النجمة لورين بعدسة جوهان لينديبيرغ
تتمتع لورين بجرأة بالغة لذا لم تتردد في حلاقة شعرها بالكامل لتصوير الفيديو الموسيقي لأغنيتها الجديدة ’Ride‘، لتنضم بذلك إلى ركب الجميلات اللواتي اعتمدن القصة القصيرة المعروفة باسم ’باز كات‘ (مثل كيت هدسون، وكارا ديليفين، وزوي كرافيتز، وكريستن ستيوارت). وتخلت نجمة البوب السويدية ذات الأصول المغربية طواعية عن خصلات شعرها الطويل الفاحم الذي يصل إلى خصرها، لتتبنى قصة الشعر الحليق وتتألق بنهج جمالي أكثر صدقاً وتحرراً. وتصرح لورين لــڤوغ العربية قائلةً: ’’أصبحت قصة شعري الحليق شيئاً يميزني. وأنا امرأة لا أعيش لإرضاء الآخرين – بل لكي أكون على طبيعتي فحسب. وأودُّ أن أحثَّ النساء على أن يستخدمن كامل إمكاناتهن ويحتضن قوتهن النسائية. أشعر بتغيير قادم. إنه تغيير عالمي يتجه نحو المساواة، وأنا أدعمه‘‘. وتستطرد قائلةً: ’’أردت دوماً أن أحلق شعري، لأنني بكل بساطة يعجبني مظهره، وأجده جذاباً وفي غاية الأناقة. ولكن ثمة جانب سياسي فيه بالتأكيد. ومن المثير للاهتمام رؤية ردود أفعال الناس على الرأس الحليق. بعضهم يصنفكِ ضمن جماعة الأناركيين، رغم أنكِ لم تقومي سوى بإزالة سمة أنثوية تقليدية. ولكن الأنوثة لا تكمن في شعركِ، ولكنها في طبيعتكِ كإنسانة‘‘.
ولدت لورين زينب نورا طلحاوي المعروفة باسمها الأول لورين، في العاصمة السويدية ستوكهولم، سنة 1983، لأبوين مغربيين من أصل أمازيغي. وفور فوزها بمسابقة يوروفيجين عام 2012 ممثلة عن السويد، طرحت أولى أغنياتها ’ My Heart Is Refusing Me‘ أي’قلبي يرفضني‘ التي حازت على نجاح تجاري كبير في هذه الدولة الإسكندنافية. وتعتبر لورين الموسيقى جزءاً جوهرياً في حياتها، وتنسب الفضل إلى والديها في حثها على الغناء منذ نعومة أظافرها. وتقول: ’’الموسيقى لها دور كبير في كيفية قضاء عائلتي المغربية لوقتها معاً. فكل فرد فيها يستطيع الغناء أو العزف على آلة موسيقية. كما أن لها مكانة عظيمة في التقاليد المغربية. وأنا لم أسع يوماً لأن أكون بؤرة للاهتمام أو شخصية عامة، كل ما أردته أن أغني وأبدع. فالغناء يملك تأثيراً شافياً على روحي وهي طريقتي في الاتصال بالناس والتواصل معهم. وعندما أغني، أشعر بامتزاجي مع نفسي بالكامل‘‘، وتقول إن المطربة الجزائرية وردة هي أيقونتها الموسيقية العظيمة، وكانت أغنياتها تتردد كثيراً في بيتها أثناء نشأتها (’’تقريباً جميع كبار منتجي موسيقى الهيب هوب اليوم استخدموا ألحاناً من أغانيها!)‘‘ كما تعتبر غريس جونز وفريق جيفيرسون إيربلان مصدرين لإلهامها الموسيقي.
النجمة لورين بعدسة جوهان لينديبيرغ
وتقدم لورين لأول مرة الفيديو الموسيقي لأغنيتها ’Ride‘، الذي أخرجه يوهان لينديبيرغ، وهي إحدى أغنيات ألبومها الجديد الذي يحمل نفس الاسم. وتم تصوير هذا الفيديو خلال بروفات إحدى حفلاتها الموسيقية ويعرض أيضاً مشاهداً من هذا الحفل. ويعد هذا الفيديو جزءاً من سلسلة تعود فيه ’’لورين القديمة‘‘ إلى جمهورها بنسخة جديدة ومحسنة منها. وتغير لورين، عبر قصّ شعرها الجميل الذي كان لفترة ما مرتبطاً بصورتها ’’كملكة اليوروفيجين‘‘، على سبيل المجاز، شخصيتها القديمة الرائجة ’’تجارياً‘‘ وتحولها إلى نسخة أكثر جرأة، وتمرداً. وفي هذا الصدد تقول لورين: ’’إن الأمر يتعلق بضرورة أن يكون الإنسان صادقاً مع نفسه ووفياً للمكان الذي جاء منه. وهو، بالنسبة إليّ، جذوري المغربية والأمازيغية. وفي المنطقة التي أنتمي إليها، نستخدم الموسيقى في العمليات العلاجية المختلفة، فهي أكثر من مجرد ترفيه. وأغنيتي ’رايد‘ تتحدث عن تشجيع القوة النسائية المجردة وضرورة الكف عن التراجع للخلف لأن المجتمع أملى عليكِ ذلك‘‘.
النجمة لورين بعدسة جوهان لينديبيرغ
وبالفعل، ترتبط نجمة البوب الجريئة ارتباطاً وثيقاً بجذورها الأمازيغية. وتصف لورين أسلافها من النساء، اللواتي كن يعشن حياة البداوة على جبال الأطلس، بالقوة والنفوذ. وتروي: ’’رفضت إحدى جداتي إجبارها على الزواج من رجل اختارته لها أسرتها بعدما توفي زوجها الحبيب في الحرب. وحملت طفلها وفرت من المغرب إلى الجزائر عبر الصحراء، متخفيةً في ملابس رجل لتنجو بنفسها. وأنا معجبة بقوتها وشجاعتها. وهذه القوة المتجذرة في البربر تتغلغل في عروقي‘‘. لذا تعتزم لورين، في العام القادم، إحياء حفلات خارج السويد ووصل تراثها الأمازيغي. وهي ترغب في أن يعلم الناس من أين جاءت في ألبومها الجديد.
وتناشد قائلةً:’’افخري بتراثكِ العربي. واجعليه نبعاً لإلهامكِ عندما تبدعين ولا تجعلي أي إنسان يشعركِ بالخجل منه. إنكِ اليوم، كعربية ومسلمة، معرضة للخطر بسب المناخ السياسي الصعب الذي يمكن أن يجعلكِ تحتقرين تقاليدكِ وثقافتكِ. ولكن من المهم أن تدركي أن المناخ السياسي ليس له علاقة بثقافتكِ وتقاليدكِ. كوني فخورة! وخاصة لو كنتِ امرأة في هذا العالم وهذه الصناعة‘‘.
شاهدي الفيديو الموسيقي لأغنية Ride للفنانة لورين بالكامل أدناه.
مصمم الأزياء المغربي كريم الدوشي يتعاون مع اللاجئين من أجل الحفاظ على تاريخ الأمازيغ المنسي
