تابعوا ڤوغ العربية

تحيّة لفرانكا سوتزاني بقلم جوناثان نيوهاوس

Franca Sozzani tribute by Jonathan Newhouse

فرانكا سوتزاني بعدسة باولو فيراري

بعد معاناة عامٍ كامل مع المرض توفيت فرانكا سوتزاني التي كانت تشغل منصب رئيسة تحرير مجلة ڤوغ الإيطاليّة منذ العام 1988، يوم الثاني والعشرين من شهر ديسمبر 2016. ولطالما عُرِفَت سوتزاني كمحررة جريئة تتحدّى مفهوم العالم للجمال والأزياء والمشاهير عبر الأعداد التي أطلقتها من مجلة ڤوغ الإيطاليّة لتتناول مواضيع محددة. وقد حرص جوناثان نيوهاوس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة كوندي ناست الدوليّة – والذي سبق له العمل مع سوتزاني منذ العام 1989– على الاحتفاء بزميلته وصديقته بهذه الكلمات.

فرانكا سوتزاني

إنه أكثر خبر مؤسف أنقله إليكم على الإطلاق. فرانكا سوتزاني، رئيسة تحرير مجلة ڤوغ الإيطاليّة لمدة 28 عاماً، تُوفيَت اليوم في مدينة ميلانو الإيطالية بعد معاناة عام كامل مع المرض، حيث حرص ابنها فرانشيسكو على التواجد إلى جانبها. إنها لخسارة فادحة بالنسبة لڤوغ ولعالم الموضة ولكثير من الناس الذين أثّرت هذه المبدعة في حياتهم حول العالم، من قرّاء ومصوّرين وصحفيين ومصممي أزياء ومحترفين، وغيرهم من الأشخاص الذين التقتهم حول العالم خلال عملها مع الأمم المتحدة.

وكانت فرانكا من أعظم المحررات اللواتي وضعن بصمتهن المميِّزة على إحدى المجلات، وكانت الأكثر موهبة وتأثيراً وأهميّةً ضمن مؤسسة كوندي ناست الدوليّة. وبجهودها، منحت فرانكا إلى مجلة ڤوغ الإيطاليّة قوّةً هائلةً، وبات لها صوت مؤثر في عالم الموضة والتصوير، وذلك عبر نشر صور مذهلة وإبداع مواضيع صحفية رائدة تفتح آفاقاً جديدة، وبذلك وسّعت دور ڤوغ ليتجاوز ما عُرِفَت به المجلة بصفة تقليدية، وبذلك أثارت الكثير من الجدل حولها. وقد نظر أشهر المصورين إلى فرانكا بصفتها قائدة إبداعيّة تعطيهم حريّة الإبداع، وتبرز ثمار أعمالهم شهراً بعد الآخر.

وكل من حظي بفرصة لقاء فرانكا والعمل معها يكنّ لها الحب والإعجاب والاحترام، ولطالما تطلّبت أقصى درجات الاحترافية ممن حولها، وقد لبّوا جميعاً طلبها. وشأن كل المحررين العظماء، كان لديها إدراك واسع لواقع الأعمال، وهذا ما دفعها لقيادة ڤوغ إلى مراتب متقدّمة. وكانت الراحلة محددة الهدف، ومتناهية الدقّة والإتقان، ومنفتحةً على الأفكار والتجارب الجديدة كما كانت قويّة للغاية كمحررة، مع نفسها بالتحديد. ولم تتوقف يوماً عن تحفيز المتعاونين معها والناس من حولها ليقدّموا أداءً أكثر بمستويات أفضل. وكانت فرانكا شخصيّةً صادقةً ومرحةً وودودةً، وتملك حساً عالياً من السخرية والتواضع.

وبينما عملت فرانكا في الأساس على ڤوغ الإيطاليّة ولاومو ڤوغ، كانت كذلك مديرة التحرير لدى كوندي ناست الإيطالية منذ 1994، وكانت سفيرة الأزياء للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، في مهمة جعلتها تجوب بلدان العالم دعماً لعالم الموضة في أماكن مثل أفريقيا وآسيا، وبلدان بعيدة عن عواصم الموضة المعروفة. وضمن مهام دورها هذا، قامت فرانكا بمحاربة الجوع في البلدان الفقيرة، كما ساهمت في نشر الوعي وتقديم الدعم المالي. وقد أنجزت تلك المهام بإصرار وعزيمة.

وعلى الصعيد الشخصي، حظيتُ شخصياً بشرف العمل إلى جانب فرانكا منذ العام 1989. ولقد أثرى ذلك التعاون حياتي المهنيّة كثيراً. إنني معجب بها وأحترمها وسأفتقدها كثيراً. حقاً، إن عالم الموضة في حالة حداد. وأود أن أوجه تعازيّ الصادقة لابنها فرانشيسكو وشقيقتها كارلا وابنة أختها سارة، وكل من عرفها أو أثّرت في حياته. إنا لفراقها لمحزونون.

جوناثان نيوهاوس

22 ديسمبر2016

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع