توجّهت الأنظار مساء يوم الأحد إلى محافظة العلا في شمال غرب المملكة العربيّة السعوديّة، حيث أعلن محافظ الهيئة الملكيّة لمحافظة العلا وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، رؤية العلا، بحضور سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكيّة لمحافظة العلا، ويأتي هذا الخبر بعد أن استضافت المنطقة أوّل مهرجان شتوي من نوعه بإقامة فعاليات متنوّعة، أبرزها الحفلات الغنائية لمغنّيين عرب وعالميين. نجيب هنا عن أسئلة متكررة عن هذه الرؤية وأهدافها.
ما هي أهداف رؤية العلا؟
تهدف رؤية العلا لأن تصبح تلك المنطقة واجهة سياحيّة، وتتمحور حول حماية المجتمع المحلّي في المنطقة، والأصول الثقافيّة والتاريخيّة والمناظر الطبيعيّة التي تتميّز بها. وبهذه الرؤية تطمح المملكة لاستقبال 2 مليون زائز في العلا، وخلق 38 ألف وظيفة جديدة بحلول عام 2035،إضافة لذلك يتوقع أن تساهم العلا بـ 120 مليار ريال سعودي إلى الناتج المحلي الإجمالي، وتحقق 28 هدفاً من أهداف رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد السعودي بغية تنويع موارد المملكة العربيّة السعوديّة بعيداً عن النفط.
ما هي مشاريعها؟
تقوم هذه الرؤية على تطوير محافظة العلا بخمسة مشاريع أساسيّة، تنوّعت بين المشاريع الثقافيّة والبيئية والاقتصاديّة. نستعرضها هنا:
1- منتجع شرعان: العمارة القديمة داخل الصخور هي ما اشتهرت به منطقة العلا تحديداً، وهذا ما سيقوم عليه منتجع شرعان، إذ أختير المعماري الفرنسي جان نوفيل لتصميمه بإلهام من تاريخ العلا العريق. ليكون هذا المنتجع شاهداً على الفن المعماري الأثري الموجود في المنطقة.
2- محميّة شرعان الطبيعيّة: تنشأ هذه المحميّة في الوادي الذي يحمل الاسم نفسه، على مساحة تبلغ 925 كيلومتر مربع. وقد اختاره الأمير محمد بن سلمان بنفسه، وزاره شخصياً قبل توجّهه إلى مسرح مرايا نهار يوم الأحد، ليطلق فيه عشرين غزالاً وعشرة وعول ومثلها من طيور النعام أحمر الرقبة.
3- الصندوق العالمي لحماية النمر العربي: يخصص له مبلغ 25 مليون ريال لحمايته وإعادة توطينه وإطلاقه في محميّة شرعان.
4- مجتمع نابض بالحياة: ويقوم هذا المشروع على تطوير مجموعة من المبادرات المصممة لتعزيز تعزيز مهارات أهل العلا التي أُطلق عليهم لقب “حُماة العلا”، ويشمل ذلك برنامج ابتعاث يساعد شباب المنطقة على مهاراتهم الرياديّة، واكتساب مهانات جديدة تعينهم للحفاظ على تراثهم.
ما هو العمل القائم في العلا حالياً؟
طرحنا هذا السؤال على كيت هال تيبينع، رئيسة قسم التراث والطبيعة والفنون والحضارة في الهيئة الملكيّة لمحافظة العلا، فأجابت “نعمل حالياً على اكتشاف الآثار التاريخيّة في المنطقة، ونطمح لفتحها للسياح مع المحافظة أثناء ذلك على الإرث الحضاري والتاريخي في العلا، فمن يزورها في المستقبل يجب أن يستمتع بها كما تشاهدونها الآن”. وتضيف بيكا فوت رئيسة علم الآثار في المنطقة “ما لفتني هو أن الآثار هنا لا تزال على حالها منذ سنين وكأن الزمن توقّف عندها، نقوم حالياً برحلات الاستكشاف والبحث في هذه الآثار، حتى نوثّق ما نجده ونطلقه للناس في المستقبل”.
ما هي التوقعات للعلا في المستقبل القريب؟
تقول كيت “نطمح في الوقت الحالي لاستكشاف المنطقة على الوجه الأمثل، ونرسم خطة للسياحة حتى يستمتع الزوار في المستقبل بهذه الآثار، كما نعمل على رعاية الحياة البرية. هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن نقوم بها في السنتين المقبلتين من أهمها توثيق الإرث الثقافي والحضاري والتاريخي للمنطقة”.
ما هو دور “حماة العلا”؟
تجيبنا أنيتا منديراتا، التي تعمل كمستشارة لدى الهيئة الملكيّة لمحافظة العلا، في مجال تطوير السياحة على هذا السؤال “أعتقد أن دور سكّان العلا محوري في هذه المرحلة، يجب أن يكونوا فخورين في بلدهم، نحن هنا لمساعدتهم على اكتشاف هذه الأرض والمحافظة عليها ورعايتها”. وتضيف “بدأنا في العام الماضي بالعمل مع الآهالي هنا، ليعرفوا قيمة وتأثير ازدهار هذه المنطقة العائد عليهم، بما في ذلك ازدهار الاقتصاد وزيادة الوظائف، بهذه الطريقة نبني أسساً باقية للسياحة في المنطقة، وليس باستثمار الأموال فيها وحسب. إذ نعمل على بناء مجتمع سياحي قبل أن نقوم ببناء المنطقة السياحيّة”.