تابعوا ڤوغ العربية

مشروع التمكين: أهداف وتطلعات مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن

صورة إليسا صيدناوي لمجلة ﭭوغ الأمريكية بعدسة لين كودر، 2010.

يعتبر لقب “السيدة المُحسنة” في الغالب مجاملة مبالغاً فيها، لكنها لا تكون كذلك عندما تُطلق على إليسا صيدناوي. تُعرف إليسا صيدناوي المولودة من أم إيطالية وأب فرنسي مصري بكونها عارضة أزياء في المقام الأول مع تصدرها واجهة حملات ترويجية لكل من علامات ديان فون فورسنبيرغ و روبيرتو كافالي وجورجيو آرماني علاوة عن تمثيلها في عدد كبير من الأفلام. ومع ذلك فلطالما حلمت إليسا صيدناوي بأن تصبح سفيرة ثقافية. تنتهج صيدناوي البالغة من العمر 28 عاماً اليوم طريقاً جديداً في حياتها المهنية عبر الدخول في حياة مكرسة بالكامل للنشاطات الاجتماعية من خلال منصبها كمديرة تنفيذية لمنظمة غير ربحية هي مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن (ESA). تحدثت محررة ﭭوغ العربية فيليبا مورغان إلى إليسا صيدناوي لتكشف النقاب عن استراتيجية التمكين الثنائية ضمن مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن لكل من النساء والأطفال في مصر وإيطاليا وخارجهما.

Elisa Sednaoui Dellal | Instagram on Sep 18, 2016 at 5:08am PDT

شرحت إليسا صيدناوي بحماس شديد قائلة: “تعتبر المساواة بين الجنسين مشكلة عالمية. لقد لمست هذه المشكلة وشاهدتها في إيطاليا وأوروبا، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط. لا تهدف المؤسسة إلى تحدي التقاليد السائدة بل إلى إحياء فكر التغيير الاجتماعي وتفعيله من خلال أعمالها.” وأضافت قائلة: “ينتمي المساعدون الذين اخترتهم ودربتهم إلى كلا الجنسين، ففيهم الرجال وفيهم النساء، وهم يتقاضون أجور متساوية. حيث يعتمد الأمر بالنسبة لي على الكفاءة والجدارة.” تضفي قدرات إليسا صيدناوي المتعددة اللغات (حيث تتقن الإنجليزية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والعربية) نبرة رائعة على صوتها. “اعتاد المساعدون الذكور حسب الثقافة الشائعة إدارة الأمور على الدوام. لذا اضطررت إلى التدخل لأقول لهم ‘أعلم أنكم ترغبون بإدارة كل شيء، لكن عندما يأتي دور المرأة في الإدارة فسوف تُدير.'”

مساعدوا مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن في مركز فنتازيا الثقافي في مدينة الأقصر بمصر. بعدسة إيهاب وليد عزاب.

مساعدوا مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن في مركز فنتازيا الثقافي في مدينة الأقصر بمصر. بعدسة إيهاب وليد عزاب.

تعتبر مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن منظمة ثقافية متنوعة يُديرها أشخاص محليون وتتخذ من مدينة الأقصر في مصر مقراً لها. تم توظيف الرجال والنساء الذين يعملون فيها وتدريبهم وتمويلهم للمساعدة في إنشاء برامج إبداعية للأطفال بعد دوامهم المدرسي. وقالت إليسا صيدناوي: “لقد نشأت في مصر، لذلك فأنا أتمتع ببعض الجذور في هذه المجتمعات، وتلك هي الطريقة التي بدأت من خلالها العثور على الأشخاص الذين سيساعدونني في بناء هذا المشروع من الألف إلى الياء.” تصف صيدناوي العملية الطويلة في تشكيل فريق العمل والتواصل مع الكثير من الأشخاص والتفاوض مع العائلات للسماح للنساء بالانضمام إلى المؤسسة. وتبتسم قائلة: “كانت بمثابة تدريب عمليّ صعب للغاية.”

Elisa Sednaoui Dellal | Instagram on Sep 29, 2016 at 2:36pm PDT

تهدف مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن إلى التوسع لتصبح جزءاً من نسيج التعليم الوطني في مصر وتعزز مبدأ المساواة بين الجنسين. شرحت إليسا صيدناوي قائلة: “نجمع الكبار والأطفال الصغار معاً خلال حصص الفنون بأسلوب تعليم غير تقليدي كما نقوم بتعليمهم اللغات الأجنبية والآداب.”

تثبت دروس الفنون المجتمعية الشبيهة باللعب بأنها الغطاء المثالي لرغبة إليسا صيدناوي في التشجيع على تطبيق مبدأ المساواة الاجتماعية وتمكين المرأة، إضافة إلى تعزيز مهارات الاستماع في المجتمعات الفقيرة. انطلق البرنامج التجريبي للمؤسسة في منتصف أبريل 2014 في مدينة الأقصر، حيث تستذكر صيدناوي سنوات مراهقتها الأولى التي قضتها هناك بكل اعتزاز قائلة: “لقد نشأت هناك وأذكر أنني كنت في الـ11 من عمري حين أشرفت على معرض للفنون المجتمعية. حيث كنت أدور على بيت أصدقائي لجمع اللوحات أو الصور التي رسموها، ومن ثم أختار مواضيع جديدة وأوزع المهام على أشخاص مختلفين.”

“اتخذت قراراً عندما كنت في الشهر السابع من الحمل بالتركيز على عمل المؤسسة، وقد يصبح هذا مشروع حياتي كلها.” انطلق العرض الأول لمشروع المؤسسة عبر ورشة عمل إبداعية، وكان لا بد لصيدناوي من التعامل مع بنك للتمويل. أطلق الفريق عليه اسم “فنتازيا” وعلّموا الأطفال المحليين كيف يكتبون ويسجلون أغنية عبر لعبة سهلة مبسطة. تشعر إليسا صيدناوي التي انطلقت المؤسسة حاملة اسمها بعدم الراحة عندما تسمع اسمها وتقول: “إنه مجرد اسم أطلقته عليها أثناء التأسيس لتسيير الأمور القانونية ليس إلا. ولا أريد أن تُعتبر مؤسسة خاصة بي على الإطلاق.”

Elisa Sednaoui Dellal | Instagram on Sep 4, 2016 at 3:48am PDT

عملت المؤسسة على تنشئة حنان محمد بدور مساعدة رئيسية ودربتها حتى أكملت كورساً في دراسات الحاسوب. تمكنت عقب انتقالها من قرية صغيرة في غورنا من الحصول على مهنة تحقق ذاتها من خلالها عبر المثابرة وتوفر الفرصة أمامها بعد أن تحطم حلم طفولتها بأن تصبح جراحة قلب بسبب ظروف عائلتها الصعبة. تقول حنان محمد: “أتذكر في كل مرة أشعر فيها بالإحباط والاستسلام بأن هناك أملاً بمستقبل جميل.”

لخصت إليسا صيدناوي تجربتها قائلة: “نعيش في عالم يحب سماع النتائج المباشرة والأرقام، لكننا نتحدث عن بشر؛ أشخاص حقيقيون بثقافات معقدة. يمكننا أن نحقق النتائج فقط مع مرور الوقت ومن خلال الرعاية والاهتمام المستمر. يجب ألا تكون نظرتنا مثالية لأنني شاهدت ذلك مراراً وتكراراً من خلال العمل.”

تعرفوا على المزيد حول مؤسسة إليسا صيدناوي فاونديشن وكيف يمكنكم الانضمام إلى الهيئة الاجتماعية التي تطلق النشاطات الإبداعية للأطفال هنا.

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع