استقبل مسرح قصر غارنييه على مقاعده المخملية الحمراء الوثيرة مساء الخميس الماضي لفيفاً من عشاق الفن والثقافة، كان من بينهم رئيس معهد العالم العربي جاك لانغ، وغيره من الشخصيات البارزة في عالم الموضة مثل جيامباتيستا ڤالي، و ريك أوينز ، وميشيل لامي ، وماريسا بيرنسون، وحيدر أكرمان ، إلى جانب الممثلة الفرنسية بيرينيس بيجو التي تزينت بقلادة مرصعة بالصفير والألماس من تصميم دار شوميه ، والمغني الشهير ليني كراڤيتز الذي ارتدى إطلالة كاملة من الملابس الجلدية، حيث قضوا أمسية رائعة مع فن الباليه. واشتمل الحفل السنوي لافتتاح الموسم الجديد لعروض الباليه وجمع التبرعات بدار أوبرا باريس على عروض معاصرة وأخرى كلاسيكية استثنائية أخرجها مصممو الرقصات هانز ڤان مانين، وسيدي العربي شرقاوي، وجورج بالانشين بمصاحبة موسيقى ساتيه، وديبوسي، وتشايكوڤسكي، ما أثار إعجاب الحضور الذين أشعلوا دار الأوبرا بتصفيقهم الحاد، فيما دوّت صيحات الاستحسان ’’براڤو! براڤو!‘‘.
كما صفق الجمهور بحماس بالغ عندما اعتلت مديرة باليه أوبرا باريس، أوريلي ديبون، المسرح وانحنت تحيةً لهم وهي ترتدي فستاناً مخضباً باللون الفوشيا ومتوهجاً باللمعان المعدني من تصميم ألكسندر ڤوتييه ، وتنتعل حذاءً بساق تصل إلى ما فوق الركبة من تصميم الأردنية أمينة مُعادي ، فيما تزينت بقرطين متدليين مرصعين بالألماس من دار بوشيرون . وقد ذكرت ديبون مشيرةً إلى كتفيها العريضين اللذين يبرزان جمال خصرها النحيل لــــڤوغ العربية: ’’فكرت، إذا لم أرتدي كل ذلك الآن، فمتى إذاً؟‘‘.
وخلال العشاء الذي أقيم في البهو الكبير المضاء بالثريات المدلاة في دار الأوبرا التي طليت جدرانها باللون الذهبي، صرحت ديبون بأنها كانت ترغب في أن تكون الأولوية للتنوع في برنامجها. وأوضحت لــــڤوغ العربية أثناء جلوسها بعد انتهاء العشاء قائلة: ’’يعدّ التباين في أسلوب الرقص، والعمل، وتصميم الرقصات [للناس من مختلف الثقافات] أمراً واضحاً وجلياً ويضفي ثراءً على أي عرض‘‘. ولكنها كانت حريصة على أن تذكر نفسها بأن الفرقة متخصصة في الأساس في تقديم عروض الباليه الكلاسيكي. وعن سياستها كمديرة لأقدم فرقة للباليه في العالم أجابت: ’’أعمل على إضافة المزيد من عروض الباليه الكلاسيكي [إلى البرنامج]‘‘. وأضافت: ’’والآن بعد أن أصبح الراقصون يتمتعون بالشكل المثالي، بإمكاني أن أدفع بهم لمزيد من التميز البدني في الأداء‘‘. وعن اختياراتها من الرقصات المعاصرة قالت: ’’أتخذ مزيداً من الخطوات الجريئة. بدأتها مع سيدي العربي شرقاوي‘‘، مشيرةً إلى مصمم الرقصات الذي كان تصميمه للعرض الثنائي الرائع لباليه Faun من أبرز العروض التي قُدمت في هذه الأمسية.
كما أكدت ديبون أن موسم 2017-2018 سيشهد مزيداً من التعاون في مجال تصميم أزياء الراقصين – وقد صمم أزياء ليلة الافتتاح المصممان حسين شاليان وكريستيان لاكروا. ’’أحب أن أبوح لكِ بأن الجميع ]تقصد المصممين [يريدون تصميم أزياء أوبرا باريس. وأعلم لماذا يثير ذلك حماسهم – ففي أي عرض، لديكِ عارضات يسيرون خلاله، ولكِ أن تتخيلي أن تعرض أزياؤكِ على أجسام العارضات عبر العروض الراقصة‘‘.
وأشادت ديبون بأحد المصممين وهو عز الدين عليّة ، وقالت: ’’أتمنى التعاون معه. فهو يضفي البساطة والتعقيد على ملابسه. وعندما تنظرين إليه عن كثب، تستطيعين مشاهدة عمله البارع. وهي ملابس جيدة للرقص لأنها تلتصق بالجسم كما تتميز بالمرونة؛ ويبدو لي كما لو كان مصمماً محترفاً لأزياء عالم الرقص‘‘.
وبعد انتهاء العرض، دُعي الضيوف الذين بلغ عددهم 700 ضيف إلى مأدبة عشاء فخمة أقامها المطعم الفرنسي لي فودنغ، حيث أعدّ كلَ وجبة –احتوت على مقبلات من الروبيان والكراث، وشملت طبقاً رئيسياً من الأسماك، وطبقاً من حلوى التفاح والورد- مشاهير الطهاة مثل تاتيانا ليڤا، وكريستوف سانتاني، وبيير هيرميه، وسط أجواء مفعمة بشذا آلاف الزهور الرائعة (أعدها مصمم المناسبات وعروض الأزياء ألكسندر دي بيتاك). ثم هبط الضيوف درجات سلم قصر غارنييه للاستمتاع بالحفل الذي أقيم بعد انتهاء العشاء. وبعد هذه الأمسية الاستثنائية الرائعة، لا يسعنا سوى أن نأمل في حضور المزيد من تلك الأمسيات الحافلة بشتى صنوف الجمال والفن والمتعة.
لقطات من داخل جلسة تصوير الأزياء الراقية لعدد سبتمبر من ڤوغ العربية