منذ أن انتهت أعمال البناء في جامع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في أبوظبي، أصبح هذا الصرح الإسلامي وجهة أساسيّة للسياح، ومحبي العمارة الإسلاميّة في العاصمة الإماراتيّة، وقد نجح هذا الجامع الذي يعد خامس أكبر مسجد في العالم في الوصول إلى صفحات كتاب “روائع المساجد الإسلامية” وهو كتاب معتمد رسمياً يحتفي بهندسة المساجد المعمارية المذهلة وتصاميمها المميزة بما تحمله من إرث إسلامي غني، وسيتم طرحه رسمياً في دبي في شهر نوفمبر 2018، وذلك في إطار احتفالات البلاد بعام زايد.
ألفت هذا الكتاب ليلى أولوهانلي وهي مبدعة تصاميم داخلية بارزة، نجحت في ابتكار علامة تجارية خاصة بها في مجال تصميم الأثاث انطلقت من مدينة باكو في أذربيجان. ويعد هذا الكتاب ثمرة شغفها الكبير بالشرق. وتقول عنه: ” يعدّ كتاب “روائع المساجد الإسلامية” بالنسبة لي وقبل كل شيء، فرصة مشرفة أتاحت لي مشاركة افتتاني بسحر العمارة الإسلامية المتطورة مع العالم. لقد ساعدتني نشأتي في أذربيجان على التواصل المستمر مع أصولي الإسلامية. وقد شعرت بفخر شديد حين أثبت الكتاب الذي كان حصيلة أبحاث ثقافية ودراسات بصرية معقدة استمرت 8 سنوات جدارته ليكون تحيّةً قيّمة للثقافة الإسلامية. وأرى في تقديم نسخ من كتابي إلى بعضٍ من المكتبات والمراكز الثقافية الموجودة في قلب العالم الإسلامي بمثابة دعمٍ يكرّم ويثري جهودي التي بذلتها في هذا المجال”.
تميّز هذا الجامع الذي يعد صرحاً إسلاميّاً بارزاً بتصميمه الخلاب الذي أبدعه المهندس يوسف عبدلكي وفريق من المهندسين المعماريين، وقد غلب على بنائه اللون الأبيض ليكون مكانا لنشر رؤية التسامح والتعايش والسلام. ويتّسع لأكثر من 40 ألف مصلّ كما يضم قبر المؤسس الشيخ زايد طيّب الله ثراه.
ولا يعد جامع الشيخ زايد التحفة الوحيدة في كتاب “روائع المساجد الإسلامية”، إذ يحتوي على صور أصلية مذهلة وأرشيف رائع يروي حكاية 53 مسجداً حول العالم، مع شرح مفصل عن تفاصيل هندسته المعمارية والتي تتضمن التصميم الهندسي والنقوش والزخارف الخطية والتاريخ، إلى جانب أهمية المسجد من الناحيتين الدينية والدنيوية.
نشر هذا الكتاب في عام 2017، وتجري حالياً طباعة النسخة الثانية منه. وكجزء من جهودها الخيرية في دعم ونشر الحضارة والتراث الإسلامي العريق، ستتبرع أولوهانلي بمجموعة كبيرة من النسخ للمجموعات العامة في “مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث” و”مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري”، إضافة إلى عدة مراكز ثقافية ومكتبات أخرى في الإمارات العربية المتحدة.
جولة إلى خمسة مساجد لا يجب أن تفوّتوا زيارتها في المدينة المنوّرة