دخلت إثيوبيا التاريخ من أوسع أبوابه يوم الخميس الماضي بعد أن انتخب برلمانها امرأة لتولي منصب رئيسة البلاد في سابقة هي الأولى من نوعها، لتكون بذلك المرأة الوحيدة حالياً التي تشغل منصباً رئاسياً في كامل أفريقيا، وهذه المرأة هي ساهلي-ورك زويدي، وهي دبلوماسية محنكة ومسؤولة سابقة في الأمم المتحدة. وفي خطابٍ لها بعد أن أدت اليمين الدستورية، تعهدت الرئيسة ساهلي-ورك، التي تبلغ 68 عاماً من العمر، بالعمل على تحقيق “مجتمع يرفض اضطهاد النساء” والنضال لتحقيق السلام والوحدة. ولمن يعتقدون أنها تبالغ بالحديث عن النساء، فقد قالت الرئيسة الجديدة لثاني أكبر بلدٍ أفريقي من ناحية الكثافة السكانية إنها لا تزال في بداية الطريق فحسب.
وقد أُشير عقب انتخاب برلمان إثيوبيا لساهلي-ورك إلى أن “الرئيس” منصب فخري في جمهورية إثيوبيا، حيث يتولى زمام السلطة التنفيذية رئيس الوزراء (آبي أحمد). ومنذ توليه هذا المنصب في أبريل الماضي، قام آبي البالغ من العمر 42 عاماً بإجراء تغييرات تقدمية في البلاد تضمنت إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والسماح بعودة المنشقين المنفيين، كما أجرى مفاوضات سلامٍ مع أريتريا التي تناصب العداء لإثيوبيا منذ أمدٍ بعيدٍ، وفقاً لما نشرته صحيفة واشنطن بوست. كما دعا رئيس الوزراء الإثيوبي إلى ترقية المزيد من النساء ما أدى إلى نوعٍ من ثورة وردية: فبعد إجراء تعديلٍ وزاريٍّ جديد، أصبحت النساء تشغل الآن نصف عدد المناصب.
In a patriarchal society such as ours, the appointment of a female head of state not only sets the standard for the future but also normalises women as decision-makers in public life. #Ethiopia (2) pic.twitter.com/3Z8UNd15E0
— Fitsum Arega (@fitsumaregaa) October 25, 2018
وقد عبَّر فيتسوم أريغا، مدير مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي (والمتحدث فعلياً باسمه)، عن سعادته بتعيين ساهلي-ورك في تغريدةٍ له على تويتر جاء فيها: “في مجتمع ذكوري كمجتمعنا، تعيين امرأة في منصب الرئاسة لا يضع معايير [جديدة] للمستقبل فحسب، بل يجعل من مشاركة النساء في عملية صنع القرار في الحياة العامة أمراً طبيعياً”. وهنا نأمل أن تحذو الولايات المتحدة حذو إثيوبيا يوماً ما.
والآن اقرئي: الناشطةُ العراقية ضد العنف الجنسي نادية مراد تفوز بجائزة نوبل للسلام
نُشِر للمرة الأولى على Vogue.com