الموسيقية السودانية هبة الجزولي تخبرنا عن تجربتها العصيبة بعد اندلاع الحرب في بلدها السودان وكيف تلهمها الموسيقى لنشر الأمل
بين أم درمان في السودان والعاصمة المصرية القاهرة ترعرعت هبة الجزولي في منزل فني حيث بدأت كتابة الأغاني منذ أن كانت في الرابعة عشر من عمرها واعتمدت على نفسها في تعلم الموسيقى واللعب على لوحة المفاتيح لتشق طريقها في عالم الفن والغناء. تحدث الشابة السودانية ڤوغ العربية عن عشقها للموسيقى ومسيرتها الفنية وكيف تبعث الأمل من خلال ألحانها وصوتها بينما تمر بلدها السودان في وقت عصيب.
“الفن هو الحياة بالنسبة لنا. لقد كنت أغني مع أمي طالما لم تخونني الذاكرة ومنذ أن كنت في التاسعة من عمري أدركت أن الموسيقى هو شيء أريد أن أفعله لبقية حياتي.” تخبرنا هبة الجزولي وتروي لنا كيف بدأت مسيرتها الفنية قائلة: “شاركت في ورش عمل خاصة بالموسيقى والفن بالتعاون مع موسيقيين آخرين من الشباب السوداني. وفي عام 2016 ، شاركت في تأسيس فرقة “Salute yal Bannoot”، وهي فرقة نسائية لها دورها في كتابة الأغاني التي تتحدث عن حقوق المرأة، وفي عام 2018، أنشأت أنا وأختي مي الجزولي وسالي الجزولي منصة “الأخوات الجزولي” “Elgizouli Sisters” وحصل المشروع الأول الذي عملنا عليه نحن الثلاثة “Rival music video” على جائزة في مهرجانات الأفلام والموسيقى والفيديو الدولية.”
وعن كونها مغنية وموسيقية من السودان وما يميز هذا تقول هبة: ” كوني موسيقية من السودان وتعيش في هذا البلد فإنني محظوظة لكمية الإلهام التي لا حدود لها، فالسودان بلد غني تتنوع فيه الموسيقى على نحو كبير، فلكل منطقة صوتها وإيقاعاتها وإحساسها وقصتها.” وتضيف: “أنا متحمسة للإيقاعات السودانية، فهي جوهر ألحاني وكلمات أغنياتي.”
وإلى أي مدى حققت أحلامها تقول هبة الجزولي: ” من الأحلام التي حققتها إنشاء مشروع مع أخواتي حيث أصبحنا أحرارًا ونستمتع بالفن بالإضافة إلى العمل مع موسيقيين ومنتجين رائعين من السودان وخارجه،” وتضيف قائلة: ” لكن أكبر حلم تحقق حتى الآن هو الألبوم الأول ، والذي هو في مراحله الأخيرة ، حيث حصلت على تمويل من Afac في عام 2020 مما مكنني من بعث الحياة في ألحاني ومؤلفاتي التي كتبتها بين عامي 2015 و 2020 مع فنانين رائعين!”
وتصف هبة الجزولي الوضع في بلدها السودان وكيف يؤثر على حياتها كموهبة شابة: ” اندلعت حرب بين قوات الدعم السريع والجيش في 15 أبريل أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص وجرح الآلاف، لاتزال والدتي وجدتي وإخوتي الأكبر سناً في السودان، كذلك الأمر بالنسبة لأصدقائي ومنزلي.” وتتحسر بقولها:” أقل ما يمكن قوله أنه أمر مفجع لدرجة أنني أتساءل ما إذا كنت سأكتب أغاني في يوم ما لا تدور حول هذه المحنة والكفاح والألم.”
View this post on Instagram
وعن شعورها حيال هذه الوضع تشرح هبة: “ما زلت في طور إدراك واستيعاب ما يحدث لمنزلي وعائلتي وشعبي، وأفكر في العائلات التي عانت من الحرب في دارفور وفي جنوب السودان قبل سنوات، هذا ما يدفعني للتفكير في طرق لنشر الأمل أيضاً.”
تعكس الموسيقى التي تؤلفها هبه كل هذه المشاعر حيث تقول: ” أقوم بتأليف ألحان وأكتب كلمات لأعبر عن نفسي. وخلال إقامتي الموسيقية حالياُ مع onebeat11 تمكنت من تأليف أغنية بالتعاون مع المنتج النيجيري الرائع Dunnie عن بلادي والتي عبرت كلماتها وألحانها عما أعانيه لما يحل فيها.”
بالنسبة لهبة الجزولي تساهم الموسيقى في نشر الوعي في مثل هذه الأوقات العصيبة حيث تقول: ” الموسيقى هي شكل من أشكال الفن القوية للغاية. كانت الموسيقى التي تم إطلاقها للشعب السوداني خلال ثورة 2019 مثالاً رائعًا على دور الموسيقى في نشر الوعي كتوحيد الناس نحو هدف مشترك. أنني أثني على الموسيقيين الذين يؤلفون الموسيقى حاليًا للتعبير عن مشاعرهم ونشر الوعي حول العالم حول هذا الوضع المأساوي للغاية الذي يحدث في السودان.”
وفي النهاية فإن كل ما تطمح إليه وترغب في تحقيقه هبة من خلال الموسيقى التي تقدمها هو على حد قولها: “نشر الفرح والإلهام”