الميزو سوبرانو المصرية فرح الديباني تأخذنا حصرياً وراء كواليس حفلها الأول من نوعه ضمن مهرجانات بيت الدين العريقة
عادت أمسيات مهرجانات بيت الدين في لبنان بعد توقف دام أعوام متألقة كالعادة في عظمة المكان وروعة العروض ولكن ما ميز الموسم الأربعين منها أنه افتتح مع الميزو سوبرانو المصرية فرح الديباني يرافقها المايسترو لبنان البعلبكي وفرقة موسيقية تزيد عن الخمسة وعشرين عازفاً. حدث هو الأول من نوعه بالنسبة لفرح التي تعد المصرية الأولى التي تقدم أداءً في هذا المهرجان العريق والتي أخذت ڤوغ العربية وراء كواليس يوم لن ينسى.
افتتحت فرح الديباني الأمسية برائعة Intermezzo from Cavalleria Rusticana لبياترو ماسكانيي لتؤدي بعدها باقة من روائع الاوبرا متألقة على خشبة مسرح قصر بيت الدين. تخبرنا فرح عن شعورها معبرة بحماس: “حفلة بيت الدين كانت من أقوى الحفلات التي قمت بها في حياتي بسبب رهبة المكان ونوعية الجمهور التي اختلفت عن حضور كلاسيكي لذا فقد شعرت بدرجة لا توصف من الراحة والعفوية لدرجة أنني قد نسيت نفسي وأطلقت العنان لها في أداء تلقائي واندمجت بشكل لم يسبق لي تجربته من قبل مع الحضور وتفاجأت كيف تمكنت من الانغماس بهذا العمق.”
View this post on Instagram
احتشد الآلاف في الباحة الداخلية للقصر والتي أضفت بنوافيرها وقناطرها سحراً وحميمية أكثر لمثل هذا النوع الكلاسيكي الغنائي من الحفلات وعن هذا تعلق فرح: “اختلفت حفلة بيت الدين هذا العام عن سابقاتها بأنها قد أقيمت في الردهة الداخلية التي توسطها نافورة على نحو ظهرت فيه جمالية الفن المعماري للقصر بشكل خيالي. لقد شعرت أنني سافرت في الزمن إلى الوراء وعشت في ذلك العصر والحقبة التاريخية لقصر بيت الدين بمجرد كوني في ذلك المكان وقد عزز هذا الشعور إطلالتي من توقيع طوني ورد والتي جاء تصميمها وكأنه من العصر السابع عشر أو الثامن عشر مناسباً تماماً لأجواء الحفل.”
إلى جانب مقطوعات الأوبرا والمقاطع الكلاسيكية الشهيرة التي تبرع فرح الديباني في أدائها قامت بغناء أربع أغنيات لفيروز وهي «لبيروت»التي أهدتها إلى الجمهور وسبق لها أن غنتها في مهرجان «بيروت ترنم»، وكذلك غنت لفيروز قصيدة جبران خليل جبران «أعطني الناي وغني»، و«بحبك يا لبنان» حيث قامت بأداء هذه الأغاني على طريقتها الأمر الذي عبرت عنه فرح لنا قائلة: “أملى علي الحفل أن أتجرأ وأقدم أغانٍ لم يسبق لي أداؤها من قبل بعضها للسيدة فيروز والتي لم أغنيها من قبل مثل “بحبك يا لبنان” ومما جعل الأمر أكثر تحدياً بالنسبة لي هو أنني سأقوم بذلك أمام جمهور لبناني في مهرجان عريق كبيت الدين مما أشعرني بالمسؤلية وكنت قلقة بشأن هذه التجربة التي تكللت في النهاية بالنجاح وتفاعل معها الجمهور بشكل مذهل.”
بالنسبة لفرح لم تكن أمسية لا تنسى فحسب بل تجربة فريدة مع جمهور تفاعل معها حيث تذكر لنا: “إنها المرة الأولى في حياتي أقوم بإعادة غناء بعض الأغاني لمرتين بناء على طلب الجمهور وتحت اصراره على الرغم من أن برنامج الحفل كان طويلاً ..إنه أمر جديد كلياً بالنسبة لي وقد عنى لي الكثير.”