هل فكرت يومًا أن التعاطف والاهتمام وإبداء التفاهم قد يكون هو أساس كل العلاقات الناجحة؟ لماذا؟ لأن البشر في حاجة دائمة إلى الشعور بأنهم يقعون في دائرة اهتمام من حولهم، وبأن لدى المحيطين بهم القدرة على فهمهم واستيعاب خلفياتهم المتنوعة والمختلفة، ولديهم كذلك الاستعداد للتواصل معهم بالرغم من عناصر الاختلاف والتباين. لا تخطيء العين وجود تفاهم بين شركاء الحياة وهناك العديد من الأمثلة الناجحة ولكننا اخترنا النجمة منى ذكي والنجم أحمد حلمي لأن صورتهما معاً لصالح غلاف فوغ العربية لعدد شهر مارس عام 2018 تعكس هذا التفاهم والتناغم بحيث يبدو جلياً بينهما.
القدرة على فهم الآخرين ليست سمة فطرية لدينا، ولكنها نتاج لعملية مستمرة يكرّس فيها الفرد نفسه للاستماع لشركاء الحياة والطريق والنجاح والكفاح، ويتعلّم فيها تفسير لغة أجسادهم والمفردات اللغوية التي يستخدمونها، بل ويتمكّن من خلالها فهم ما يمرون به أو يعانونه. عندما يكون التعاطف في القلب، يتمكن أطراف العلاقة من التواصل بشكل أفضل، مما يحفّزهم على تجاوز الأزمات والأوقات العصيبة دون الحاجة للجوء إلى الدفاع عن النفس. ولكن، الوصول إلى هذا الشكل في العلاقات يحتاج إلى مجهود مستمر ورغبة أكيدة في الوصول وبالتالي لجأنا إلى المدونة والكاتبة ميمي نيكلاين التي شاركتنا ثلاث خطوات يمكن من خلالها أن نتعلم كيف نمارس التعاطف في علاقاتنا بشكل عميق..
0
تقول ميمي في بداية حديثها: “كم مرة اكتشفت أنك كنت تسمع إلى شخص دون التركيز بالفعل فيما كان يقوله، أي كنت تسمع دون استماع حقيقي؟” وعلى الرغم من أن ذلك التصرف يبدو بديهياً إلا أنه يعد الأساس في بناء تواصل حقيقي مع الأشخاص المحيطين بنا هو الحرص على الاستماع إلى ما يقوله الشخص الآخر والشعور به وليس سماعه فقط.
الخطوة الثانية في هذه الممارسة أساسها الفضول والتساؤل كما أكدت ميمي.. يمكننا فهم بعضنا البعض بشكل أعمق عندما نتبنى استراتيجية توجيه الأسئلة المناسبة. لذا عندما تدخلي في مناقشة مهمة مع شريكك، عليك التركيز على توجيه الأسئلة التي يمكنك من خلالها فهم إجاباته بشكل أفضل وفهم دوافعه ووجهة نظره حتى تستطيعي إيجاد الحل المناسب للمشكلة.
الخطوة الثالثة هي ملاحظة لغة الجسد.. فعلى سبيل المثال إذا قام من تحادثه بعقد ذراعيه، أو مال بجسده إلى الخلف، وتسارعت أنفاسه– فهذا يعني أنه متوتر وغير مرتاح وبالتالي عليك مراجعة نبرة صوتك وطريقة حديثك حتى تشعري أن من أمامك مرتاح أثناء حديثه معك.
أقرئي أيضاً: لماذا نشعر بالقلق عند العودة للحياة الطبيعية بعد انتهاء فترة التباعد الاجتماعي؟