أيام معدودات ويَهلّ علينا شهر رمضان، بموائد الإفطار وأمسيات السحور العامرة بالطيبات التي تجمع الأهل والأصدقاء لتغمر الجميع بالأجواء الروحانية الصافية والمظاهر الاحتفالية البهيجة التي تميز هذا الشهر الكريم. ولتجعلي من أمسيات الشهر الفضيل ذكريات لا تُنسى، عليكِ العناية بأمور جوهرية لدى دعوتك الضيوف إلى موائد الطعام، كالديكور والإضاءة، إلى جانب أطباقك الشهية بالطبع. ولمساعدتكِ في بث أجواء مريحة ومحببة خلال الشهر الكريم، التقت ڤوغ العربية بمؤسِّسَتى علامة إكرو، نور الصباح ونور قاوقچي، خلال طرح مجموعتهما لربيع 2017 التي يعرضانها مؤقتاً في بيت السدو بالكويت، حيث تقدمان لكِ نصائحهما الثمينة في الترفيه والاحتفاء بالضيوف. والمصمِّمَتان معروفتان بإطلاق تشكيلات عصرية من الإكسسوارات المنزلية وأدوات تزيين المائدة، والشراشف والمفارش المطبوعة بزخارف هلالية جميلة. وهما معاً بمثابة مرجعين مهمين في الذوق الرفيع، ويستهويهما إقامة مآدب ممتعة. وهنا، قررتا الكشف عن أسرارهما في فنون الضيافة التي من شأنها مساعدتك في التحضير لمآدبك الاحتفالية في الإفطار والسحور على السواء.
الأناقة في البساطة
تقول قاوقچي: “في عشاء أعددتُه مؤخراً في جايبور بالهند، زَينت مائدة طويلة بكثير من الفوانيس النحاسية، وأَحطتُها بأكاليل من الزهور الهندية”. ومن المعروف أن الزهور، مثل الفاوانيا وغيرها من الزهور العطرية، تضيف إلى أجواء المنزل دفقات من الألوان الزاهية واللمسات الطبيعية. وتضيف: “ليس من الضروري جمع أكوام من الإكسسوارات لإضفاء طابع مميز. ولكن يمكن تغيير أي مساحة بالالتزام بموضوع معين وتكرار وضع لمسات تتعلق به”.
اِمْلَئِي منزلكِ بأضواء الشموع
تؤكد المصممتان أن الشموع ضرورية لأنها تُسهم في ضبط المزاج. وفي هذا الصدد، تقول قاوقچي: “نقدم شمعدانات في جميع مجموعات إكرو. ومن المهم أن تكون مختلفة الأطوال، لأن ذلك يثير شعوراً عميقاً ويضفي مظهراً جميلاً”. أما الصباح فتقول: “لدينا تصاميم طويلة من النحاس، وأخرى قصيرة من الزجاج، وثالثة تُعلق على الجدران”. ثم أشارت إلى ثلاث حاملات للشموع بظلال مغربية تتدلى من السقف قائلةً: “منظرها وهي معلّقة على مائدة العشاء غاية في الروعة، وذلك لأنها لا تحجب أنظار الضيوف، كما أن تهيئة الإضاءة المناسبة أمر مهم. لا أحد يريد الجلوس في ظلام دامس، لأن الظلام يجعلك لا تستطيع أن ترى الضيوف أو الطعام. ولأننا نعشق الطعام، فمنظر المائدة ليس كل ما في الأمر، من المهم أيضاً أن يكون تناول الطعام ميسراً”.
فن تعطير المنزل
تقول الصباح: “تنشط جميع حواسك على مائدة الطعام. ونعشق أنا ونور كل ما هو طبيعي. ونحب استخدام الليمون والياسمين لأنهما يجمعان بيننا”. تقول قاوقچي إن الياسمين هو عطرها المميز الذي تشتهر به منذ سنوات، بينما يجعل الصباحَ تستعيد ذكريات طفولتها. وفي ذلك تقول الصباح: “في طفولتي، كانت حديقتنا زاخرة بشجيرات الياسمين”. وتضيف: “وكنا نعقد أزهار الياسمين في خيوط ونثبتها على فتحات مكيف الهواء بالسيارة لنتمتع بنفحات الياسمين العطرية المنعشة”. ولتدليل ضيوفكِ وغمر مشاعرهم بتجربة بسيطة توقظ جميع حواسهم، تقترح قاوقچي إعداد العطور في المكان وفقاً لمحتويات قائمة الطعام. وتوضح قائلةً: “نحب أن نملأ أطباقاً بأعشاب طازجة مما يتضمنه الطعام. على سبيل المثال، إكليل الجبل والزعتر رائحتهما خفيفة ولكنهما يثيران حاسة الشم لديك”.
التلاعب بأشكال الصواني
قدمت المصمِّمَتان، اللتان اشتهرتا بتصميمهما لصوانٍ كالمرايا وأخرى بأشكال النجوم من الرخام الكريمي، صوانٍ جديدة مصنوعة من الراتنج والخشب ومزينة باللآلئ في مجموعة ربيع 2017. تقول قاوقچي: “هي صوانٍ خفيفة الوزن، ويمكن تكديس كل ما يلزم عليها”. ومع ذلك، تعد طاولة التقديم الخشبية التي لا يتعدى طولها متراً واحداً أكثر ما يلفت الانتباه في أي عشاء. وعن هذه الطاولة، تقول الصباح: “أردنا أن تكون بأبعاد إلى حد ما غريبة لم يألفها الناس”. وتضيف: “يمكن أن ترى هذه الطاولات في المخابز، ولكن ليس في البيوت، ولا أعتقد أن هناك أجمل من نثر كمية من الخضراوات، والأجبان، والأعشاب، والتوابل، والفواكه على الطاولة. وهي بذلك دليل على الحفاوة، كما أنها مريحة للأعين. وهي بمثابة دعوة للدخول، واستعمال الأيدي، وقضاء أوقات ممتعة”.
حذاؤكِ لا يهم
تقول الصباح: “أتذكر، عندما كنت طفلة، قول صديقة أمي الحميمة لي، ’عندما تذهبين إلى حفل عشاء، فلا تقلقي بشأن حذائك، أهم شئ ما يحيط بوجهك‘”. وتوضح قائلةً: “يجب أن يكون اهتمامك، في اختيارك لملابسك، منصبّاً على منطقة الكتفين إلى ما فوقها”. لذا، فقد صممتا، بالإضافة إلى مجموعاتهما من المفارش والإكسسوارات المنزلية، خطاً من أزياء الكيمونو القطنية الناعمة، والقفاطين سهلة الارتداء، وقطع منفردة خفيفة. وتقول الصباح: “تتسم مجموعتنا الجديدة بترصيعات من الخرز المعدني تغطي بالكامل خط العنق. فمن الرائع حقاً أن تتلألأ أضواء الشموع على هذه الزينات وينعكس بريقها ليضيء وجهكِ”.