تابعوا ڤوغ العربية

تعرّفوا إلى رائدة التمكين الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود

تشغل الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود منصب أمين عام مؤسسة الوليد للإنسانيّة، وتحمل في منصبها هذا راية تمكين المرأة ونصرة الشباب داخل المملكة وخارجها

الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود ترتدي عباية من علامة غدفة، بعدسة المصور عبد الله المشرف لصالح عدد شهر يونيو 2019 من ڤوغ العربيّة.

في نهار أحد أيام شهر رمضان المبارك في الرياض، اجتمع فريق إبداعي سعودي بالكامل في فندق فورسيزونز لجلسة تصوير سمو الأميرة لمياء بنت ماجد بن سعود آل سعود، انبهرت الأميرة لأن الفريق بكامله سعودي، من المصوّر إلى منسّقة الأزياء وخبيرتي الشعر والمكياج، وحتى الأزياء التي تألّقت بها سمو الأميرة خلال هذه الجلسة. كان ذلك أوّل محاور حديثها في هذه المقابلة، حيث بادرت بالقول: ”يغمرني الفخر بهذا الفريق حقاً، جميعكم مبدعون ونحن بحاجة لأمثالكم حتى تكونوا قدوة لمن يأتي بعدكم“. كان حضور الأميرة لمياء طاغياً، وبدت قريبة من الجميع، بادلتهم الأحاديث بين لقطة وأخرى في جلسة استمرّت ما يقارب خمس ساعات متواصلة. بدأت الأميرة لمياء بنت ماجد في رواية قصّتها قائلة: ”منذ صغري لم أكن كأي فتاة أخرى، كانت طموحاتي لا تخص الحياة [الواقعيّة]. تخرّجت في قسم التسويق الإعلاني والعلاقات العامة، إذ لم يكن لدينا تخصص إعلام للبنات في ذلك الوقت. درستُ عن بُعد وكنت مجدّة للغاية في دراستي، كنت ألتقي بأساتذة من جامعات مصر وأقمت هناك وقتها، وعندما أردت إكمال دراسة الماجستير اكتشفت حينها أن شهادتي مزيّفة“. كشفت الأميرة لمياء ذلك وهي تضحك، لم يكن ذلك الموقف رادعاً لها، بل عملت على إعادة دراسة البكالوريوس من جديد حتى تنال شهادتها.

أسست الأميرة لمياء مجلّة مدى في 2004. تسرد ذكرياتها عنها قائلة: ”أردت أن أسلط الضوء على السيّدات الملهمات في بلادنا، وعملت على ذلك وقتها، ثمّ وصل صيت المجلّة إلى سمو الأمير الوليد بن طلال فعرض عليّ منصب إدارة مجلّة روتانا“. لم تكن إدارة مجلّة فنّية أسبوعيّة كمجلّة روتانا بالمهمة السهلة ولكنها كانت تحدياً جديداً بالنسبة لسمو الأميرة لمياء التي تفوّقت في إنجازه.

”أهوى التحديات، وأطمح لأن أصنع الفرص للشباب حتى ينجزوا“ 

قرّرت الأميرة أن تعتزل جميع أعمالها بعد الأزمة الاقتصاديّة التي هزّت العالم في العقد الأول من الألفيّة الثالثة، تقول: ”كنت أدير 4 شركات في ذلك الحين وقرّرت أن أغلقها جميعها للتركيز على تربية ابنتي الأولى، في تلك الفترة أنهيت كتابة روايتي الأولى تحت عنوان ”أبناء ودماء“، نُشرت في 2010 وهي رواية دراميّة لا تشبهني إطلاقاً. كنت أتنقّل في تلك الفترة بين القاهرة وبيروت وغيرهما، وبعد عودتي للمملكة دخلت طفلتي الثانية (هلا) إلى حياتي“. قرّرت سمو الأميرة أن تعود للعمل بعد أن أكملت طفلتها الصغرى عامها الثاني، ولجأت إلى داعمها الأول ومعلّمها حيث تقول: ”طلبت من الأمير الوليد بن طلال العمل في مؤسسة الوليد للإنسانيّة آنذاك. وبعد وفاة شقيقي شعرت أنني بحاجة للعطاء، إذ مررت بمرحلة صعبة بعد رحيله. اكتشفت خلالها أن الإنسان يساعد نفسه بتقديم العون للغير، نحن لا نملك النِعم التي أنعم الله بها علينا، بل أعطيت لنا حتى ننقلها للآخرين ونساعد بها من هم بحاجة للمساعدة“.

الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود ترتدي فستاناً من رزان العزوني وعباية من علامة غدفة، بعدسة المصور عبد الله المشرف لصالح عدد شهر يونيو 2019 من ڤوغ العربيّة.

جدّدت الأميرة لمياء مؤسسة الوليد للإنسانيّة بالكامل في 2014، وتمّت ترقيتها في عام 2016 إلى منصب أمين عام المؤسسة. وينصبّ تركيزها في منصبها هذا على تعزيز دور المرأة السعوديّة في مجال العمل. تقول عن ذلك: ”دور المرأة موجود في المملكة منذ تأسيسها، كلّ ما في الأمر أننا لم نكن نتحدّث عنه. كنّا بحاجة لخطوة جريئة كالتي قام بها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وبذلك قطعنا شوطاً كبيراً في الواقع. يتلخّص دورنا كمؤسسة محلّية تعمل على مستوى عالمي في دعم السيّدات بالخبرات العمليّة لسوق العمل، فهناك الكثيرون من خرّيجي الجامعات غير المؤهلين لخوض سوق العمل“.

خلال جلسة التصوير في جناح المملكة في فندق فورسيزونز، لفتت الأميرة لمياء أنظار فريق العمل إلى لمسات الحرفيات اللواتي يعملن تحت إشراف المؤسسة والتي تزيّن ديكور ذلك الجناح الفاخر. فعلت ذلك بفخر، حيث تعمل المؤسسة على توزيع أعمال هؤلاء الحرفيات في عدد من الفنادق الفاخرة بالرياض. وهي في الواقع تفضّل ارتداء الأعمال اليدويّة الحرفيّة في إطلالاتها، على الرغم من أن أسلوبها في الأزياء يتّصف بالبساطة والعمليّة. وبالإضافة إلى ذلك، نوّهت سموّها إلى جهود مؤسسة الوليد للإنسانيّة في مجال تمكين المرأة، وما قامت به بعد إعلان السماح بقيادة المرأة للسيارة داخل المملكة. تقول الأميرة لمياء: ”خلال 48 ساعة قمنا بالتواصل مع شركة كريم، فالأمير الوليد بن طلال شريك فيها. تبرعنا بعدد من السيارات، وقمنا بتدريب السيّدات على القيادة“. ولم تقتصر هذه المبادرة على السيّدات وحسب، بل تبّرعت المؤسسة كذلك بمئتي سيارة معدّلة لذوي الاحتياجات الخاصّة ضمن مبادرة ”مشوارك باليد“، وستكون الخطوة المقبلة تدريب ذوات الاحتياجات الخاصّة على القيادة ضمن هذه المبادرة كذلك.

سمو الأميرة لمياء عند زيارة العائلات المستفيدة من البرنامج الوطني للتحصين الموسّع في لاوس

أقامت مؤسسة الوليد للإنسانيّة مؤتمراً حول دور المرأة في التنمية خلال شهر أبريل الماضي، تصفه سموّ الأميرة بأنه من أهم المشاريع في حياتها، ويعد هذا المؤتمر أوّل جهودها في منصبها كأول سيّدة سعوديّة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة. تقول: ”أطلقنا في هذا المؤتمر مؤشراً لمشاركة المرأة السعودية في التنمية في عدّة مجالات، لا يمكن لأحد أن ينكر دور السيّدات السعوديات بعد الآن، حيث أصبح لدينا إحصائيات حقيقيّة، أكدتها كلّ من الهيئة العامة للإحصاء، والمرصد الوطني للمرأة في جامعة الملك سعود، ومؤسسة الوليد للإنسانيّة بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة. لقد صنعنا التاريخ في هذا المؤتمر، أنا فخورة بذلك. لم نكن لنتمكن من هذا الإنجاز لولا الله ثم تعاون الهيئة العامة للإحصاء وجامعة الملك سعود ، فشكراً لهم“.
انضّمت الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود حديثاً إلى مبادرة ”جيل طليق“ التي أطلقتها اليونيسف لمساعدة أكثر من مليار شاب وشابة على الدراسة والتدريب والعمل بحلول عام 2030. ”هو تحدٍ صعب دون شك، وأنا أهوى التحديات“، تقول الأميرة، وتؤكد: ”هذا المشروع هو هدفي في السنوات المقبلة، أطمح لأن أصنع لهم الفرص حتى ينجزوا“.

”نحن لا نملك النِعم التي أنعم الله بها علينا، بل أعطيت لنا حتى ننقلها للآخرين ونساعد بها من هم بحاجة للمساعدة“

في مطلع عام 2019، أطلقت مؤسسة الوليد للإنسانيّة تجربة اجتماعيّة تحت عنوان ”الكلمة تفرق“ لنشر الوعي عن التنمّر، وهي التجربة الاجتماعيّة الأولى من نوعها في المملكة، تتبّعت قصّة الطالبة بدريّة (ممثّلة) التي تتعرّض للتنمّر في مدرسة بالرياض وتنشر قصّتها على مواقع التواصل الاجتماعي. تقول عنها الأميرة: ”تنتشر ظاهرة التنمّر في العديد من المدارس السعوديّة، اكتشفنا أن الطفل الذي يعاني من التنمّر لا يملك الشجاعة للتبليغ عن الأذى الذي يتعرّض له، فتعاوننا مع مدارس التربية الإسلاميّة في إطلاق تطبيق يربط بين المشرفة الاجتماعيّة والمدرسة والطفل، ونتطلّع لإطلاقه في عدّة مدارس قريباً“.

سمو الأميرة لمياء عند زيارة العائلات المستفيدة من البرنامج الوطني للتحصين الموسّع في لاوس

تدير سمو الأميرة لمياء صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بنفسها، وتعتقد أن ”تلك الصفحات تمثّل أصحابها، وهي بمثابة صلة ووسيلة تفاعل مع الناس، أستخدمها لأكون قريبة منهم، لأن هذا هو المحور الأساسي في عملي“. وبالرغم من ذلك لا تسمح سموّها لابنتيها بالتواجد في هذه المواقع أو أن تحظى أي منهما بهاتف شخصي حتى تكمل 12 عاماً، ”هذا اتفاقنا. أربي ابنتيّ على الصراحة، وعلى أن تكونا صادقتين مع نفسيهما، يجب أن تعرف كلّ منهما ماذا تريد“.

من هي ملهمة الأميرة لمياء؟ تجيبنا قائلة: ”أجد إلهامي في سيرة سمو الأميرة نورة بنت عبد الرحمن آل سعود، الشقيقة الكبرى للمؤسس الملك عبد العزيز، كانت كاتمة سره ومستشارته الأولى، كانت أسطورة، وهي قلب تمكين المرأة في السعوديّة ورمزه الأساسي“. إن كانت الأميرة نورة رمز تمكين المرأة فإن الأميرة لمياء رائدته، وجهودها في هذا المجال هي خير شاهدٍ على ذلك.

هكذا احتفل الشيخ فيصل القاسمي بعيد ميلاد زوجته الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم

نشر للمرّة الأولى في عدد شهر يونيو 2019 من ڤوغ العربيّة

تصوير: عبد الله المشرف
تنسيق الأزياء: نورة العيسى
إخراج فني: ضحى الحسيني
مكياج: حصة العجاجي
تسريح الشعر: ريم السعد

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع