ربما تكونين مهتمّة بالتعرف إلى عهد كامل؛ فمن المنتظر أن تشاهديها وتسمعي عنها الكثير قريباً جداً، فهذه الفتاة البالغة من العمر 36 عاماً هي أول ممثلة سعودية تحصل على دور رئيسي في مسلسل لشبكة نتفليكس الشهيرة.
وستلعب كامل المولودة في جدة دورَ لاجئة مسلمة تدعى فاطمة في المسلسل الجديد ’كولاتيرال‘ المقرِّر عرضه للمرة الأولى في بداية العام القادم. وتدور قصة المسلسل حول حادث غامض لإطلاق النار على رجل توصيل طلبات البيتزا في لندن. وتلعب كامل دورَ البطولة إلى جانب المرشحة لنيل جائزة الأوسكار النجمة كاري موليغان والممثلين جون سيم، وبيلي بايبر، وجولي نامير.
أسرت كامل، التي حصلت على درجة الإخراج من أكاديمية نيويورك للأفلام، اهتمامَ الجماهير بمشاريعها السابقة، بما فيها دور الآنسة حصّة في الفيلم السعودي ’وجدة‘ الذي حاز على إعجاب النقاد، وهو من إنتاج عام 2012. كما نال فيلمها الأول الذي تم إنتاجه عام 2009 تحت اسم ’القندرجي‘، والذي كتبته وأخرجته بنفسها كما لعبت فيه دور البطولة، لقبَ ’أفضل فيلم قصير‘ في مهرجان بيروت السينمائي الدولي، كما حاز في مهرجان الخليج السينمائي بدبي الجائزةَ الثانية، وكذلك نال جائزة خاصة من قبل لجنة التحكيم في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بمدينة وهران الجزائرية دورة عام 2010. وعلاوةً على ذلك، أهّلتها تجربتها التمثيلية الأولى في فيلم ’رزان‘ عام 2006 لأن تنال ’جائزة أفضل ممثلة‘ في مهرجان سان فرانسيسكو السينمائي الدولي.
وتنتمي كامل إلى موجة جديدة من النساء السعوديات اللواتي يقمن بخطوات واسعة في مجالات عملهن، حيث جرى مؤخراً تعيين رها محرّق -أول امرأة سعودية تصل إلى قمة إيڤرست- سفيرةً لعلامة الساعات السويسرية الفاخرة تاغ هوير، وتم الإعلان عن دور محرق الجديد قبل أيامٍ فقط من إصدار المملكة أمراً سامياً تاريخياً بالسماح للنساء في المملكة العربية السعودية بقيادة السيارة بدءاً من منتصف العام القادم. وقد أتت تلك الخطوة بعد سنواتٍ من الحملات التي قادتها الناشطات، بمن فيهن الناشطة منال مسعود الشريف التي أطلقت حملة حق المرأة في القيادة عام 2011.
حاورنا عهد كامل حول دورها الجديد، وعن أهمية تمثيل المسلمين في وسائل الإعلام الرئيسية، والفيلم المفضل لديها على الإطلاق.
كيف حصلتِ على دوركِ في مسلسل كولاتيرال؟
’’أجريت في بادئ الأمر تجربة أداء للحصول على دور أصغر منه، وتفاجأت جداً عندما اتصلوا بي بعد أسبوع ليخبروني أنهم يريدون رؤيتي من أجل دور فاطمة، التي تلعب دوراً أكبر في هذا المسلسل. ثم قرأتُ الدور وشعرت فوراً بصلة تربطني بالشخصية إلى جانب المخرجة إس جيه كلاركسون والكاتب سير ديڤيد هير، اللذين كانا في الغرفة. يمكنكم القول إن الأمر كان مقدراً له الحدوث‘‘.
هل هناك أوجه شبه حقيقية تجمعكِ بشخصية فاطمة؟
’’لا يمكنني التكلم كثيراً في هذا الخصوص دون الكشف عن عناصر من القصة، ولكنها امرأة مسلمة قوية تعيش كلاجئة في لندن. نحن متشابهتان في كون كلانا ناجيتين ومقاتلتين، ولسنا ضحيتين‘‘.
ماذا يعني لكِ أن تؤدي دور فتاة محجبة؟
’’معظم الأدوار التي أؤديها تتضمن شخصيات محجبة، ولكن الحجاب ببساطة إكسسوار للشخصية. فعندما أؤدي دوراً ما، أقوم بمقاربته من الداخل، وأبداً أطرح الأسئلة: ماذا تحبُّ تلك الشخصية؟ وماذا تكره؟ وما الذي يسبِّب لها الألم؟ من تلك الناحية جميعنا متشابهون، فجميعنا بشر والحجاب خيار، هو طبقة خارجية لا أكثر‘‘.
ما الأسباب التي تجعل تمثيل المحجبات في وسائل الإعلام الرئيسية أمراً هاماً؟
’’لأن ذلك سيسلِّط الضوء على المرأة والإنسانة خلف الحجاب. هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة والصور النمطية المغلوطة، ومن خلال إيجاد قدوة واستغلال هذه المنصات لتقديم أنفسنا، نبدأ بتحطيم تلك الأفكار‘‘.
ما أكبر تحدٍ واجهتِه في مسيرتكِ المهنية إلى الآن؟
’’الإيمان بنفسي؛ فمثل الكثير من الفنانين، كانت لدي شكوك غير متناهية بقدراتي وما زلت أعاني من ذلك الأمر أحياناً. أعتقد أن تبنّي نفسي وقبولها بشكل كامل وشامل كان أكبر تحدٍ واجهته‘‘.
ما الفيلم المفضل لديكِ من العام الفائت؟
’’فيلم ذا هاندميدن‘‘.
ماذا عن الفيلم والشخصية المفضلين لديكِ على الإطلاق؟
’’هناك الكثير منها، إلا أن سينما باراديسو هو الفيلم الذي أستطيع سرد تفاصيله وحواراته عن غيب. لا أستطيع اختيار شخصية محددة! الأمر صعبٌ للغاية!‘‘
ما الدور الذي تحلمين بأدائه؟
’’مريم المجدلية‘‘.
من هو أكثر مخرج تودين العمل معه؟
’’أودُّ أن أعمل مع إس جيه كلاركسون مجدداً، فهي مخرجة خيالية تقدر الممثلين الذين يعملون معها وجميع من هم في موقع التصوير. لديها تنوع كبير في مواهبها، وأشعر بالإجلال والتقدير لكلِّ ما تقوم به‘‘.
لو لم تعملي في صناعة الأفلام، ماذا كنتِ ستفعلين؟
’’الرقص أو الغناء، أو كنت سأتحول إلى مجالٍ مختلفٍ كلياً مثل علم الكونيات والفيزياء الفلكية‘‘.
مَن الممثلات اللواتي تتخذين منهن قدوةً لكِ؟
’’هناك الكثير منهن، ولكن أن وجب علي اختيار واحدة فستكون كيت بلانشيت. أنا معجبة بموهبتها وأنوثتها وقوتها وشجاعتها وخياراتها المهنية – ببساطة أنا معجبة بكل ما يتعلق بها. فهي مثال الجمال والفضيلة‘‘.
أنتِ أيضاً صانعة أفلام. ما المشروع الأكثر أهمية بالنسبة لكِ حتى الآن، ولماذا؟
’’المشروع الأكثر أهمية بالنسبة لي كان فيلمي الطويل الذي حمل العنوان: ’سائقي وأنا‘، والذي يحكي قصة نضوج لفتاة وسائقها تقوم على علاقتي أنا شخصياً الأبوية التي نشأتُ عليها مع سائقي محيي الذي رافقني معظم فترات حياتي – منذ أن كنت صغيرة إلى أن فقدتُ والدي عندما كنت مراهقة، وحتى عام 2005. هذا الفيلم تقديرٌ له، وطريقة متواضعة لأظهر امتناني لرجلٍ قاد سيارتي وأيضاً علّمني كيف أقود عجلة حياتي‘‘.
هل لديكِ أية مشاريع جديدة مثيرة تخططين للقيام بها ويمكنكِ أن تخبرينا عنها الآن؟
’’هناك بعض الأمور التي يجري التحضير لها، ولكنني أتطلع حقاً للعرض الأول لمسلسل كولاتيرال في بداية عام 2018‘‘.