صحراء دبي بعدسة جومانا جولي لصالح Getty في 2017
بعد صراع طويل مع مرض ساركوما إيوينغ، وهو سرطان نادر يصيب العظام وما حولها من أنسجة، كتبت فتاة في السابعة والعشرين من عمرها، تدعى هولي بوتشر من نيو ساوث ويلز بأستراليا، رسالة مؤثرة عن دروس الحياة. وقد شهدت رسالتها رواجاً كبيراً في أنحاء الشرق الأوسط بعد رحيلها المحزن الأسبوع الماضي. لذا ينشر موقع ar.vogue.me هنا مقتطفات من هذه الرسالة المفتوحة التي تدعوا كلماتها إلى التفكير والتأمل، وتعرض رؤى ثاقبة عن كيفية قضاء حياة صحية سليمة.
عن مواجهة المشاكل
’’إنكم تتذمرون هذه الآونة من توافه الأمور (شيء لاحظته كثيراً خلال الأشهر القليلة الماضية)، عليكم التفكير في حال إنسان يواجه مشكلة حقيقية. كونوا شاكرين لأن لديكم مشاكل بسيطة وتجاوزوها. لا بأس من الاعتراف بأن أمراً ما يثير الإزعاج ولكن حاولوا ألا تستمروا في ذلك طويلاً وتؤثروا سلباً على حياة الآخرين‘‘.
موضوع متصل: أنا إحدى الناجيات – إليكم قصة امرأة سعودية شُفيت من مرض السرطان
عن عدم التفكير في صغائر الأمور
’’لعلكِ وجدتِ نفسكِ عالقة في أزمة مرورية خانقة، أو لم تنامي جيداً بسبب أطفالكِ الرائعين الذين أبقوكِ مستيقظة، أو قصّ المصففُ شعركِ قَصّة قصيرة جداً. أو ربما تشقق أحد أظافرك المستعارة الجديدة، أو أن حجم صدركِ صغير جداً، أو أصاب السيلوليت أردافكِ ووجدتِ بطنكِ تهتز وتتمايل. كُفي عن التفكير في كل ذلك… فليس له أي معنى إن نظرتِ إلى الحياة في مجملها‘‘.
بإذن من نجد طاهر
عن المادية
’’لا تفوّتوا خوض التجارب لأنكم أنفقتم جميع أموالكم على الماديات [المشتريات]. ثقوا في أن الاستمتاع باللحظات الآنية والعيش فيها أفضل من مشاهدتها على شاشات هواتفكم. فلم تُخلق الحياة كي نعيشها على الشاشات ولا لكي نلتقط صوراً مثالية لها… تمتعوا بلحظاتكم أيها الناس! وكفوا عن تسجيلها كي يراها الآخرون‘‘.
عن الصداقة
’’اِشتري لصديقتكِ شيئاً طيباً بدلاً من شراء فستان آخر لها، مثل أحد منتجات التجميل أو حُلي لحفل الزفاف القادم. لن يأبه أحد بارتدائكِ لنفس الملابس مرتين. إنه إحساس جميل. اِصطحبيهن [صديقاتكِ] لتناول الطعام، والأفضل أن تطهي لهن الطعام بيديكِ. ادعيهن إلى تناول القهوة. اِشتري أو أَهدي لهن نباتات للزينة، أو جلسة مساج أو شمعة، وعبّري عن حبكِ وأنتِ تمنحيها لهن‘‘.
عن المال
’’أنفقوا الأموال على خوض التجارب. واِجتهدوا في قضاء هذا اليوم، الذي طالما سعيتم إلى تأجليه، في رحلة إلى الشاطئ. اُغمروا أقدامكم في الماء وغطوا أصابعكم بالرمال. وبللوا وجوهكم بالماء المالح. اِمضوا أوقاتكم بين الطبيعة. واستيقظوا مبكرين أحياناً لتستمعوا إلى نشيد الطيور بينما تشاهدون الشمس ترسم ألوانها الجميلة أثناء بزوغها في السماء‘‘.
عن التبرع بالدم
وتُنهي رسالتها بكلمات أخيرة – ’’على أي حال، هذه مجرد نصيحة للحياة تُسديها لكم فتاة شابة. فاِعملوا بها أو اُتركوها. لا أبالي! آه أمر آخر، إن استطعتم، قدموا معروفاً للإنسانية (ولي أنا) واِبدؤوا تدريجياً في التبرع بالدم. وسيبعث ذلك في أنفسكم شعوراً طيباً إلى جانب ميزته الإضافية وهو إنقاذ حياة الناس. أشعر بأنه شيء يتجاهله الناس رغم أن كل تبرع بالدم ينقذ حياة ثلاثة أشخاص! وهذا أثر عظيم يمكن أن يتركه كل إنسان رغم أنه عمل بسيط حقاً‘‘.
وزيلت بوتشر رسالتها بهذه الكلمات:’’سأشعر بامتنان أبدي تجاه الوقت الذي أمضيته هنا على الأرض مع عائلتي، وأصدقائي، وكلبي‘‘.فلترقد روحكِ بسلام.
