لأناقة الأميرات سحرٌ خاص. وكلاسيكية أناقتهن الراقية تجعلها قادرة على تخطّي حدود الزمان والمكان. فلا تزال صور أميرات الماضي تلهمنا. في حين تحرص الأميرات المعاصرات على اختيار الإطلالات الجميلة التي تناسب مكانتهن وتظهرهن أيقونات للأناقة. كانت الراحلة ديانا أبرز الأميرات الأنيقات وما زلنا نتغنّى بأناقتها بعد مرور نحو عشرين عاماً على رحيلها.
هنا نتذكّر رائدات الأناقة من أميرات وملكات تركن بصمات واضحة في عالم الموضة والأزياء.
الأميرة فوزيّة فؤاد، مصر.
هي ابنة ملك مصر فؤاد الأول وزوجة شاه إيران محمد رضا بهلوي، وقد عرفت بأناقتها في ذلك الحين، حيث تألقت بمختلف فساتين الكوكتيل والقبّعات اللافتة التي وضعتها في مقارنة مع أشهر نجمات السينما في العصر الذهبي. ولا يمكن ألا نذكر مجوهراتها الأخاذة التي حمل بعضها توقيع دار فان كليف آند آربلز، وقد تزيّنت بالزمرّد والألماس ومختلف الأحجار الكريمة، كما يقال إنها اقتنت مجموعة الكوتور الكاملة من المصمم جاك فاث في عام 1951.
الأميرة غريس كيلي، أميرة موناكو.
ممثّلة أمريكيّة عرفت الشهرة في خمسينات القرن الماضي، قبل أن تعتزل التمثيل وتتزوّج من أمير موناكو في عمر 26. كانت إطلالاتها ملكيّة وحضورها طاغٍياً، وقد اختارت تصاميم كريستيان ديور وهيلين روز (التي صممت فستان زفافها كذلك) وحقائب هيرميس بكل لون، بما فيها حقيبة كيلي التي أطلق عليها هذا الاسم تيمّناً بالأميرة المتألقة، إضافةً إلى جواهر من دور عريقة مثل كارتييه. هذه المجوهرات تلألأت في فيلمGrace of Monaco الذي أدّت فيه الممثّلة نيكول كيدمان دور الأميرة غريس، فظهرت بإطلالة مماثلة لإطلالة الأميرة بعدما تزيّنت بمجوهرات قدّمتها دار كارتييه الفرنسيّة.
الأميرة ديانا، بريطانيا.
هي ملهمة مصممي الأزياء حول العالم، برغم بساطة روحها تمتّعت الأميرة الأنيقة بذوقٍ متمرّد، وكانت تفاجئنا في كل ظهورٍ لها بإطلالة فريدة تمثّل ذوقها الاستثنائي، فمن منّا يستطيع أن ينسى فستان زفافها سنة 1981الذي صنعه ديفيد واليزابيث إيمانويل من حرير التافتا العاجي بذيل يزيد طوله على 7 أمتار، أو إطلالتها بفستان فيرساتشي الأسود مكشوف الكتفين سنة 1994؟
كيت ميديلتون، بريطانيا.
بدا تأثير دوقة كامبريدج كيت ميديلتون في عالم الموضة واضحاً منذ الظهور الرسمي الأوّل لها عند إعلان خطوبتها من الأمير ويليام في عام 2010، حيث ارتدت فستاناً أزرق من إيسا يطابق لون خاتم خطوبتها (الذي يعود للأميرة الراحلة ديانا)، وخلال ساعات قليلة تم بيع الفستان في جميع المحال والمواقع الإلكترونيّة. ليس ذلك وحسب، فذوق الدوقة الكلاسيكي وبساطة اختياراتها جعلتاها تمثّل الأناقة الملكيّة خير تمثيل لتظهر مرّة بعد الأخرى بفساتين أنيقة من دور أزياء بريطانيّة مثل أليكسندر مكوين وجيني بيكهام وغيرهما.
الملكة رانيا، الأردن.
تتسم إطلالات الملكة رانيا بالعصرية، ومع ذلك نجدها تنجح دائماً في اختيار ما يتناسب مع مكانتها الاجتماعيّة، فنشاهدها تلازم زوجها ملك الأردن عبد الله الثاني في المناسبات المختلفة معتمدة أناقة مميّزة في حداثتها وأنيقة في الوقت نفسه. وهي تحرص على دعم مصمّمين يبرزون في العالم العربي مثل كريكور جابوتيان وحسين بظاظا، كما تختار تصاميم دور عالميّة مثل ديور وفندي وبالمان.
الملكة ليتيزيا، إسبانيا.
لفتت ليتيزيا أنظار العالم بأناقتها وذوقها الراقي منذ أن تحوّلت من مذيعة في التلفزيون الإسباني إلى زوجة وليّ العهد، ثم ملكة إسبانيا بعد تنصيب زوجها فيليب السادس ملكاً. ولا تزال الملكة الناعمة تبهرنا بإطلالاتها الأنيقة التي يغلب عليها الأسلوب الرسمي الأنيق، فتدمج السترات الرسميّة مع البنطلونات الجلديّة أحياناً، بينما ترتدي التنانير القصيرة وفساتين الكوكتيل الناعمة في إطلالاتها الرسمية مرافقة زوجها الملك فيليب.
الأميرة للا سلمى، المغرب.
تعشق الأميرة للا سلمى ارتداء القفاطين والتكشيطة المغربيّة، وتفخر بالظهور بها في العديد من المناسبات العالميّة. ومع ذلك، نرى في إطلالاتها تجدداً ملحوظاً يبتعد عن الملل والتكرار. كما يلفتنا حضورها الأنيق بالبذلات الرسميّة في مناسبات عديدة.
شارلوت كاسيراغي، أميرة موناكو.
ورثت أميرة موناكو الجمال الأخاذ من جدّتها غريس كيلي، ليس ذلك وحسب، بل ورثت عنها أيضاً الأناقة والذوق الرائع في الاختيارات. وعلى الرغم من أن شارلوت تميل إلى ارتداء الجينز مع السترات الرياضيّة في الإطلالات اليوميّة وأثناء حضورها في الصفوف الأماميّة لعروض الأزياء في أسبوع الموضة، الا أنها تختار أرقى فساتين الكوتور في الإطلالات الرسميّة وعلى السجادة الحمراء، بتصاميم تحمل أسماء دور عالميّة مثل شانيل وغوتشي.
إليزابيث، أميرة تورو، أوغندا.
جمعت الأميرة إليزابيث عدّة مِهن إضافة إلى كونها أميرة مملكة تورو (وهي واحدة من خمس ممالك في أوغندا) ، فهي محامية وممثّلة وعارضة أزياء، التقط صورها مصوّرون معروفون أمثال إيرفينغ بين وبيل كينغ، وظهرت في صور لأبرز المجلات العالميّة من ضمنها مجلة ڤوغ الأمريكيّة في ستينات القرن الماضي. ولا تزال إليزابيث شخصيّة ملهمة للعديد من المصممين في عصرنا الحالي، فقد ألهمت المصمم الأمريكي زاك بوزن مجوعته لخريف 2016 التي احتوت على مجموعة أنيقة من الفساتين الناعمة والمزيّنة بالنقوش الملوّنة.
درَّ الشهوار، أميرة بِرار.
كانت الأميرة العثمانيّة خديجة خيرية عائشة درَّ الشهوار الابنة الوحيدة للسلطان عبد المجيد الثاني آخر خليفة عثماني، اشتهرت بأناقتها وحسها الفني وثقافتها العالية على الرغم من طبعها الخجول. وقد انتقلت مع عائلتها للعيش في ضيافة عثمان علي خان آصف جاه السابع حاكم حيدر أباد، وهناك تزوّجت من ابنه الأكبر وحملت لقب “أميرة بِرار”. اعتادت الأميرة ارتداء الساري الهندي المصنوع من أفخر الأقمشة تزيّنه تطريزات ساحرة ببصمات مصممين عالميين. ووثّقت أناقتها بعدسة المصوّر سيسيل بيتون الذي كان من أصدقائها المقرّبين في فترة الأربعينات. وقد حرصت لاحقاً على التبرّع بأزيائها لمدارس التصميم في حيدر أباد.