تابعوا ڤوغ العربية

كارلا سوتزاني: نتعرّف على هاوية جمع صور الأزياء

aus_carla-sozzani-and-azzedine-alaia-sylvie-delpech_vga_20161111

كارلا سوتزاني وعز الدين علية. © سيلفي دلبيش

إيمانويل كوتشا هو فيلسوف في الفن والصور وجزء من دائرة المثقفين والفنانين والمفكرين الفاعلين المقربة من مصمم الأزياء المعروف عز الدين علية. أجرى إيمانويل كوتشا لصالح مجلة ﭭوغ العربية مقابلة مع المرأة الاستثنائية محررة الموضة السابقة وهاوية جمع صور الأزياء وملهمة الذوق العالمي كارلا سوتزاني. تتضمن مجموعة كارلا سوتزاني صور أزياء تم التقاطها بعدسة مصورين من أمثال سارة مون وﭙاولو روﭭيرسي وهيلموت نيوتن وإيرﭭينغ ﭙِن وسيسيل بيتون ولويز داهل-وولف إضافة إلى بروس ويبر وغيرهم. هذا وتُعرض اليوم 213 صورة التقطت بعدسة 75 مصور من مجموعة كارلا سوتزاني الشخصية في غاليري عز الدين علية في باريس.

“لعالم الموضة والأزياء تاريخ كأي شيء آخر في هذا الوجود. حيث يُخلّد اسم البعض في ذلك التاريخ بينما يتلاشى آخرون ويُنسون. وكارلا سوتزاني من الأشخاص الذين سيذكرهم التاريخ دائماً بلا شك.” (عز الدين علية، معرض بين الفن والأزياء، صور من مجموعة كارلا سوتزاني).

aus_15-carla-chez-azzedina-alaia-2014-dominique-isserman_vga_20161111-762x1024

كارلا سوتزاني في عرض عز الدين علية، باريس 2014/ دومينيك إيسرمان © دومينيك إيسرمان

تعتبر كارلا سوتزاني شخصية ثقافية بارزة في القرن العشرين، حيث صاغت منذ عام 1968 أشكالاً ولغة خاصة ولم تتوقف أبداً عن إحداث التغييرات الجذرية في عالم الأزياء والثقافة. أدارت كارلا سوتزاني قبل إطلاق مجلة إيل Elle الإيطالية عام 1987 (رئيسة التحرير المؤسسة لها) ثلاث مجلات أسطورية لم تُغير اللغة البصرية والتصويرية لصحافة الموضة والأزياء (التي عرّفتها ناقدة الأزياء كاثي هورين بأنها: “فرصة جمالية في نشر المجلات التي كانت نادرة في جمالها وتأثيرها”) إلى الأبد وحسب، بل طريقة التواصل مع الموضة والأزياء. فلم تكن المجلة لأول مرة عبارة عن دليل تُعرض فيه الملابس بل أصبحت نافذة للتأمل من الناحية الجمالية والثقافية في أكبر معانيها، وخريطة بصرية للجمال يمكن رؤية الأشياء من خلالها. حيث توقفت الأزياء عن كونها مجرد قطع ملابس نرتديها وأصبحت جوهر الموضوع بحد ذاتها، قطعاً ترتبط وتتصل بكل ما يحيط بنا.

أسست كارلا سوتزاني عام 1991 بوتيك كورسو كومو 10 وهو أول متجر متعدد العلامات يجمع بين معرض ومطعم وبوتيك ومكتبة وفندق ضمن مساحة فريدة أزالت الحدود بين المتحف والبوتيك بين الحياة اليومية والفن وبين الثقافة والتجارة في العالم. ابتكرت سوتزاني بواسطة خياراتها وذوقها وأفكارها الأسس الرئيسية للغة البصرية والثقافية في عصرنا الحالي. يدعونا المعرض الذي يحتوي على مجموعتها الخاصة من الصور والذي يقام في غاليري عز الدين علية لإعادة النظر والإطلاع على تاريخها ولمساتها الجمالية والفنية.

aus_7-horst-p-horst_hands_vga_20161111-737x1024

يدين، 1941/ هورست پي. هورست © كوندي ناست

إحدى أجمل الأشياء في هذا المعرض المتناسق هو أنه يبرز كل ما قمتِ به من خلال الصور.

جميعنا مولعون بشيء ما، أنت تحب الكتابة مثلاً وأنا أحب أن أتواصل من خلال الصور. فالصور هي الطريقة السريعة الوحيدة لإيصال فكرة معينة. بدأت عام 1968 في مجال الأزياء واستمريت لما يزيد عن 40 عاماً، لقد كنت محظوظة جداً لأن الصور رافقتني على الدوام وبطرق مختلفة. تصوير الأزياء بالنسبة لي هو مسألة حبٍ وشغف.

هذا يعني أنك لم تبدئي جمع الصور حتى وقتٍ لاحقٍ جداً من حياتك المهنية.

لا، لم أفكر أبداً أنني سأبدأ بتشكيل مجموعة خاصة بي. بدأت في فترة السبعينيات بالحصول على الصور ثم نمى عددها وتضاعف عبر السنين. عملت لاحقاً عندما أصبحت في وغ [أنتجت كارلا سوتزاني كافة الإصدارات الخاصة لمجلة وغ الإيطالية] مع كلٍ من بروس ويبر وهيرب ريتس وويليام ويغمان وسارة مون وروبرت ماﭙلثورب وﭙاولو روﭭيرسي وقمنا بتغطية الكثير من المواضيع في ساحة الأزياء من المجوهرات الراقية وملابس الأطفال وفساتين الزفاف والموضة بشكل عام. كانت تجربة ممتعة للغاية. أدركت بسرعة بأن الأزياء وفن التصميم والسينما جميعها أشياء مترابطة وهذا ما كان يثيرني ويبث الحماس بداخلي.

aus_3-beaton-cecil_vga_20161111-783x1024

بولا غيلبراند، Marquise de Casa Maury، 1928/ سيسيل بيتون. © ذا سيسيل بيتون. من أرشيف استوديو سوثبيز

أحدثتِ تغييراً جذرياً في طريقة نشر المقالات عبر مجلة إيل Elle الإيطالية. وغيرتِ الطريقة التي تعرض بها الأزياء في المجلات وابتكرت الأسلوب الفني الذي نراه اليوم.

لم تعد مشاهدة قطعة من الملابس كافية في المجلات، فكل شيء مرتبط ببعضه، وإن أحببت شيئاً ما فإنه ينمو بسرعة كبيرة جداً. كما كان هناك ثغرة أيضاً بالقيام بشيء مفيد كتقديم المعلومات مثلاً لكن بأسلوب جميل في الوقت ذاته.

قررت أن أفعل الشيء الذي أحبه، حيث افتتحت لاحقاً دار نشر صغيرة ثم معرض حيث يتمحور عالمي في الحقيقة حول الصور.

كان لديك رغبة في إنشاء نوعٍ جديد من التواصل؛ تواصل عالمي عبر الصور.

كان تطوراً منطقياً بالنسبة لي، فلطالما كنت متحمسة خلال عملي. عندما تحب شيئاً ما بشكلٍ كبير ستجتاز كافة الحدود بالتأكيد ولن تشعر بالإحباط أو برغبة بالتوقف أبداً حتى تحقق أهدافك.

aus_1-avedon-marilyn-monroe-the-prince-and-the-showgirl-may-6-1957_vga_20161111-809x1024

مارلين مونرو، 1957/بعدسة ريتشارد أﭭيدون. © ذا ريتشارد أﭭيدون

لقد تعرّفت على ثقافة كاملة من خلال الصورة.

من الرائع جداً أن تكون قادراً على استخدام الصورة لإيصال فكرة ما. لكنني لم أرغب بالعودة إلى عالم النشر بعد افتتاح بوتيك كورسو كومو 10 بالرغم من العروض الكثيرة التي جاءتني، فقد انتهى هذا الفصل من حياتي بالنسبة لي. لذا أخذت كل خبرتي التي اكتسبتها من تلك السنوات وأخذت كل شيء أحببته من صفحات المجلات وجعلت منها أسلوب حياة حقيقية.

لم يكن هناك إنترنت في ذلك الوقت ولم تكن هناك مدونات ولا حتى محرك بحث غوغل وقدرات الحواسيب كانت محدودة. لم تكن طرق التواصل الحالية موجودة حينها. ومع ذلك أصبح متجر [كورسو كومو 10] وجهة رئيسية ومكان للاجتماعات. أقمنا فيه الكثير من المعارض وأتى الجميع لحضورها من الآباء والأمهات والأطفال والعشاق والمسنين والشباب.

أحدث بوتيك كورسو كومو 10 ثورة في عالم الأزياء والثقافة. لقد ابتكرت فكرة المتجر متعدد العلامات التي لم تكن موجودة في ذلك الوقت. إنه مزيج غريب وحديث لا يُصدق يجمع بين الحياة والثقافة والصور والتجارة وهو مكان لا يمكن فصل شيء فيه عن الآخر وقد تعلّق الجميع به بشكلٍ كبير. وأنشأت ذوقاً عالمياً امتد فيما بعد إلى سيول وشنغهاي وبكين ولاحقاً إلى نيويورك. وتم تقليد هذا النموذج بعدها في كافة أنحاء العالم.

(تبتسم قائلة) استلهموا منه لم يقلدوه.

اكتسبت الحرية من الآخرين ومن ثقافات أخرى، وحتى لو كان لديك ذوق خاص جداً فقد يكون مرتبطاً بإيطاليا بشكل كبير.

بالتأكيد. أعتقد بأنني أدرك الأشياء الجميلة كوني نضجتُ وأنا مُحاطة بالحضارة ولدي رغبة في مشاركة ذلك.

aus_8-horvat-frank_vga_20161111-693x1024

كوكو شانيل تشاهد تصاميمها على مجموعة عارضاتها، 1958/ فرانك هورﭭات © فرانك هورﭭات

العناصر الجمالية لديك قوية وواضحة جداً وهي تشكل أساساً للحديث عن الأزياء والثقافة. من المُلفت أن نرى هيمنة صور الأبيض والأسود بشكلٍ كبير على مجموعتك.   

كان التصوير الفوتوغرافي التقليدي بالأبيض والأسود. وأعتقد أيضاً نظراً لدراستي الثقافية الكلاسيكية الإيطالية بأنه لون الفن الأساسي. فما من شيء يمكنه مجاراة الضوء واللون في لوحة كاراﭭاجيو. للتصوير الفوتوغرافي لغته الخاصة وهي لغة وُلدت بالأبيض والأسود وتُعبر عن نفسها بشكل أجمل بالأبيض والأسود.

 لو كان بإمكانك أن تبدئي حياتك المهنية من جديد هل ما زال التصوير الفوتوغرافي يستهويكِ على النحو الذي بدأت به عام 1968 نظراً لثقافة التصوير الفوتوغرافية الحالية؟

نادراً ما نقف أمام صورة فوتوغرافية ونتأملها اليوم. أحب النظر إلى صورة تجعلني أتطلّع لرؤية صورة أخرى. بات المستقبل الآن للصور المتحركة وأعتقد بأن الآخرين مولعون بمشاهدة مقاطع الفيديو أيضاً. أود اليوم البدء بهذا النوع، فهو لغة بصرية أخرى وقد رأيت أيضاً بأنه أسلوب تستخدمه وتستكشفه وغ العربية.

 يستمر معرض بين الفن والأزياء، صور من مجموعة كارلا سوتزاني في غاليري عز الدين علية في باريس حتى الـ26 من فبراير المقبل.

aus_10-moon-sarah_200616p009-avril-pour-alaia-1_0007_vga_20161111

أﭭريل بور علية، 2006/ سارة مون © سارة مون

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع