تؤمن الأميرةُ منى الحسين، الراعيةُ الملكية لمهرجان عمّان الأوبرالي ، بالسوبرانو زينة برهوم، مؤسِّسَة المهرجان، وتثق بقدراتها. وعنها تقول الأميرة: “لقد أسهمتْ في وضع الأردن على الخريطة. وسررتُ بالاستماع إلى زينة أثناء حضوري عدة حفلات، كما أستمتعُ بصوتها كثيراً حينما أستمعُ إليها على أقراص السي دي. أعتبرُها سفيرةً عظيمةً للأردن في عالم الموسيقى”. يذكر أن برهوم سوبرانو بارعة بدأت مسيرتها الغنائية في سن الثانية عشرة، وستصطحبنا برهوم هذا الشهر خلال الدورة الثالثة من هذا المهرجان الأوبرالي، الأول من نوعه على مستوى العالم العربي. وعلى غرار أوبرا “لاتراڤياتا” (التي صمم أزياءها المصمم الأردني ليث معلوف) في الدورة الأولى من المهرجان، وأوبرا “لا بوهيم” في الدورة الثانية منه، ستكون أوبرا “حلاق إشبيلية” العرضَ الرئيسي لهذا العام. ويشارك في هذا الإنتاج الضخم أكثر من 100 شخص من الأردن وإيطاليا ، وبالتحديد من دار أوبرا بولونيا. وفي هذا العرض الأوبرالي، ستؤدي السوبرانو برهوم دورَ روزينا، دور البطولة في أوبرا “حلاق إشبيلية”، إلى جانب يوما شيميزو في دور فيغارو. وسيصاحب العرضَ أوركسترا أوبرا بولونيا، كما سيضم عازفين من المعهد الوطني للموسيقى في الأردن، إلى جانب أوركسترا ريميني الأوبرالية. “تقوم رؤية المهرجان على تضييق الفجوة بين الثقافات، وجمع الناس من شتى أنحاء العالم ليلتقوا معاً، وإنتاج الموسيقى، وأن نكون على خشبة المسرح معاً”، هكذا صرحت برهوم عن هذا العرض الذي يشكّل معلماً مهماً في رحلة المهرجان. وعن أدوارها الرئيسية المختلفة، تقول: “إنها تشكل تحديّاً وتحتاج لمجهود مضنٍ أيضاً”، وتردف ضاحكةً: “فهل من أحد يغني بدلاً مني؟ فأنا أقوم بأكثر من وظيفة؛ وعملي كمديرة ومصممة يشغل بؤرة اهتمامي، ولكني أيضاً أحب الغناء. وأحاول جاهدةً أن أوازن بين كل هذه الأدوار فيما أتعلمُ كيف أقول لا، وأتقبل حقيقة كوني لا أستطيع إنجاز كل شيء بنفسي”. ولكنها رغم ذلك لم تتوقف عن هذا النهج؛ فقد قدمت برهوم ورش عمل لمحو الأمية الثقافية وتقدير الموسيقى، مع تركيزها بشكل خاص على الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية للأطفال. ويهدف برنامجها التعليمي إلى تقديم مِنَح دراسية للمشاركين. وعن مبادرتها التالية، تسعى برهوم إلى تقديم أوبرا باللغة العربية، مؤكدةً ذلك بقولها: “هناك مواهب فذة كثيرة – وإمكانات هائلة لإطلاق أوبرا باللغة العربية”.
اقرؤوا أيضاً: جولة داخل حفل باليه أوبرا باريس برفقة مديرة الرقص أوريلي دوبون وعلامة شانيل
وتشيد السوبرانو زينة بدور والدتها التي لم تتوقف أبداً عن تشجيعها لها. وعنها تقول: “لم تمنعني أبداً من الإقدام على عمل شيء بحجة أني مشغولة في الأساس بعمل شيء آخر. فإذا أردتُ اقتحام عالم المجوهرات، كانت تقول لي فلتفعلي، فيما كان آخرون يحذرونني من الإقدام على شيء لأني بذلك أثقلُ كاهلي بالكثير. أجدُ نفسي بينما أتحدث معها. وهي تؤكد لي أني أسير على الطريق الصحيح”. ومن هنا، أدركت برهوم أهمية رفع معنويات الآخرين، وترجمت ذلك في تصرفاتها. تقول: “بالتنسيق مع مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، سيشارك اثنان من اللاجئين ممن يمتهنون الخياطة في العمل الى جانب مصممة الأزياء الإيطالية المسؤولة عن ضبط مقاسات أزياء هذه الأوبرا في عمّان”. كما ستقدم دعوات للاجئين والأيتام لحضور عرض الأوبرا، وذلك بالتنسيق مع كلٍ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبرنامج الغذاء العالمي، وقرى الأطفال العالمية ’إس أُو إس‘. وقد نُصِّبَت السوبرانو برهوم مؤخراً سفيرةً للمشروع العالمي “أوبرا من أجل السلام”. وبسؤالها عن الدور الذي لم تؤده بعد، تقول إنه دور ليونورا في أوبرا “إل تروڤاتوري”، موضحةً: “لا أستطيع غناءه الآن، فلم أصل للسن المناسبة بعد. وينبغي قبلها أن أنضج صوتياً. ويجدر بأي مغنية شابة ألّا تطمح لأداء دور أكبر من عمرها وصوتها. فلتمضي في سبيل تطوركِ المهني ببطء. وما يميز الأوبرا أن لكل دور وقته المناسب”.
يقدم عرض أوبرا “حلاق أشبيلية” يومي 17 و19 أكتوبر في قصر الثقافة بالعاصمة الأردنية عمّان.
نشر للمرة الأولى على صفحات عدد أكتوبر 2019 من ڤوغ العربية.
اقرؤوا أيضاً: عبر متجرها الجديد بدبي أوبرا.. ڤان كليف آند أربلز تحتفي بعلاقتها المميّزة بعالم الرقص