في أحدث حملة عالمية لها، منحت عملاقة الألبسة الرياضية نايكي رياضيات الشرق الأوسط حصرياً دور البطولة في إعلانها المثير. وإذ قدَّمت محترفات من عدة رياضات -ملاكمة أردنية، ومبارزة تونسية، وعدّاءة سعودية، ولاعبة جمباز إماراتية- فإنَّ حملة نايكي الغنية ثقافياً تشكل خطوة جريئة اتُخِذت لتمكين وإلهام الجيل القادم من الرياضيات العربيات. واحتفاءً بالإعلان الجديد، التقت ڤوغ العربية الرياضيات الفائقات الأربع —ومن بينهن سفيرتا نايكي الجديدتان: عريفة بسيسو وإيناس بوبكري— في ستوديو Bare بدبي. والمقال بالكامل، والذي تم التقاط صوره بعدسة مصور الأزياء الإيطالي جيوفاني سكواتريتي، منشور في أول عدد مطبوع لڤوغ العربية، والذي أصبح متوافراً للبيع اعتباراً من 5 مارس 2017.
تصفَّحوا الصور في الأسفل لمقابلة رائدات الرياضة اللواتي تخطين جميع الحواجز.
عريفة بسيسو
عريفة بسيسو، القادمة من الأردن، هي بطلة مصارعة وطنية. وصعدت بسيسو لأول مرة على الحلبة لأنها كانت تبحث عن متنفس؛ ولكنّها أدمنت اللعبة بعد الجلسة الأولى. وبعد مضي ثلاثة أشهر فقط، تابعت بسيسو ونافست في أول بطولة وطنية للنساء على الإطلاق في الأردن. وتقول مستذكرةً: “كنت متوترةً لأنني لم أُلكَم على وجهي من قبل”. فازت بسيسو في الجولة ولم يكن فوزها مجرّد مصادفة؛ فقد مرّ ما يقارب عقداً من الزمان على فوزها الساحق، ولا تزال قائدة المنتخب الأردني، واختيرت مؤخراً كإحدى نجمات نايكي، لتتحدى الصورة النمطيّة السائدة عن السيدات، وتتخطى العقبات لكمةً بعد الأخرى.
إيناس بوبكري
ليست المبارِزة الوحيدة التي حصلت على جائزة في عائلتها. وكان أول سيف مبارَزة حملته (بعمر الأربع سنوات) في الواقع يعود لأمها الرياضية. وبعد مضي 24 عاماً، عندما صعدت على منصة التتويج خلال دورة الألعاب الأولمبية “ريو 2016″، صنعت بوبكري التاريخَ. وحصدت اللاعبة الأولمبية لمرتين أول ميدالية برونزية لتونس بعنين تملؤهما دموع الفرح. ولم يكن ذلك التتويج التاريخي أول إنجازاتها، فقبل مشاركتها في ألعاب ريو الأولمبيّة فازت المبارِزة التونسيّة -التي انتقلت خلال مراهقتها إلى فرنسا لتتمكن من ممارسة هذه الرياضة، ثم التقت بزوجها هناك- في ألعاب البحر الأبيض المتوسّط في عامي 2009 و2013، كما نالت لقب بطولة العالم في 2014، بالإضافة إلى لقب البطولة الأفريقيّة اثنتي عشرة مرّة.
سارة عطار
خلال دورة الألعاب الأولمبية التي جرت الصيف الماضي “ريو 2016″، اتجهت جميع الأنظار صوب عدد من الرياضيين الذين حطموا الأرقام القياسية وتحدُّوا التوقعات، ومن بينهم العدَّاءة ذات الأربعة وعشرين ربيعاً سارة عطار، التي تسابقت أمام جماهير دولية في الألعاب الأولمبية عام 2012 في لندن واشتهرت بكونها أول رياضية (ترتدي الحجاب) تتنافس باسم المملكة العربية السعودية. وإذ ولدت وترعرعت في كاليفورنيا، فإن عطار دخلت عالم الرياضة عندما كانت مراهقة بفضل والدها الذي يعمل مدرباً لكرة قدم. واليوم، تعمل سارة عطار على تمهيد الطريق أمام النساء العربيّات حول العالم، ضاربةً بالصورة النمطيّة عرض الحائط. فقد بقيت الرياضة في المجتمع حكراً على الذكور عقوداً طويلة، ولم تنتزع السعوديّات فرص المنافسة الرياضية إلا عام 2012. وتواصل عطّار إلهام الأجيال المقبلة من الفتيات ليواصلن السعي إلى تحقيق أحلامهن.
ياسمين بكر
قد تظنون أن مَن تقدر على ثني أطرافها ولفّها في وضعيّات مختلفة على ارتفاع 10 أقدامٍ في الهواء لا يمكن أن تخاف المرتفعات. لكن يبدو أن هذه هي حال ياسمين بكر لاعبة الجمباز الإماراتيّة البالغة من العمر 25 عاماً والتي لم تسمح لخوفها بأن يقف في طريق تحقيق أهدافها. ولدت بكر في واشنطن، واستهوتها اليوغا الهوائيّة بعد أن حضرت مع عائلتها عروض «سيرك دو سوليه» عندما كانت في الثامنة. يعرف هذا النوع من الرياضات باسم اليوغا الناعمة، وهي من الرياضات المهمَلة لما تتطلّبه من قوّة ذهنيّة وجسديّة، فقد استغرقت بكر عامين ونصف لتتمرّس على الانضباط فيها. كما أن التدرّب على هذه الرياضة ليس متاحاً بسهولة في الصالات والمراكز الرياضية. وقد أثبتت بكر نفسها المدرّبة الأولى والوحيدة لليوغا الناعمة في دبي، لتقسّم وقتها بين صالة Gravity الرياضيّة ومدرسة السيرك. يا ترى ماذا يخبئ مستقبلها؟ حدوده عنان السماء بكل ما للكلمة من معنى.
شاهدوا كيف جمعت أحدث نجمة لعلامة نايكي بين الجمال وقوة العضلات