حصرية بالتعاون مع متحف الفن الخليجي، وهو أول متحف رقمي متخصص بالفن والتصوير من دول الخليج العربي، وذلك في رواق عالية في الرسيل، مسقط. وسيحتفي حفل الإطلاق، والذي سيحضره مسؤولون وأعضاء من مجتمع السلطنة الفني، برقمنة المئات من أعمال عالية الفنية وبتوفيرها لمحبي الفنّ حول العالم عبر رواق فني رقمي دائم في المتحف الافتراضي، وبذلك ستكون أول فنانة عُمانية تقوم برقمنة منتوج مسيرتها الفنية مع متحف الفن الخليجي. وسيكون الرواق الفني الرقمي الدائم متوفرًا لجميع الزوار حول العالم لاستكشاف أعمالها والتعرف على الأعمال الفنية من المنطقة.
كما عبرت عالية عن سعادتها بكونها أول من يتخذ هذه الخطوة، إذ أضافت: «رقمنة الفن ليس مفهومًا جديدًا على المنطقة، ولكن الجديد هو أن عالية يكون لديك مساحة دائمة ومخصصة على الإنترنت لفنان مشهور حيث يستطيع الناس مشاهدة أعماله الفنية وجمعها بحريّة، وأعتقد أنه يمكنني ذكر العديد من الأسباب لأهمية الرقمنة. ومع ذلك، فإن إحدى أهم المزايا ليست فقط عرض فنك على الملايين وحسب، بل يمتد وصول منصات الوسائط الرقمية إلى العالم بأسره، ويوفر للمنسقين والمتاحف الفنية فرصة لاكتشاف المواهب من جميع أنحاء العالم».
سيشكل الرواق الرقمي أيضًا قصة افتراضية حول تطور علاقة عالية مع أعمالها الفنية، وسيشهد الزوار تغير الأنماط والعواطف والرسائل في أعمالها الفنية عبر السنوات.
سيكون رواق عالية الفارسي الرقمي في متحف الفن الخليجي متوفرًا عالميًا في الثاني عشر من يونيو ٢٠٢٢ على الرابط التالي: www.khaleejiartmuseum.com
اقرئي أيضاً: جيسيكا ألبا تشارك متابعيها طريقتها السحرية في دمج منتجات البشرة في خطوة واحدة