تُرى كم عدد الدروس التي يمكن أن نتعلمها من نجمة متعددة المواهب أمضت عقوداً طويلة في مجال الفن؟ لا شك أننا سنحصل على عدد لا يُحصى منها لو استمعنا إلى جينيفر لوبيز. ومساء الأربعاء 19 ديسمبر، وقبل ساعات قليلة من ظهورها على السجادة الحمراء خلال العرض الأول لفيلمها الجديد سكند آكت -حيث ارتدت فستاناً ضخماً باللون الوردي الزاهي من تصميم جيامباتيستا ڤالي- جلست جينيفر لوبيز أمام حشد من الجمهور في نادي ذا وينغ بحي سوهو للحديث عما تعلمته من الحياة.
وفي فيلم سكند آكت، تلعب جينيفر دورَ مايا، وهي امرأة تخطت الأربعين من عمرها وتحاول صعود السلم الوظيفي في شركتها التي أغفلت ترقيتها لصالح شاب “درس في مدرسة للمترفين”. وأثناء بحثها لاحقاً عن عمل جديد، تختلق مايا لنفسها شخصية جديدة بتقديم سيرة ذاتية عززتها بمعلومات مغلوطة. خمنوا ماذا حدث؟ يبدو أن امرأة واسعة الحيلة يمكن أن تنافس أفضل خريجي الجامعات! – وبعدها تعيش مايا قصة حب سعيدة (مثلما حدث في فيلم فتاة عاملة وفيلم خادمة في مانهاتن). وفي نادي ذا وينغ، تحدثت جينيفر، أمام جمهور متشوق للاستماع إليها، عن تجاربها في المجال السينمائي، وما تعلمته من علاقاتها السابقة، بل واتصلت بابنها عبر تطبيق فيس تايم لتُري الجمهور قصّته الحليقة. وقالت جينيفر أمام الحضور: “الأفلام التي أختارها حالياً محددة للغاية. فلقد شارفت على بلوغ الخمسين من عمري. وهذه هي الأمور [في الأفلام] التي تحدث حقيقةً في حياتي الخاصة، ولأني فنانة، يجب أن ألعب الشخصيات التي أعرفها. وهذا كل ما يمكنني القيام به”. ودائماً ما تفكر مع شريكتها في الإنتاج، إلين غولدسميث توماس، عن: “ما الأدوار التي يمكن أن ألعبها والتي تُعد حقيقية بالنسبة لي، والتي يمكن عبرها أن أروي قصة لا أحد يستطيع أن يرويها مثلي”. وأضافت: “وهذا ما نفكر فيه عندما نعمل على صناعة فيلم”.
وإليكِ خمسة دروس أخرى من الحياة تحدثت عنها جينيفر في نادي ذا وينغ:
- كُفّي عن انتقاد ذاتكِ.
قالت جينيفر: “في بداية مشواري، كانت الظروف حينها تكاد تفرض عليّ أن ألتزم الصمت… ولو تحدثت عن رأيي، كان أحدهم ليقول، ’آه، آسف، هل تتحدثين؟‘ كانت تلك العين الداخلية الناقدة لي موجودة في الحقيقة وكانت جزءاً من ذلك العهد [الذي كنا نحيا فيه]. الآن، في هذه اللحظات أدركنا [نحن النساء] أن أصواتنا أصبحت مسموعة، وصرنا نتحدث أكثر عن آرائنا. أصبحنا نقول إننا نقبل هذا، ولن نقبل ذاك، وإننا نريد أن نُعامَل على قدم المساواة. إنه زمن أكثر تمكيناً لنا”.
- اِحتفي بعمركِ.
“أعتقد أنه [بلوغي 49 عاماً] أمر مهم. لهذا السبب أردنا تقديم هذا الفيلم… يحدث في مرحلة ما من حياتكِ أن يحاول الناس إقصاءكِ وتستعدين أنتِ للاستسلام، لأنه ليس لديكِ في العديد من المرات أي حل سوى أن تضربي رأسكِ في الحائط. وتبدئي في قول، ’ربما لم يُقدر لي ذلك، ربما لم يكن من المفترض أن أحلم بهذا الحلم العريض، ربما كان عليّ أن أبقى حيث أنا. ربما الحياة الأرحب والأفضل ليست لأمثالي – وتلك حفنة من الترهات. والاستسلام لهذه الأفكار هو الفشل ذاته. لهذا السبب كان من المهم تقديم هذا الفيلم. فالشيء الوحيد الذي يقف عقبة في طريقكِ هو أنتِ. وفي نهاية المطاف، ستواجهين تمييزاً بسبب العمر، وعنصريةً، وتفرقةً جنسية، وتمييزاً بسبب طبقتكِ الاجتماعية. كل هذا سيحدث ويجب أن تدركي أنه مع ذلك، ’لا زلت أعمل. ولا زلت أؤدي عملي، وسأتحدى جميع هذه الصعاب‘. كان من المهم بالنسبة لنا أن نوجه هذه الرسالة في الفيلم”.
- اختلافكِ مصدر قوتكِ.
قالت جينيفر: “دائماً ما أردد أنني حين اتجهت إلى هوليوود، كانت حقيقة أنني جئت من حي ذا برونكس [أحد الأحياء الفقيرة بمدينة نيويورك] هي ما ساعدتني. كنت مختلفة للغاية عن الجميع هناك، وهذا ما ميزني، وصار أكبر نقاط قوتي. لهذا السبب طوال مشواري، لا زلت دائماً Jenny from the Block [أي ’جيني فتاة الحي‘ وهو اسم لأغنية تغنت فيها بحي ذا برونكس وشخصيتها التي لم تُغيرها الشهرة]، فأنا امرأة أصيلة، وهذا أمر مهم بالنسبة لي، فهذا أنا، إنها تلك الدماء التي تجري في عروقكِ، وتجعلكِ دوماً تتذكرين أنه لم يكن لديكِ شيئاً، ثم الرغبة في الحصول على المزيد”. علاوة على ذلك، أضافت: “اضطررت بالتأكيد لإظهار حقيقتي كفتاة من حي ذا برونكس في المرات التي كان الناس يحيدون فيها عن الصواب ولا يظهرون الاحترام [الواجب] نحو امرأة شابة”.
- هم ليسوا السبب، بل أنتِ.
“كل شيء يعتمد عليكِ. أذكر أنني كنت أنخرط في علاقات وكنتُ مثل التي تُردد، ’إنه يتصرف بهذه الطريقة، إنه يتصرف بتلك الطريقة، إنه مخطئ‘. كان العيب دائماً في الآخرين. ثم أدركت أنني السبب. كان لا بد أن أفهم نفسي. كان يجب أن أفهم لماذا أتخذ هذه الخيارات. نسمع هذه العبارة طوال الوقت، ولكن يجب أن تحبي نفسكِ. وكان يجب أن أفهم ماذا تعني. ظننت أني فهمت، ولكنها تعني أن تعتني بنفسكِ، أن تكوني أنت الحارسة على نفسكِ، أن تتخذي قرارات صائبة لنفسكِ، وتعرفي النماذج السلبية، وتعلمي أين تألمتِ وما علاجكِ، جميع تلك الأمور من ماضيكِ. تلك كانت أعظم حكمة تعلمتها وهي ما أعلمها لابنتي، أن تُحبي نفسكِ، كوني كاملة أنتِ أولاً، ستحظين بعدها بعلاقات رائعة مع الناس في عملكِ، ومع عائلتكِ، ومع أولئك الذين اخترتِهم لمشاركتكِ حياتكِ”.
- قومي بواجبكِ من أجل المستقبل.
“من المهم بالنسبة لي أن يبدو العديد من النساء اللواتي يعملن في الأفلام والتمثيل مثل النساء في الحياة الواقعية. عندما ننتج أفلاماً، نتأكد من أننا نعكس هذا الأمر. أحياناً تبدو الأفلام هليوودية الطابع أكثر وبراقة ولكنها يجب أن تبدو مثل الحياة الواقعية. لا مجال هنا للترهات. والفيلم الوحيد الذي ألهمني على الإطلاق وألهمني طيلة مشواري برمته هو قصة الحي الغربي. والسبب أنه ضم شخصيات من بورتوريكو [تنحدر جذور جينيفر من هذا البلد]. ولا يهم أنهم كانوا من رجال العصابات! كل ما يهم أنهم غنوا ورقصوا وكانوا على قدر من الجمال ووقعوا في الحب. وكان هذا كافياً لي كفتاة صغيرة من حي ذا برونكس لحثي على القيام بكل ما قمت به وأن أطور نفسي وأن أغدو شخصية شهيرة، ومُحسنة، وأم”.
والآن اقرئي: لن تصدقي كم تجني جيجي وبيلا حديد من العمل في عرض الأزياء
نُشر للمرة الأولى على Vogue.com