هذا الموسم، تزخر المنطقة بفعاليات كبرى ترتبط جميعها بالموضة والتصميم. وإذا ما ألقينا نظرة على جدول الفعاليات، نجد أن أسبوع دبي للتصميم قد اقترب موعد انطلاقه؛ كما تصل معارض كل من “ديور” و“هيرميس” و“شوميه” إلى السعودية وقطر؛ وفي القاهرة والإسكندرية، يهيمن معرض “آرت دي إيجيبت” على مواقع شهيرة بتركيبات إنشائية ضخمة؛ كما حطّ معرض “فاشن ترست العربية” رحاله في مراكش، حيث يركز على الحِرَف التراثية…
وتفيض هذه المناسبات الضخمة بحضور علامات عالمية أصبحت أخيرًا تدرك أهمية الشرق الأوسط على خريطة الإبداع العالمية. وعلى صفحات هذا العدد، نستعرض ليس فقط هذه المحطات، بل ونسلّط الضوء كذلك على مصممي المنتجات الذين يهمكم معرفتهم من دول مثل قطر والإمارات ولبنان. ولي الفخر أن أقول إننا الآن بتنا جزءًا من المجتمع الذي يعيد تشكيل التصميم على الصعيد العالمي، ولم نعد مجرد مستهلكين سلبيين.
إننا في الواقع نعيش في زمن لا يتصوره عقل، فلا يمكن أن نأخذ أي شيء على أنه أمر مُسلَّم به. وفي مثل هذه الأوقات، بات من الضروري أن نحيط أنفسنا بأحبائنا داخل منازلنا، رغم أن ذلك يُعدّ رفاهية بالنسبة لكثيرين؛ فمنازلنا هي الدرع الذي يحمينا من أي اعتداءات خارجية، وفيها يتوقف الزمن بلا حراك، ونجد الشعور بالسلام. وكان هذا بالتحديد شعوري ما أن دخلت، لأول مرة، المنزل الجديد لأسرة المغنية اللبنانية دانا حوراني، التي تزيّن غلاف هذا العدد. وينبض هذا الملاذ الرائع في دبي، الذي وُضِعَت ديكوراته بالتعاون مع المصممة الإماراتية الأميرة نور بني هاشم، بالبساطة والراحة والأناقة العصرية. وهو يمثل أيضًا أفضل رد على “الكليشيه” القائل بأن جميع الديكورات الداخلية في الخليج مطلية بالذهب ومبهرجة. لقد منحني قضاء الوقت مع دانا في بيتها، بينما نستمتع بمشروب اللاتيه المثلج الذي تشتهر به، لحظات مميّزة حقًا من السعادة البعيدة عن التكلّف. ورغم أن هذا جعلني أشعر بالاشتياق لعائلتي في لشبونة، فقد شعرتُ أيضًا بالامتنان لوجود منزل ثانٍ وآمن وسعيد لي هنا في دبي.