يعرف العالمُ أجمع فرنسا دولةً تحكمها الديمقراطية وتتباهى بفنانيها المرموقين، كما تشتهر بالتمسُّك بقيمها الوطنية القائمة على “الحرية، والمساواة، والأخوة”. ورغم أنها تعتبر على نطاق واسع دولةً مسيحية، إلا أنها اليوم تحتضن على أرضها أناساً ينتمون إلى مختلف العقائد الدينية. وبداية من عام 1905، طبّقت فرنسا القانون العلماني الذي يفصل الكنيسة عن الدولة.
🔴 [RT]Au nom de nos principes républicains et laïcs, j’ai demandé à @MarieGuiteDufay de faire enlever le voile islamique d’une accompagnatrice scolaire présente dans l’hémicycle. Après l’assassinat de nos 4 policiers, nous ne pouvons pas tolérer cette provocation communautariste pic.twitter.com/3WzqDEC3nn
— Julien ODOUL (@JulienOdoul) October 11, 2019
ويوم 11 أكتوبر بمدينة ديجون، طلب جوليان أودول، السياسيُ الفرنسي المنتخب ورئيس الجناح اليميني، “فريق التجمّع الوطني” لدى اللجنة الإقليمية لمنطقة بورغون فرانش كومتيه، من ماري غيت دوفاي رئيسة المجلس أن تطلب من سيدة كانت تجلس داخل القاعة أن تنزع حجابها.
اقرؤوا أيضاً: تعرّفوا إلى أعلام صناعة الأزياء المحتشمة على صفحات ڤوغ العربيّة
“ألتمس من سيادتكم، باسم مبادئنا العلمانية، أن تطلبوا من السيدة المرافقة التي دخلت القاعة أن تخلع حجابها الإسلامي. نحن الآن داخل مبنى عمومي، وبصدد مظهر ديمقراطي. يمكنها ارتداؤه في بيتها أو في الشارع، ولكن ليس هنا، وليس اليوم. لذا رجاءً، وباسم مبادئنا الجمهورية، وأيضاً باسم النساء حول العالم ممن يناضلن للخروج من دائرة الديكتاتورية الإسلامية، أطلب منكِ أن تطلبي منها نزع حجابها. (…) هذا هو قانون الجمهورية. دون أدنى تكلّف”.
وسريعاً، انتشرت صور السيدة المحجّبة أثناء محاولتها تهدئة ابنها الباكي انتشاراً واسعاً، وأفضت تلك التصرفات إلى إثارة جدل ساخن في أوروبا، حيث ظهر أودول على قناة أوروبا 1 التلفزيونية مؤكداً أنه ليس نادماً. وأعلنت دوفاي رئيسةُ المجلس، يوم 13 أكتوبر، أن تلك اللغة حرّضت على الكراهية، وأنها على إثر ذلك قررت إبلاغ النائب العام. كما صرحت بأنها ستلتقي على انفراد تلك الأم المغربية -التي ترغب أن تظل هويتها غير معلومة- وأنها ستسدي كل الدعم للكبار والأطفال الذين حضروا تلك الجلسة خلال رحلة مدرسية.
هذا وقد أدان الوزيران جان ميشيل بلانكير وسيبيث ندياي هذه الواقعة، حيث صرحت المتحدثةُ باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي لقناة فرنسا 3 التلفزيونية قائلة: “مَن هو كي يشين امرأة ترافق أطفالها خلال رحلة مدرسية”. بينما قال نيكولا باي، الذي ينتمي إلى نفس حزب أودول وتم انتخابه نائباً لفرنسا في البرلمان الأوروبي، إن تصرفات أودول أذى وعدوان لا مبرر لهما.
اقرؤوا أيضاً: في مستهلّ جولتها الرسمية إلى باكستان.. كيت ميدلتون تقتبس إطلالتها من الأميرة ديانا