تابعوا ڤوغ العربية

ثلاث ناشطات نسويات عربيات يكشفن عن تجاربهن خلال رحلة الدفاع عن حقوق المرأة

ديالا حيدر بعدسة كارول معلوف، و ويكتوريا سويدزينسكا لصالح عدد شهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة

ثلاث ناشطات نسويات عربيات، يكشفن عن تجاربهن خلال رحلة الدفاع عن حقوق المرأة والتحديات التي يواجهنها 

نشر هذه الموضوع للمرّة الأولى على صفحات عدد الذكرى السنويّة الأولى لشهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة. بقلم هاله كوثراني.

ديالا حيدر

ناشطة سياسية ونسوية شاركت منذ العام 2003 في مبادرات وحملات مرتبطة بحقوق المرأة. ساهمت في تأسيس منصّة إلكترونية تحمل اسم “انتفاضة المرأة في العالم العربي” وتهدف إلى إطلاق حملات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الإضاءة على قضايا النساء وحقوقهن، وإيجاد مساحة حرة للنقاش النسوي، ومناهضة التمييز والعنف على أساس النوع الاجتماعي.

كيف أصبحت ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة؟
تطوّر الأمر بشكل طبيعي نظراً للظروف التي نشأت فيها والعائلة التي ربتني حيث كان لأمي دور مساوٍ لدور أبي في العمل والتربية واتخاذ القرارات وادارة شؤون المنزل. جعلني ذلك أرفض أي صورة نمطية عن المرأة تحصر دورها بالمنزل والعائلة وتكرّسها كتابع للرجل.

هل التحديات التي تواجهها المرأة العربية هي نفسها التحديات التي تواجهها النساء في شكل عام؟
التمييز ضد النساء مشكلة عالمية عابرة للحدود والثقافات والأديان، الا أن السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة بين منطقة وأخرى تلعب دوراً أساسياً في تمكين المرأة وفي نضالها من أجل الحفاظ على حقوقها أو انتزاع المزيد منها. الحروب تلغي أي نقاش سياسي أو حقوقي وهذا تحدٍّ أساسي للمدافعين والمدافعات عن المساواة وحقوق الإنسان في عالمنا العربي.

“التمييز ضد النساء مشكلة عالمية عابرة للحدود والثقافات”

أين يجب العمل على التغيير والانتصار لحقوق المرأة، من خلال التعليم أم القوانين أم المجتمع؟
يجب أن نعمل على كافة الجبهات، وفي المجالين العام والخاص. إلغاء القوانين التمييزية وإقرار قوانين تكرّس المساواة ضرورتان ملّحتان ولكنهما لا تكفيان إن لم تترافقا مع نظام تربوي وتعليمي يعمل على تغيير الذهنية الذكورية، ومع ثورة تقودها النساء للتخلص من الافكار البشعة والمغلوطة حولنا وحول أجسادنا وعقولنا ودورنا في المجتمع. فما فائدة القانون الذي يعاقب على الاعتداء والتحرش الجنسي حين تمتنع النساء عن التبليغ خوفا من حكم المجتمع عليهن؟

هل منصات التواصل الاجتماعي سمحت بإلقاء الضوء على التمييز الذي يمارس بحق المرأة وساعدتها في المطالبة بالمساواة؟ وهل “السوشال ميديا” نفسها ابتكرت أنواعاً جديدة من العنف ضد المرأة؟
ساعدت منصات التواصل الاجتماعي في ابتكار مساحة حرة للتعبير والابداع والمناصرة والحشد حول قضايا النساء، وقد نجحت العديد من الحملات التي نشأت في العالم الافتراضي على التأثير على الرأي العام والتغيير في المفاهيم والسياسات والقوانين. ولكن ثمّة أيضاً عنف رقمي يتجلّى عبر الملاحقة والتعقب والتحرش والابتزاز.

ما الذي يفسّر أخيراً فضح رجال في مواقع مؤثرة وكشف ممارساتهم المبنية على التحرّش الجنسي؟
يوميا تتعرض آلاف النساء حول العالم لمواقف مشابهة، ولكن بسبب قيام نساء مشهورات في بفضح متحرّشين اكتسب الموضوع أهمية خاصة. وهذا جيد. لكن ماذا عن النساء غير المشهورات اللواتي لا يتمتعن بهذه الامتيازات؟

هل أنت متفائلة في رؤيتك إلى ما ستؤول إليه الأمور في ما يتعلّق بحقوق المرأة في العالم العربي؟ لماذا؟
لا يمكنني إلا أن أكون متفائلة. الخياران المتاحان هما قبول الواقع كما هو أو السعي إلى تغييره إلى الأفضل. لن أختار الخضوع لهذا الواقع.

لينا أبي رافع بعدسة كارول معلوف، و ويكتوريا سويدزينسكا لصالح عدد شهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة

لينا أبي رافع

تصدّت لينا أبي رافع خلال عشرين عاماً لقضايا الجندر في إطار إنساني إنمائي، في بلدان مثل أفغانستان وهايتي والكونغو، وتؤدي الآن ببراعة دورها الأكاديمي الذي يخدم قضيتها الأولى، تمكين النساء وحفظ حقوقهن، كمديرة معهد الدراسات النسائية في العالم العربي في الجامعة اللبنانية الأميركية.

كيف أصبحت ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة؟
نشأتي جهّزتني لدوري. أنا لبنانية وفلسطينية، عربية وأميركية، نشأت في كنف والدين يتبعان ديانتين مختلفتين لكن يؤمنان بالعلمانية. ووجدت نفسي كناشطة نسوية بين كل هذه الهويات. سكنني في سنّ صغيرة توق إلى المساواة والعدالة. وحين كنت في الرابعة عشرة انخرطت في صف يلقي الضوء على تاريخ النساء كاشفاً أنواع العنف المختلفة التي تعرّضن لها. لقد مثّلت هذه الدروس نقطة تحوّل في حياتي! فهمت قسوة الظلم الذي تتعرّض له النساء واخترت قضيتي التي أخدمها منذ تلك المرحلة.

كيف يؤثر دورك الاجتماعي في حياتك وفي تفاعلك مع العالم؟
ليس دوري كناشطة مجرّد عمل أقوم به، بل يحدّد رؤيتي للعالم وتفاعلي معه. نسويتي هي البوصلة الأخلاقية التي تحدّد اتجاهاتي. هي أقوى وجوه هويتي وما أجد نفسي وفية له.

هل التحديات التي تواجهها المرأة العربية هي نفسها التحديات التي تواجهها النساء في شكل عام؟
نعيش في منطقة تفتقد الأمان في شكل عام، بين صراعات مشتعلة وتحديات اجتماعية واقتصادية. في هذه الظروف أول مَن يعاني هن النساء اللواتي تُسلب حقوقهن ويصعب عليهن استعادتها. فلننظر إلى تقرير الفجوة بين الجنسين (العالمية) أو إلى مؤشر المرأة والسلام والأمن، تظهر منطقتنا دوماً في أسفل قائمة البلدان. ونحن في معهد الدراسات النسائية نتصدّى لقضايا دقيقة مثل حرمان النساء العربيات المساواة، والعنف والظلم وتفاوت الفرص والتحديات التي تواجهها النساء العربيات مثل إلغاء القانون اللبناني 522 المسمّى بقانون “تزوجي مغتصبك”.

أي معارك هي برأيك الأهم والأخطر والتي يجب أن تخوضها المرأة العربية؟
مهم أن نشير إلى أن المساواة بين الجنسين لم تتحقق في أي بلد من بلدان العالم. لكن في هذه المنطقة إلى جانب الصراعات المختلفة، تسيطر نزعة أبوية وأفكار مبنية على التعصّب. الأزمات الإنسانية التي تتسبّب بها الحروب والنزاعات دمّرت أنظمة الحماية الاجتماعية، وتسبّبت بتهجير الجماعات وفجّرت المشكلات الاجتماعية وقلّصت الدعم. حالات الطوارئ تجعل النساء في مرمى الأخطار، والنزاعات تدفعهن إلى مواجهة الموت بحثاً عن مصادر للدخل. تثبت الأبحاث أنّ مؤشر السلام في بلد ما ليس الاقتصاد أو السياسة لكن طريقة معاملة المرأة. يجب أن نعترف بأن رحلتنا طويلة!
العنف ضد النساء جدي في العالم العربي، وهو يتخذ أشكالاً مختلفة. أما العنف الذي يمارسه الأزواج، فيتأثر به ثلث النساء. لكن ضغوط العائلة والمجتمع والخوف من وصمة العار الاجتماعي تمنع النساء من الكشف عما يتعرّضن له. التحرّش الجنسي مشكلة يتعاظم تأثيرها، لكن معظم الناس لا يعترفون بها، فكيف تمكن مواجهتها؟
تمثّل النساء العربيات قوة اقتصادية لا يستفاد منها لأن نسبة مشاركتهن في أسواق العمل منخفضة، فقط ربع النساء العربيات يعملن خارج المنزل حيث يجدن أنفسهن أسيرات القطاعات نفسها. وهؤلاء النساء العاملات لا يُدعمن مثلما يُدعم الرجال ولا تُسنح لهن فرص يستطعن باقتناصها التقرّب من مواقع القرار. إذا استمرّ تقدّمنا بالطريقة ذاتها، فإنّنا سنتمكّن من ردم الهوة الفاصلة بين النساء العاملات والرجال العاملين، والتي تبلغ 39 في المئة، بعد 365 سنة!
لا نتقدّم لأننا نعجز عن الوصول إلى مواقع القوة التي ستقدّم لنا التغيير المنشود. واضح غياب المرأة عن السياسة ومواقع القيادة بسبب عوائق ثقافية وأخرى تبعدهن عن مصادر المال. الرجال في عالمنا العربي يسيطرون على السياسة أي أنهم يتخذون وحدهم قرارات تتحكّم في حيوات النساء.

“للأسف كل امرأة أعرفها يمكن أن تشارك بقصّتها في تحرّك MeToo#” 

أين يجب العمل على التغيير والانتصار لحقوق المرأة، من خلال التعليم أم القوانين أم المجتمع؟
من خلال التعليم والقوانين والمجتمع في الوقت نفسه. لقد عملت خلال أعوام طويلة على الأرض في مناطق يشهد أهلها ظروفاً إنسانية صعبة، والآن عملي أكاديمي. هاتان التجربتان مختلفتان تماماً، لكنهما تتساويان في الأهمية لبناء ثقافة حقوق النساء والمساواة. وهذا الالتزام يجب أن يكون جماعياً، حلّ معضلة اللامساواة التاريخية بين الرجال والنساء ليس واجباً على النساء فحسب.
وفي هذه المنطقة تتغير القوانين ببطء وبشكل غير كامل، كما أنّ تغيير التشريع ليس كافياً. فما يكتب على الورق لا يطبّق على الأرض. يمكننا أن نحسّن أداءنا عبر بثّ الرسائل الصحيحة من خلال التعليم، بدءاً بالأصغر سناً. ويجب أن تتناول هذه الرسائل المساواة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية وأن تتحدّى الصور النمطية وتحارب التمييز.

هل منصات التواصل الاجتماعي سمحت بإلقاء الضوء على التمييز الذي يمارس بحق المرأة وساعدتها في المطالبة بالمساواة؟ وهل “السوشال ميديا” نفسها ابتكرت أنواعاً جديدة من العنف ضد المرأة؟
سمحت «السوشال ميديا» بالتواصل بين الحركات النسائية، وذكّرتنا بأننا جزء من حركة كبرى وأننا معاً في صراعنا الجماعي نستطيع أن نتشارك الاستراتيجيات ونتغلّب على التحديات. والأهم أن وسائل التواصل تغذي تحرّكاتنا مثل #YesAllWomen و#MeToo و#16Days وغيرها. لكن السوشال ميديا ولّدت مخاطر جديدة، أطلقت عنفاً جديداً يمارسه ضد النساء متصيّدون خطرون. لكننا بصراحة لا نعرف ما يكفي عن تنظيم ذلك نظراً للحرية وغياب القوانين في هذا النوع من الإعلام. هدفهم إسكاتنا والسيطرة علينا، لكننا لن نصمت.

ما الذي يفسّر أخيراً فضح رجال في مواقع مؤثرة وكشف ممارساتهم المبنية على التحرّش الجنسي؟
المشاركة في تحرّك Me too# أمر مؤثر. وكل امرأة أعرفها يمكن أن تشارك بقصتها، للأسف. أظنها تأتي من غضب يغلي منذ زمن طويل. ورأينا قوة هذه التحرّكات في الشوارع خلال مسيرات النساء في يناير 2017. والحماسة مستمرة. في هذه المنطقة نحتاج إلى لحظة مماثلة. وبرغم ذلك كنا نتهامس MeToo منذ زمن طويل. ربما الآن سنتمكن من رفع صوتنا. لأن هذه الحركة نفذت عدالة كانت غائبة، أتمنى أن تصيبنا عدوى العدالة هذه.
تحتاج المنطقة إلى نماذج نسوية تغلب البطريركية، هذه النماذج تغذي معركتنا وتمنحنا الجرأة للاستمرار.

هل أنت متفائلة في رؤيتك إلى ما ستؤول إليه الأمور في ما يتعلّق بحقوق المرأة في العالم العربي؟ لماذا؟
أنا متفائلة بحذر. يجب أن أكون متفائلة وإلا لن أستطيع أن أستمرّ في عملي. أؤمن بصراحة بأن المساواة يمكن أن تتحقّق، وبأن تمكين الفتيات والنساء في العالم العربي سيحدث. لكنني لست واثقة بأنني سأرى النتيجة خلال حياتي. لا يمكن أن أقوم بأي أمر آخر. وسأكمل عملي بكل طاقتي، فهو ليس مجرّد عمل، هو التزام مدى الحياة.

غدير أحمد بعدسة كارول معلوف، و ويكتوريا سويدزينسكا لصالح عدد شهر مارس 2018 من ڤوغ العربيّة

غدير أحمد

أطلقت الناشطة النسوية المصرية غدير أحمد مبادرة «ثورة البنات» على فايسبوك ثم منصّة «فيمنستا»، وحملات تهدف إلى مواجهة العنف الذي تتعرّض له المرأة على مستويات مختلفة. تدافع غدير الباحثة في دراسات المرأة والنوع الاجتماعي بإرادة صلبة عن آرائها ومواقفها.

كيف أصبحت ناشطة مدافعة عن حقوق المرأة؟ لماذا قررت المواجهة والتحدي؟
كنت طفلة متمرّدة وذات شخصية قوية، أحرص على حماية حريتي المقيّدة بقيود العائلة والمجتمع المحلي. خلال ثورة 25 يناير 2011 أتممت العشرين من عمري وعبّرت بحرية عن آرائي، لكن الأمر سرعان ما تحول إلى إعادة تفكير في حياتي الشخصية كامرأة، لأن التمييز الذي واجهته في المجال السياسي العام من زملائي الرجال، كالنهي عن ملابس معينة للحفاظ على “سمعة الثورة” كان مشابهًا إلى حد كبير لما أواجهه في المنزل. ومن هنا بدأت أنتبه إلى أن الجميع يتحدث في السياسة ولا أحد يتحدث عن النساء كنساء. لا أحد يذكر ما يتعرضن له من عنف أو تقييد للحركة داخل المنزل وخارجه. لذلك قررت تكريس نشاطي العام في هذا الاتجاه ونحو النسوية.
أسست صفحة نسوية على موقع فيسبوك لجمع تجارب شابات مثلي، تحمل اسم “ثورة البنات”. وبدأت نشاطي النسوي على الإنترنت من خلالها لأتواصل مع نساء تفرقهن مسافات بعيدة. حرصت على أن تكون ثورة البنات منبراً يعبّرن من خلاله عن أنفسهن بحريّة، حيث قد لا ولفتح نقاشات مطوّلة عن الجنسانية التي نركز عليها كفريق عمل في ثورة البنات. فكنّا أول رصيف نسوي رقمي في مصر، تأسس في 26 يناير 2012، ليكون مساحة من التعبير الحرّ عن قضايا النساء.
قررت التحدي لأنه لم يُكن أمامي خيار آخر. إما أن أكون شابة تنتظر الزوج المثالي، أو أكون واحدة من اللواتي يحاربن ضد حصر النساء في الزواج والإنجاب، أي في الدور الاجتماعي المقرّر لهن بفعل المنظومة الاجتماعية التي نتبع شروطها، ومن ضمنها القانون والأجهزة التنفيذية.
هذا التداخل بين المجالين العام والخاص جعلني أكثر وعيًا بقضايا النساء، خاصة عندما تُشاركني شابات أخريات تجاربهن مع التمييز المبني على النوع الاجتماعي. لكل شيء ثمن بالطبع. وأدفع ثمن هذه المواجهات يوميًا على الإنترنت، حيث أتلقى تهديدات أو يتم التنمر عليّ من أفراد يرفضون وجهات نظري.

هل التحديات التي تواجهها المرأة العربية هي نفسها التحديات التي تواجهها النساء في شكل عام؟
بالتأكيد لا. لكل مجتمع سياقه المحلي. والنساء في البلدان العربية يواجهن تحديات مختلفة عن نظيراتهن في أوروبا والولايات المتحدة مثلًا. وأرى أنه من الأخطاء الشائعة تعميم صور التمييز ضد النساء في العالم أجمع. كما أني أنوّه إلى أن هذا الاختلاف في التحديات لا يجعل من النساء العربيات ضحايا يحتجن إلى إنقاذ. هو فقط سياق مختلف ومرتبط بعوامل كثيرة منها المنظومات السياسية والاجتماعية والمؤسسات الدينية. ما أعنيه هنا، هو أن النساء ذوات غير منفصلة عن النظام السياسي العالمي، ويتوقف وضعهن الاجتماعي على عوامل عدة منها الطبقة والعرق، شأنهن شأن أي فئة في الدول المصنفة عالميًا كدول نامية. ولذلك وجب الحرص دائما ونحن نشير إلى ما تواجهه النساء وتقاطعه مع هذه العوامل.

أي معارك هي برأيك الأهم والأخطر والتي يجب أن تخوضها المرأة العربية؟
في رأيي أن لكل امرأة معركتها الخاصة. ليس هناك ما يُسمى بمعركة المرأة العربية، لأننا لا نواجه جميعًا الصعوبات نفسها. ولكن يُمكنني الإشارة إلى حرية الحركة والتنقل والتعبئة ضد أشكال العنف الجنسي، والدفاع عن حرية التصرف بوجه عام.

لكل امرأة معركتها الخاصة. ليس هناك ما يُسمى بمعركة المرأة العربية، لأننا لا نواجه جميعًا الصعوبات نفسها

أين يجب العمل على التغيير والانتصار لحقوق المرأة، من خلال التعليم أم القوانين أم المجتمع؟
القوانين وحدها لا تُحرّك ساكنًا. نحن أمام منظومة سياسية واقتصادية واجتماعية متضافرة. فمثلًا سن قانونّ ضد العنف الأسري لن يوقف العنف الأسري، لأن النساء قد يتعرّضن للوصم في حال إبلاغهن عن أفراد عائلاتهن، أو يُمارس ضدهن عنف مضاعف باعتبارهن يفضحن أسرار العائلة. إلى جانب القوانين، يجب استحداث أنظمة تضمن سلامة النساء اللواتي يلجأن إلى القانون وحماية خصوصياتهن. وبالطبع التعليم مهم لكنه هدف ذو تأثير بعيد المدى.

هل منصات التواصل الاجتماعي سمحت بإلقاء الضوء على التمييز الذي يمارس بحق المرأة وساعدتها في المطالبة بالمساواة؟ وهل “السوشال ميديا” نفسها ابتكرت أنواعاً جديدة من العنف ضد المرأة؟
نعم؛ جعلتنا أكثر انتشارًا كناشطات ومدافعات عن حقوق النساء، وبالتالي ساهمت في فتح مجال أمام النساء اللاتي يُشاركن تجاربهن على الفضاء «السيبري». ولكن يبقى الفضل كله لهؤلاء اللواتي قررن المشاركة وليس للوسيلة المستخدمة. ونعم؛ هناك أشكال من العنف الإلكتروني كالتنمّر والتتبع والملاحقة وأيضًا المراقبة.

ما الذي يفسّر أخيراً فضح رجال في مواقع مؤثرة وكشف ممارساتهم المبنية على التحرّش الجنسي؟
أنه لا وجود لما يتم الترويج له كـ “دوائر آمنة”. العنف والاستغلال الجنسي متجذران في أكثر الدوائر ادعاءً لقيم الحرية والانفتاح. وأن النساء تمكّن من تطويع التكنولوجيا لصالحهن. كما أنها تفضح فساد الأنظمة التشريعية والمفاهيم المجتمعية التي تحمي المعتدين.

هل أنت متفائلة في رؤيتك إلى ما ستؤول إليه الأمور في ما يتعلّق بحقوق المرأة في العالم العربي؟ لماذا؟
نعم؛ لأن النساء قادرات على خلق مساحات لقضاياهن، كما فعلت أنا وفعلت مئات غيري. ومع الوقت تصبح هذه المساحات كاشفة لما تختبره النساء بسبب نوعهن الاجتماعي (الجندر) سلبًا وإيجابًا.

الحياة بعد اللقب… حوار ڤوغ العربيّة مع نخبة ملكات الجمال اللبنانيات السابقات

 

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع