تخيلوا أننا نعيش في عام 1998، حيث تشهد أجهزة ديسكمان رواجاً بالغاً، بينما أجهزة آيفون ليست سوى فكرة تدور في خلد ستيف جوبز، فيما تمتلئ جدران غرفة أحدهم بملصقات معلقة للنجمة بريتني سبيرز، وفرقة سبايس غيرلز، وفرقة باك ستريت بويز.. تُرى، هل يثير ذلك فيكم الحنين إلى الماضي؟ في الواقع، هذا ليس سوى المستقبل القريب؛ إذ أُعلِن يوم السبت أن فرقة باك ستريت بويز تعتزم القيام بأضخم جولة موسيقية لها في الملاعب الرياضية خلال 18 عاماً. وستغطي جولة فرقة الشبان، التي تحمل العنوان: 2019 دي إن إيه ورلد تور وتضم 43 محطة، كلّاً من أوروبا وأمريكا الشمالية (تبدأ في شهر مايو) وستقدم أشهر أغنياتهم الكلاسيكية -مثل: آي وانت إت ذات واي– إلى جانب أغنياتهم من ألبومهم الجديد، دي إن إيه، والذي سيصدر في شهر يناير المقبل.
ويأتي هذا الخبر بعد أسبوعٍ حافلٍ بأنباء عودة ألمع نجوم البوب في فترة التسعينيات؛ ففي وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت فرقة سبايس غيرلز أنها ستقوم بجولة تلم شمل غالبية أعضائها وتقتصر على المملكة المتحدة فقط وذلك في العام المقبل (إلا أن بوش سبايس ستغيب لسوء الحظ عن هذه الجولة بسبب انشغالها في إدارة علامة الأزياء الخاصة بها). تُرى، هل تشير الرغبة بالعودة إلى زمن الموسيقى البسيطة ربما إلى عقلية انهزامية مردُّها، لنقُل، الأجواء السياسية العاصفة في وقتنا الراهن؟ أو هل يعجز نجوم البوب الحاليين -تايلور، وجاستن، وآريانا – عن استحضار نوعٍ من السحر الذي لم يكن بالمقدور تجسيده إلا قبل عقدين من الآن؟ أياً كان السبب في ذلك، فلا سبيل لإنكار أن التعطُّش لسماع أشهر أغنيات البوب في التسعينيات قد انتشر كالنار في الهشيم هذا العام (حتى إن الفنانين الشباب اليوم من أمثال شارلي إكس سي إكس وتروي سيفان قد أطلقوا أغنية منفردة، بعنوان “1999”، معاً، تكريماً لتلك الحقبة المحبوبة).
أمَّا الأخبار الأخرى التي تتضمن إعادة إحياء لحظات من التسعينيات فتضم: مواصلة سبيرز تربُّعها على عرش المغنية الأعلى أجراً على الإطلاق في مدينة لاس فيغاس، كما أنها ستعود في سلسلة حفلاتها الجديدة في المدينة بعنوان دومينيشن في العام المقبل بعد حفلاتها التي أحيتها على مدار أربعة أعوام تحت عنوان “بيس أوف مِي” في المدينة ذاتها. ولا شك أن غوين ستيفاني هي أيضاً في خضم إحياء سلسلة حفلات في فيغاس. أما بالنسبة لمن سيكون التالي في موجة العودة من جديد هذه، فهل يمكن أن يكون المنافس الشرس لفرقة باك ستريت بويز المتمثل في فرقة إنسينك؟ أو لربما ستكون أغاني “إيس أوف بيس” التي لا تنسى، أو حتى فرقة الأخوة هانسون. الزمن وحده كفيلٌ بأن يجيب عن تساؤلاتنا – إلا أن أمراً واحداً يبقى مؤكداً، وهو أن الطلب عليها حاضرٌ بقوة.
والآن اقرؤوا: بيلا حديد تنشر رسالة مؤلمة حزناً على الحرائق التي تجتاح مسقط رأسها
نُشِر للمرة الأولى على Vogue.com