لبنى نعمان تحدثنا عن تجربتها وطموحاتها بعد فوز كليب أغنيتها في مهرجان جوائز نيويورك السينمائية
تواصل المواهب العربية في حصد النجاحات وتحقيق الإنجازات في المحافل العالمية على العديد من الأصعدة مثبتةً قدراتها على المنافسة على أعلى المستويات وترك بصماتها المميزة. ومن ضمن هذه الإنجازات تتويج الفنانة التونسية لبنى نعمان ليس بجائزة فحسب بل بجائزتين في مهرجان جوائز نيويورك السينمائية New York Cinematography Awards عن فيديو كليب أغنيتها “توبة”. تحدث لبنى نعمان ڤوغ العربية عن هذه التجربة وعن طموحاتها المستقبلية.
تخبرنا لبنى أن الترشيح جاء بمحض الصدفة عندما التقت بأحد الأصدقاء الذي أعرب عن إعجابه بفيديو كليب أغنيتها: “أخبرني صديق لي أن هذا فيلم قصير بحد ذاته وليس مجرد فيديو كليب وأنه يجب أن يشارك في مهرجانات عالمية وتتطوع لمساعدتي في عملية الترشيح.” وبالفعل حصد الفيديو كليب الجوائز التي توقعها الجمع وأدخل الفرحة والفخر إلى قلب لبنى التي تعبر لنا عنها بقولها: “الجائزة عموماً هي نوع من الانتصار لنفسك …هي الهديّة بعد الجهد والتعب خاصة حين تكون عمليّة الإبداع صعبة ومحفوفة بالمخاطر و الرهانات …” وتتابع: “عندما تلقيت الخبر لم تسعني الفرحة وفاضت عيوني بالدموع حينها مرّ شريط أحداث أغنية توبة من تبنّيها كلحن و كلمة إلى وصولها لمرحلة العمل الموسيقي السينمائي …أحسست بفخر كبير تقاسمته مع كل من عمل على هذا المشروع الجريء …إنه شعور الفرح و الفخر والامتنان.”
View this post on Instagram
بالنسبة للبنى تعتبر الجوائز تكريماً لمسيرة الفنان ومكافأة على جهوده وتعبه وتقول عن العمل: “في هذا العمل اجتمعت الاختصاصات الفنّية التي عملت فيها و دافعت عنها طوال مسيرتي وهي المسرح و الموسيقى و الغناء و السينما …فأنا ممثلة مسرحية و سينمائية و في نفس الوقت مغنّية وقد حاولت في هذا العمل أن أحكي حكاية و أطرح قضيّة إنسانية مستعينة بالفنون التي أنتمي إليها مهنياً و فنياً حتى الممثلين الكبار الذين كان لي شرف حضورهم في العمل هم ممثلون مسرحيون أساساً وقد اتفق أهل الذكر والاختصاص على فكرة الممثلة التي تغني خاصة في هذا العمل وهي فكرة آمنت بها و دافعت عنها فأنا معظم الوقت ممثلة تغني و في احيان اخرى مغنية تمثّل …” وتضيف: “حصل على هذه الجوائز أيضا مخرج العمل امين لخنش الذي طالما آمنت بتفرّد موهبته فقد عملت معه في فيلم True store الحاصل على جائزة التانيت الذهبي خلال أيام قرطاج السينمائية.”
مما لاشك فيه تشعر لبنة النعمان بالفخر لكونها عربية تمكنت من حصد مثل هذه الجوائز فتقول: “كفنّانة عربية أنا فخورة جداً بهذه الجوائز لأنها تكرّس فكرة أن الفن يتجاوز حدود اللغة ويخاطب الإحساس أولا كما أنني فخورة بالفريق الفني و التقني التونسي الذي عمل على مشروع توبة و نافس في مهرجان عالمي و في بلد السينما عن جدارة.” وتثني لبنى على المستوى الذي وصل إليه العمل الفني السينمائي في بلدها قائلة: “هذا يؤكّد مستوى العمل السينمائي الذي نقوم به والذي أثبت نفسه في الكثير من المهرجانات العالمية.. أيضا بالنسبة للموسيقى فمن الجميل والمبهر أن تصل أغنية بلهجة تونسية و روح موسيقية تونسية إلى العالم و المهرجانات هي شبابيك مفتوحة للتواصل بين رواد الفن في كل أصقاع العالم وأن يصل صوتي إلى العالم هو حلم اعمل عليه بكل جهد و حب و هو يتجاوز مفهوم الشهرة الهش إلى فكرة الوصول إلى قلوب الناس وأرواحهم.. و هنا تكمن قيمة الفن بالنسبة لي.. التأثير في الإنسان مهما كان لونه وعرقه و فكره ووجوده.”
في جعبة لبنى الكثير من الأحلام والطموحات التي تنتظر التحقيق خلال مسيرتها حيث تخبرنا: “كثيرا مااتخيّل أن مستقبلي الفني سيكون حافلاً بالكثير من اللّقاءات مع فنانين أعرفهم ولا أعرفهم …أطمح بمشاركة الكثير من الفنانين رؤاهم الفنّية والبحث في أنماط الموسيقى في العالم و النهل من جمالياتها المكثّفة و احلم بتوسّع مسيرتي المسرحية و السينمائية.” ومن أعز المشاريع المستقبلية التي تطمح بها هي: ” عمل يخاطب الأطفال لأنني احبهم جدّا و أرى أن العمل من أجلهم مهم جدا خاصة في عصر الروبوتات.”
وتؤكد لبنى النعمان مجدداً على فخرها بتمثيل العالم العربي عالمياً فتقول: “أنا فخورة بأنني تونسية و عربية كذلك، لكوننا نمتلك بالإضافة إلى التراث الثقافي الغني والمتنوع. لدينا العديد من الفنانين الموهوبين الذين يحققون نجاحات في الموسيقى البديلة. كفنانة اختارت هذا النوع الموسيقي، و لكون عملي ينقل منظور فريد متجذر من التراث التونسي، تتناول الموسيقى التي أقدمها مواضيع إنسانية عالمية، مما يجعلها مفهومة من قبل جمهور أوسع لا يعترف بالحدود الجغرافية.” وتضيف: “لقد قدمت أكثر من 40 حفلاً وعرضا في تونس أو في الخارج، وأنا سعيدة لتمكني من إيصال موسيقاي إلى جميع أنحاء العالم حيث أغني عن حلمي و تشبثي الدائم ببلد حر، وإنسانية متسامحة، وحب صادق، وحياة يكون فيها الأفراد مستقلين و أحرار، يجب نشر حب الذات والوعي بها، هذه مبادئ عالمية تجعل من المواهب العربية و مختلف الفنون في أنحاء العالم تلتقي دائما عند كل ما هو إنساني.”
يذكر أن لبنى النعمان كانت قد حصدت على جوائز عدّة منها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان الإسكندرية لأفلام البحر الأبيض المتوسّط عن فيلم “باستاردو” للمخرج التونسي نجيب بلقاضي وجائزة التانيت البرونزي ضمن مهرجان أيام قرطاج الموسيقية عام 2015 وجائزة TV5 MONDE للمواهب الشابة ضمن مهرجان أيام قرطاج الموسيقية عام 2019
إقرئي أيضاً: المخرجة اللبنانية الفرنسية أودري ديوان تترأس لجنة تحكيم إحدى جوائز مهرجان كان السينمائي