نشرتُ مؤخرًا في حسابي على “إنستغرام” مقولة حظيت بتفاعل كبير عن موضوع كثيرًا ما فكرت فيه، وهي: “أنت لست متقدمًا في العمر، ولم يفت الأوان بعد“. ولعلها تبدو غير مقبولة من المنظور السياسي، ولكنني بعدما بلغتُ الأربعين من عمري أصبحت أكثر وعيًا بما يعنيه النضج، ولا يعجبني دائمًا ما أقرأه أو أسمعه. والعمل في صناعة الموضة، المتعطشة بطبيعتها للتجديد، يعني أننا جزء من نظام يمتاز فيه العارضون والمصممون وحتى المحررون بمدة صلاحية – مع بعض الاستثناءات النادرة بالطبع. وأنا لا أتحدث عن المظهر الخارجي وحده، بل أيضًا باعتبارنا مواكبين للعصر ونتمتع بالجاذبية. وأؤمن بأنه من واجبنا رعاية الشباب وتشجيعهم، وإفساح المجال أمام الوجوه الجديدة والتعلّم من مهاراتهم المختلفة. ولكننا، في الوقت نفسه، ينبغي ألّا نستبعد أحدًا بناءً على تاريخ ميلاده، وهو ما نُعبِّر عنه بفخر في ڤوغ العربية حيث سعينا، بقدر ما أمكننا، إلى ضم النساء من جميع الأعمار والأحجام والخلفيات. أذكرُ ما قالته شارون ستون لنا ذات يوم في حوار معها: “أشعرُ بأن النساء لا يُنظَر إليهن ما أن يصرن أمهات، وحين نبلغ الخامسة والأربعين من عمرنا يتجاهلنا الناس إذا مروا بجوارنا“. والآن آن الأوان لتغيير ذلك.
فقد بلغت النجمة نجوى كرم أوج عطائها الفني في عمر الـ58، متحديةً أي أعراف عن العمر. ومع أنها بدأت الغناء في سن مبكرة للغاية، يبدو صوتها أحلى وشكلها أجمل من أي وقت مضى، وصارت أجرأ كثيرًا في أزيائها. وقبل نحو عامين، بدأنا نلاحظ تحوّلاً في أسلوب أزياء نجوى كرم، حيث أصبحت المطربة تدريجيًا أكثر جرأةً، وهو ما تجلّى في اختيارها لعلامات مثل “إيريس فان هيربن” و“رامي قاضي“. ويمثّل موضوع غلاف هذا الشهر استمرارًا لهذا التحوّل. تقول “الديڤا” اللبنانية: “عندما أشاهد صوري القديمة وأقارنها بما أنا عليه اليوم، أحب نفسي أكثر الآن“، لتؤكد بذلك ما نعرفه نحن بالفعل بمجرد تصفّح حسابها على “إنستغرام“.
وهذا الشهر، ثمة موضوعان آخران يرتبطان بالموضة أودُّ إلقاء الضوء عليهما، واللذان يوازنان أيضًا بين الحاضر والمستقبل؛ فعقب عرض أزياء مذهل أقيم في السعودية احتفالاً بـ 1001 موسم، نحرص على تكريم إرث إيلي صعب؛ وبمناسبة احتفال علامته بمرور 45 عامًا على تأسيسها، أطلعنا إيلي صعب على عدد من أجمل ذكرياته وأكثرها ارتباطًا بحياته الشخصية.
واستشرافًا للمستقبل، نواصل مهمتنا في دعم المواهب العربية الصاعدة بملف يضم أحدث التصاميم التي ابتكرها مبدعون سعوديون. وأنا أؤيد تمامًا الاستثمار في العلامات الإقليمية والمصممين العرب؛ فمستوى المواهب في المنطقة لا يُضاهى، هذا فضلاً عن ذلك التنوّع المذهل في التصاميم والعلامات – من أزياء السجادة الحمراء إلى الأزياء المحتشمة، ومن الأزياء الجاهزة إلى الملابس المريحة… وربما يكون موسم الأعياد المقبل فرصة رائعة لوضع هذه الفكرة قيد التنفيذ، فنقدم الهدايا ونرتدي أزياء غير اعتيادية.