حضر الفنان المجهول الهوية بانكسي الأسبوع الماضي المعرض الدولي للسياحة الذي تقيمه لندن سنوياً، حيث عرض نموذجاً فنياً لجدار الفصل العنصري –المقام على مسافة تمتد 400 ميل على طول الضفة الغربية– في الجناح السياحي لفلسطين مما جذب إليه حشداً كبيراً من الحاضرين. ورغم أن الجناح الفلسطيني كان أحد أصغر الأجنحة بمركز إكسيل في لندن، إلا أن مئات الأشخاص اصطفوا أمامه لإلقاء نظرة على هذا العمل الفني الذي صور اثنين من “الملائكة” يقفان وجهاً لوجه.
وكان فنان الشارع المجهول قد كتب على صفحته على انستقرام: “سأفتتح أول جناح لي على الإطلاق بأحد المعارض التجارية الأسبوع المقبل. وقد رسمتُ نموذجاً لجدار الفصل للترويج لفندق ذا وولد أوف، والذي، للمفارقة، اشتكى جيرانه من طول ارتفاع مبناه”. وواصل بإصرار دعوة متابعيه، الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين متابع، على التظاهر بأنهم من وكلاء السفر ليتمكنوا من حضور هذا الحدث مجاناً. وعلاوة على ذلك، وزع الفنان، المقيم في بريستول، ملصقات خاصة على عدد محدود من الزوار على أساس أسبقية الحضور حملت كلمتيّ “حرروا فلسطين”. وكتب الفنان تعليقاً جاء فيه: “يُرجى العلم بأنه ليس لدينا سوى 1000 ملصق فقط سنوزعها في المعرض السياحي يومياً”، وأضاف أنه أتاح تحميلها من موقعه الرسمي للذين لم يحالفهم الحظ بالحصول على أحدها.
وليست تلك المرة الأولى التي يستخدم فيها فنان الشارع الشهير فنه لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية. وفي الواقع، صنع هذا الفنان نموذجاً لجدار الفصل العنصري بهدف الدعاية لفندق ذا وولد أوف، وهو مكان للإقامة يحتوي على تسع غرف ويقع بالضفة الغربية، ويروج لنشاطه بوصفه يطل على “أسوأ منظر في العالم” (كل غرفة به تطل على جدار الفصل العنصري). وإلى جانب نشاطه كمكان للإقامة، يحتوي الفندق على صالة للفنون، ومكتبة، ومتجر لفن الغرافيتي، ومتحف يزخر باللافتات الاحتجاجية. ومع غرفه التي تتراوح أسعار الإقامة بها من 60 دولاراً أمريكياً للغرفة التي تحتوي على سرير بطابقين إلى 450 دولاراً أمريكياً للجناح الرئاسي، نجح الفندق، الذي يخلط نشاطه بالسياسة، في تنشيط السياحة في فلسطين.
ويشتهر فنان الشارع المجهول بانكسي بأعماله الجريئة التي يقدمها علناً للجمهور – ففي الماضي تمكن بطريقة ما من وضع عدد من قطعه الفنية بأحد المتاحف لعدة أيام دون أن يلاحظ أحد، كما استطاع التسلل ووضع دمية هوائية في هيئة أحد معتقلي خليج غوانتانامو بمتنزه ديزني لاند، وباع لوحة تحطمت ذاتياً عقب بيعها بمبلغ 1.4 مليون دولار أمريكي في مزاد أقيم الشهر الماضي.
والآن اقرؤوا: هكذا يحتفل متحف اللوفر أبوظبي بالذكرى السنوية الأولى على افتتاحه
