انتهت فعاليات مهرجان دبي السينمائي 2016 يوم الأربعاء الماضي، بفوز المخرج الإماراتي عبد الله الكعبي بجائزة أفضل فيلم إماراتي عن فيلمه المثير للجدل “الرجال فقط عند الدفن” ليهتف: “أطير سعادةً” في حواره الخاص مع ڤوغ العربيّة عن فوزه الكبير في المهرجان.
ولم يتردد المخرج عندما سئل لمن يريد أن يوجه شكره في الإجابة: “والدي هو أول شخص بالتأكيد،” كما وجه الشكر للمنتج ماهوتفورش فرشاد على نقل الفيلم من الورق إلى الشاشة الكبيرة: “لقد آمن بي حقاً، ولم يكن أيّاً من هذا ليحدث لولاه.”
ما الذي كان سيحدث لو أنه لم يفز بهذه الجائزة؟ “كنت سأشعر بنفس القدر من السعادة لفوز مخرج آخر،” ويقول مضيفاً: “هذه الجائزة تعد فوزاً لكل المخرجين وصنّاع الأفلام العرب الذي ضحّوا بصحّتهم ووقتهم وراحة بالهم في سبيل مشاريعهم السينمائية.”
عرض فيلم “الرجال فقط عند الدفن” للمرة الأولى عالمياً في العاشر من ديسمبر في مجمع مدينة جميرا. وكما يظهر من عنوانه أنه يناقش الأحكام الإسلاميّة في أن الرجال فقط هم من يحضرون دفن الميّت، ويدور حول 3 سيدات خليجيّات يواجهن توترات ومشاكل عائلية بعد وفاة والدتهن الكفيفة فجأة بينما كانت تكشف لهم سراً تخفيه.
وعلى الرغم من أن الفيلم يناقش موضوع اجتماعي حساس وقد تكون مناقشته محرّمة؛ إلا أن ذلك كان في صالح الفيلم فيقول الكعبي: “أعتقد أننا فزنا لأننا ناقشنا مواضيعاً حساسة بأسلوب مبسّط، بهدف أن نبدأ حواراً يشعر الجميع فيه بالراحة.”
وبالكاد كان فوزه مفاجئاً، فبعد أن قدّم الفيلم القصير “الفيلسوف” عام 2010، جاءت مشاركته مرتقبة في مهرجان هذا العام. وقد كان من المقرر أن يتم عرض الفيلم العام الماضي، إلا أن الكعبي قام بالانسحاب دون أسباب واضحة قبل أيام قليلة من إطلاقه، وسبب بذلك ارتباكاً بين المنظمين ومتابعي الأفلام.
ولكن الكعبي كشف في وقت لاحق أنه قام بسحب الفيلم لأنه لم يعتقد أنه اكتمل. وبالفعل كانت هناك العديد من “المحاسن والمساوئ” كما يقول. وقد صوّر الفيلم بالكامل في إيران على مدى خمس سنوات بسبب القيود الماليّة. وفي لقاء مع Gulf News قال المخرج أن المشروع كان من تمويله الخاص ليصف محاولاته في إنهاء التصوير بـ”كارثيّة”، وقال: “من الصعب إيجاد ممولين في الخليج العربي، فنحن لا نملك تلك الثقافة السينمائية بعد.”
ومع ذلك ذكر المخرج الإماراتي أن الخليج يمشي في خطى صغيرة وثابتة، “مهرجان دبي السينمائي يعد رائعاً لأنه يكرّم هذه المهنة ويجمع صنّاع الأفلام معاً على مدى 7 أيام متواصلة؛ هذا شيئ نحتاجه على مدى 365 يوماً في السنة.”
وقد واجهت الكعبي عدد من الصعوبات خلال تصوير هذا الفيلم كذلك، إذ فقد واحدة من أعز أصدقاءه في حادث مؤسف، وقال بأنه لن ينساها إطلاقاً فيتذكّر قائلاً: “هذا الفيلم مهدى لها، فقد شاهدته قبل 3 أيام من وفاتها، وكانت فخورة بي. هذا ما سأتذكره دائماً.”
وينوي الكعبي العودة إلى باريس حيث حصل على شهادة الماجستير في صناعة الأفلام لحضور مهرجان كان السينمائي في مايو المقبل. أما عن أعماله المقبلة فيقول: “في جعبتي عملين سأكشف عنهما عمّا قريب، وستكون ڤوغ العربيّة أول من يعلم بذلك.”
شاهدوا أبرز إطلالات السجادة الحمراء في مهرجان دبي السينمائي 2016.