تابعوا ڤوغ العربية

جناح نهاد السعيد للثقافة يفتح أبوابه

يفتح جناح نهاد السعيد للثقافة أبوابه ومعرضه الافتتاحيّ الذي تم تصميمه وتنظيمه من قبل متحف بيروت للفن، موفّرًا بذلك فسحة أمل لكل راغب في إكتشاف مساحاته المخصصة للفن والثقافة.

جناح نهاد السعيد للثقافة

في 18 أيلول من هذا العام، كان من المُقَرَّر افتتاح جناح نهاد السعيد للثقافة، ولكن تمّ تأجيل هذه المناسبة بسبب الأوضاع الأمنيّة في لبنان. وخلال هذا الأسبوع، فُتِحَ جناح نهاد السعيد للثقافة، ليوفّر فسحة أمل لكلّ راغب في اكتشاف مساحاته المخصّصة للفن والثقافة، ومعرضه الافتتاحي الذي تم تصميمه وتنظيمه من قبل متحف بيروت للفن، أو التأمّل والاسترخاء في مقهى الجناح. وقد أُطلِقَ على هذا المعرض الافتتاحيّ عنوان «بوابات وممرات، سفر عبر الواقع والخيال»، وهو تجسيد فعليّ للفكرة الرئيسيّة، ألا وهي فتح منافذ وممرّات لأخذ الجمهور في رحلة عبر الثقافة والخيال. واليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يشكّل هذا المعرض شهادة على غنى النشاط الفنيّ في لبنان وتنوعه، ومدى قدرته على بث الشعور بالاعتزار وغرس بوادر الأمل في نفوس الزائرين، إذ يعدّ بمثابة جسر تواصل بين الناس، ودرعًا يقيهم من مطبّات الزمن، إلى حدّ يفوق ما كنا نتوقعه.  

عن ذلك، تقول لمى سلام، عضو لجنة جناح نهاد السعيد للثقافة: «يشكل جناح نهاد السعيد للثقافة فسحة أمل، فهو مساحة لتكريم الثراء الثقافي للتراث اللبناني ومشاركته مع العالم. واليوم، الإبقاء على أبوابه مفتوحة هو وسيلة لحماية الأماكن وصِلات الوصل التي تربطنا بالحاضر والمستقبل، والحفاظ على استمرارية النشاطات الثقافية والمهن المرتبطة به». وتتابع: «هذا الجناح هو مركز متطور يرسًخ الهوية الوطنية ويستثير الفضول للتحفيز على الإبداع، وفي الوقت عينه، يدعم المتحف الوطني في بيروت في توفير إيرادات اضافيّة».

ما هو جناح نهاد السعيد للثقافة؟

يشكّل جناح نهاد السعيد للثقافة مساحة للحوار الفنيّ والثقافيّ، وصرحًا للاحتفاء بالجماليّة على تنّوعاتها، وإحياء للذكريات وللذاكرة. وقد تمّ تسمية هذا الجناح المستجد على المساحة الثقافية في لبنان، تيمّنًا بعاشق شغوف بالفن، وجامعٍ لآعمال فنيّة، بكّر بالرحيل عن هذه الدنيا. أمّا الهدف منه، فهو ترسيخ مكانة المتحف الوطنيّ في بيروت، كأهمّ رمز للإرث اللبناني، ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، من خلال إنشاء مؤسّسة ثقافيّة نابضة بالحياة وتتطوّر باستمرار. ويُعَدّ هذا الجناح الذي يقع في جوار المتحف الوطنيّ، مساحة مضيئة ومصمّمة لنفخ الروح في معلمٍ وطني بقي صامدًا في وجه الحروب والدمار، وهو يؤسّس فصلًا جديدًا في مسيرة المتحف، متزامنة مع تعافي بيروت والوطن من عدّة عقودٍ حافلةٍ بالأحداث.

جناح نهاد السعيد للثقافة

الهدف من الجناح

يكرّس جناح نهاد السعيد الثقافة كمركز متطوّر يرسّخ الهويّة الوطنيّة ويستثير الفضول للتحفيز على الإبداع، وفي الوقت عينه، يدعم المتحف الوطني في بيروت في توفير إيرادات اضافيّة. وسيتم تخصيص هذه المساحة لتنظيم واستضافة الأنشطة الثقافيّة والاجتماعيّة، مثل المؤتمرات والطاولات المستديرة وتوقيع الكتب وغيرها من الأنشطة المؤسسيّة لدعم المتحف الوطنيّ في بيروت ماليًّا.

المعرض الافتتاحي

رغبةً منه بالتعاون مع جهات مختلفة منذ بدايته، إختار جناح نهاد السعيد للثقافة أن يعهد الى متحف بيروت للفنون BeMA تنظيم المعرض الافتتاحي. بذلك، تنبع فكرة معرض “بوابات وممرات، سفر عبر الواقع والخيال”، من رؤية جناح نهاد السعيد للثقافة، ومن مهمّته، ومن تصميمه المعماري. يطمح هذا الصرح الجديد أن يشكّل مكاناً يلتقي فيه الماضي والحاضر والمستقبل، ومساحةً لحوارات ثقافية، ومجالاً لاكتشافات وخبرات مشتركة.

جناح نهاد السعيد للثقافة

فالجناح والمتحف، هما بمثابة مكان للتحوّل والالتقاء بين العوالم، والأشخاص، والأزمنة، ويشقّان مسارات تحرّك الأحاسيس وتعكس الخبرة البشرية. وفي إطار بحث عن مصادر حيوية يولّدها الخيال، يشكّل هذا المعرض المقسّم إلى أربعة أجزاء: الذاكرة، والأساطير، والإدراك، والارض، روابط بصرية، وتاريخية، ومفاهيميّة محددة تصل الأعمال الفنية ببعضها البعض وتحيك بينها روايات محتملة من عالم إلى آخر، وتغوص في الواقع والخيال على حدّ سواء.

المتحف بين القديم والجديد

يتسّم المتحف الوطني في بيروت بأهميّة تاريخيّة كبيرة، حيث يضمّ بعضًا من أثمن القطع الأثرية في البلاد، ويقدّم للزائر نافذةً فريدة من نوعها على قرونٍ من التاريخ والتراث، بالإضافة إلى الدور الثقافي، وهو ما يندرج في جوهر عمل المتاحف الوطنيّة. يتمتّع مبنى المتحف بحدّ ذاته برمزيّة خاصة، فخلال الحرب الأهليّة اللبنانيّة، شاء القدر أن يقع المتحف الوطنيّ في بيروت على الخط الأخضر الذي يقسم العاصمة شرقًا وغربًا، فكان تارة شاهداً للمآسي وتارة معبرًا للتلاقي. 

خلال الاحداث اللبنانيّة، دأب عالم الآثار والمؤرخ اللبناني الأمير موريس شهاب، أوّل أمين للمتحف، ومن ثمّ أوّل مدير عام للآثار، على حماية التراث الثقافيّ للبلاد وحفظه من الخراب والدمار. فاقترح، على مرّ خمسة عشر عامًا، خططاً ووسائل كفيلة بتحقيق هدفه ووفآء بواجبه لحماية المتحف الوطني. وقد ذهب إلى حدّ دفن القطع الأثريّة التي لا تُقدّر بثمن خلف متاريس خرسانية مدعّمة بالفولاذ، تحول دون الوصول إليها في الطابق السفلي، وقام بحفظ كل قطعة كبيرة من القطع الموضوعة في المتحف داخل هياكل فرديّة مصنوعة من الخشب والأسمنت.

جناح نهاد السعيد للثقافة

وفي ثمانينيّات القرن العشرين، خطرت للأمير موريس شهاب فكرة بناء جدار حول الواجهة الغربيّة للمتحف من أجل حماية المبنى الذي يُسمّى الآن جدار موريس شهاب. ولا يزال قسم من هذا الجدار قائمًا حتى الآن يربط المبنى الرئيسي بالجناح ليذكرنا بتاريخ المتحف، ويقودنا للعبور من القديم الى الجديد، ومن الذكرى الى الابتكار. 

وشهدت ولادة جناح نهاد السعيد للثقافة على تطوّر مفصليّ آخر، تمثّل بقرار هدم الجدار الحدوديّ المواجه غربًا، وهو الذي كان حتّى ذاك الوقت يعوق الإطلالة على ميدان سباق الخيل في العاصمة. وهكذا لم يعد الجناح مساحة معزولة، بل بات المكان مطلًا ومن السهل الوصول إليه، وهذان مبدآن أساسيّان حدّدا طبيعة المشروع من التصوّر إلى التنفيذ.

جناح نهاد السعيد للثقافة

الاقتراحات
مقالات
عرض الكل
مجموعة ڤوغ
مواضيع